استبقت قوات النظام السوري وصول بعثة المراقبين العرب إلى دمشق أمس وشنت هجوما عسكريا كبيرا بالدبابات على حي بابا عمرو في مدينة حمص، ما أدى الى سقوط 23 قتيلا. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن على ل «عكاظ» إن غرفة العمليات التي أنشأتها الجامعة ستتلقى تقارير يومية من البعثة. وستحيط الدول الأعضاء أولا بأول بما ترصده من خروقات في المدن السورية التي ستزورها. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن 23 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى سقطوا في قصف عنيف تعرضت له محافظة حمص، داعيا المراقبين العرب الى التوجه فورا الى المحافظة. وقال المرصد إن حي بابا عمرو يتعرض لقصف عنيف من رشاشات ثقيلة وقذائف الهاون. ووصف الوضع في الحي بأنه مخيف جدا، مطالبا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالتدخل فورا لمنع قوات النظام من اقتحام مشفى الحكمة القريب من حي بابا عمرو واعتقال الجرحى المتواجدين داخله. وقال إنه يخشى أن يلقى هؤلاء الجرحى مصير العشرات الذين قتلوا في مذبحة كفر عويد في 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وأشار المرصد الى أن من بين القتلى 15 في بابا عمرو وسبعة في حي الانشاءات المجاور لحيي البياضة وباب السباع وقرية تيرمعلة وشهيدة في بلدة تلبيسة. كما سقط ثلاثة مدنيين قتلى في محافظة حماة وثلاثة آخرون في بلدة خطاب وفتى يبلغ من العمر 17 عاما في إدلب. وأشار المرصد الى أن اربعة جنود منشقين استشهدوا اثر اشتباكات دارت بينهم وبين قوات النظام في قرية اليونسية التابعة لمدينة جسر الشغور. كما دعا المجلس الوطني السوري المعارض بعثة مراقبي الجامعة العربية للتوجه الى حمص، لافتا في بيان الى أن حي بابا عمرو يشهد حصارا شديدا وتهديدا خطيرا باقتحامه من قبل قوة عسكرية تقدر بأربعة آلاف من عناصر قوات النظام. وقال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون في مؤتمر صحافي في باريس أمس أن بعض مراقبي الجامعة العربية وصلوا الى مدينة حمص لكنهم لا يستطيعون القيام بمهمتهم، مضيفا انهم «أعلنوا انهم لا يستطيعون الوصول الى امكنة لا تريد السلطات (السورية) ان يصلوا اليها». وأفاد مصدر في الجامعة العربية أن مجموعة أولى تضم 50 مراقبا من بين 150 مراقبا وصلوا البارحة الى سوريا قادمين من القاهرة، موضحا أن بعضهم سيتوجهون الى حمص اليوم، لتقييم ما اذا كان النظام عازما على سحب قواته ودباباته من ثالث أكبر مدينة سورية كما وعد. وقال المراقب محمد سالم الكعبي (من الاماراتالمتحدة) ان عنصر المفاجأة سيكون موجودا، حيث أن المراقبين سيبلغون الجانب السوري بالمناطق التي سيزورونها في نفس اليوم لكي لا يكون هناك مجال لتوجيههم أو لتغيير أي من الجانبين للحقائق على الأرض. ومن جهته قال محمد أحمد مصطفى الدابي رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية أنه التقى أمس مع عدد من مسؤولي الحكومة السورية منهم وزير الخارجية ونائبه وأبدوا تعاونا مع البعثة، مضيفا أن مهمته تسير دون عوائق إلى الآن. وتابع نحن ننسق مع كل الاطراف بما فيها المعارضة وأي احد يريد ان يتعاون معنا. ونفى الأمين العام المساعد رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا عدنان الخضر ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول إصابة أحد أعضاء فريق المراقبين مؤكداً أن هذه الأنباء غير صحيحة.