غريب حال البشر، فكلما زادت وسائل الاتصال تقنية، قل تواصلهم، هذا ما أكده رفض عدد من الأشخاص تلبية دعوة الزواج عبر رسائل الجوال مؤكدين أنها ما لم تكن شخصية، أو على أقل تقدير عبر كروت ورقاع الدعوة فلن يلبوا الدعوة لما فيها من استخفاف بقدرهم. وقديما كانت دعوات الزواج شخصية وجها لوجه، حيث كان صاحب الدعوة يتعب وينتقل من مكان لآخر لدعوة ضيوفه، وبالمثل كان الضيوف يقدرون دعوته ولازماً عليهم يلبون الدعوة، ومن لم يحضر لابد أن يكون لديه عذر مقبول منعه من الحضور، ثم بعد ذلك لعب الهاتف الثابت دوراً في دعوة الضيوف، بالتزامن مع ظهور كروت ورقاع الدعوة والتي لم تكن بشكلها الحالي، والتي تطورت تطوراً مذهلاً شكلاً ومضموناً. وفي وقت لاحق ظهرت الدعوات العامة في الشوارع والميادين، والتي بدأت بقطع القماش ثم تطورت إلى ما يسمى بال(بنر) وهي لوحة مطبوعة بالكمبيوتر أضاف البعض عليها صورة العريس، في دعوة رفضها البعض في حين تجد عند أصحاب وكالات الدعاية والإعلان الرواج المتزايد. الميادين العامة سلطان الرويلي قال إن الدعوة مقبولة عن طريق الكروت أو الاتصال الهاتفي، رافضا دعوة الرسائل النصية، أو دعوات الميادين العامة. رفض للصورة من جانبه، استغرب محمد المضياني وضع صورة العريس مع الإعلان عن موعد حفل الزفاف، متسائلا عن الهدف الحقيقي من نشر الصورة، وفي رأيه أنها لا تتعدى كونها شيئاً من المظاهر التي باتت ملحة هذه الأيام. التصدي للظاهرة من جانبه، طالب عبدالله المطيري، البلديات بمنع تعليق لوحات الإعلان عن الزواج لأنها تسيء للمظهر العام، ويجب أن تختفي قائلاً «ما علاقة الشارع العام بزفاف فلان أو علان، وهي ظاهرة بدأت تطفو على السطح ويجب أن تختفي نهائياً».