شنت القوات السورية هجوما عسكريا كبيرا الاثنين لاستعادة السيطرة على حي بابا عمرو في حمص ثالث مدن سوريا ما اسفر عن سقوط 23 قتيلا قبيل وصول المراقبين العرب إليها حيث تبدأ مهمتهم اليوم، في حين ذكرت مصادر أن السلطات «تغير في بعض مناطق جبل الزاوية اسماء شاخصات القرى ليضللوا لجان المراقبين. وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره في لندن أن 23 قتيلا وعشرات الجرحى سقطوا في «قصف عنيف» في مدينة حمص (وسط سوريا)، داعيا المراقبين العرب الى التوجه فورا الى المنطقة المحاصرة. وقال ان «حي بابا عمرو كان يتعرض لقصف عنيف من رشاشات ثقيلة .. وقذائف الهاون منذ صباح الإثنين وسقط ما لا يقل عن 14 شهيدا وعشرات الجرحى»، مؤكدا انه «وثق اسماء ستة منهم». كما اكد المرصد ان «ستة مدنيين قتلوا خلال اطلاق رصاص عشوائي في حي الانشاءات المجاور لحي بابا عمرو وحيي البياضة وباب السباع». ونقل المرصد عن ناشط من بابا عمرو قوله ان «الوضع مخيف جدا» في الواقع في حمص (حوالى 160 كلم شمال دمشق) والتي تشكل حاليا معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الاسد التي اشتعلت منتصف آذار/مارس في محافظة درعا الحدودية مع الأردن. وقال الناشط عمر الحمصي المتواجد في مدينة حمص هاتفيا لوكالة الأنباء الألمانية أن قوات الأسد قصفت المدينة بأكثر من مئة قذيفة هاون وأن محصلة الضحايا مرجحة للارتفاع بصورة مضاعفة نظرا لسوء حالة معظم المصابين. ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للجثث ملقاة في الشوارع ، وروى بعضهم أنه يصعب نقلها لدفنها نظرا للقصف المتواصل. والى الشمال من حمص قتل ثلاثة مدنيين بينهم فتى في الرابعة عشرة من العمر في محافظة حماة عندما اطلقت قوات الامن النار على متظاهرين يوم الإثنين. وقال المرصد ان «ثلاثة مواطنين استشهدوا في بلدة خطاب احدهم طفل يبلغ من العمر 14 عاما اثر اطلاق الرصاص على مواطنين تظاهروا امام احد المراكز العسكرية في البلدة الذي دخلت اليه آليات عسكرية مدرعة». ودعا المرصد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى «التدخل الفوري لمنع اقتحام مشفى الحكمة (القريب من حي بابا عمرو) واعتقال الجرحى من داخله». محذرا من أن يلقى هؤلاء الجرحى «مصير العشرات من الذين قتلوا في 20 كانون الاول/ديسمبر في كفر عويد عندما وجهنا مناشدة بالتدخل ولم يتدخل وحصلت المجزرة». ومساء الإثنين، وصل أول وفد يضم حوالي خمسين خبيرا مدنيا وعسكريا من العرب الى سوريا في اطار بروتوكول يهدف الى الخروج من الازمة في سوريا تدعمه الجامعة العربية من اجل وقف العنف الذي اسفر عن سقوط أكثر من خمسة آلاف قتيل منذ منتصف آذار/مارس. وجدد المرصد دعوته المراقبين العرب الى «التوجه الفوري الى حي بابا عمرو ليتوقف القتل المستمر بحق ابناء الشعب السوري وخصوصا في هذا الحي المنكوب ولكي يكونوا شهودا على جرائم النظام السوري بحق الانسانية». من جهة اخرى، قال المرصد ان السلطات السورية «تغير في بعض مناطق جبل الزاوية اسماء شاخصات القرى ليضللوا لجان المراقبين العرب»، داعيا لجان المراقبين الى «الاتصال بنشطاء حقوق الانسان والثوار». وكان المرصد السوري لحقوق الانسان دعا السبت فريق مراقبي الجامعة العربية الى التوجه «فورا» الى حمص بعد العثور على جثث اربعة مدنيين «تحمل آثار تعذيب». كما دعا المجلس الوطني السوري اكبر حركات المعارضة، الاحد بعثة مراقبي الجامعة العربية للتوجه الى حمص الملتهبة. وبدورها، طلبت فرنسا من السلطات السورية السماح اعتبارا من بعد ظهر الإثنين لمراقبي الجامعة العربية بالتوجه الى مدينة حمص حيث تشن قوات الامن هجوما كبيرا على حي بابا عمرو. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «بينما يشتد القمع في سوريا في الاسابيع الاخيرة على السلطات السورية وبموجب خطة الجامعة العربية، ان تسمح بوصول المراقبين اعتبارا من بعد ظهر اليوم الى مدينة حمص التي تشهد اعمال عنف دموية». لكن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي صرح الاثنين ان بعثة المراقبين العرب ستبدأ مهامها في سوريا الثلاثاء. وقال ان «فرق المراقبين ستبدأ في مباشرة مهام عملها (اليوم) الثلاثاء». وكان الامين العام للجامعة يتحدث الى الصحافيين بعد اجتماع مع بعثة مراقبي الجامعة العربية الى سوريا التي تضم 50 مراقبا توجهوا الى دمشق. وقال عضو في بعثة مراقبي الجامعة العربية «إن ما يحدث في سورية يمثل إبادة جماعية». وقال مستشار محجوب في تصريح هاتفي «إن النظام السوري ينتقم من شعبه». وكان ناشط سوري بارز قد صرح لوكالة الأنباء الألمانية إن محجوب أصيب في هجوم في حي بابا عمرو بمحافظة حمص. ورفض محجوب الكشف عن كيفية ومكان إصابته. ولم يتضح ما إذا كان في مدينة حمص المضطربة أو في دمشق أثناء الاتصال بقناة العربية.