لا يكاد تمر إجازة مدرسية قصيرة كانت أم طويلة دون أن تكون مزدحمة بالأفراح والزواجات في كافة مناطق المملكة، وكل منطقة لها عاداتها وتقاليدها في إقامة هذه الأفراح، ففي المناطق الشمالية فإن زواجاتهم لم تتبدل عن حالها كثيرا حيث يعلو صوت الفرح والأهازيج كل الأصوات وتبرز علامات الفرح والتهاني على وجوه أهل العرس الذين يستقبلون الحاضرين بعد صلاة العصر في بيت شعر ينصب أمام منزل العريس، وكانت الدعوة مقتصرة على الأقارب أما اليوم فقصمت الصالات الواسعة ظهر البيت وعموده. وأما الضيوف فيتم استقبالهم بعد صلاة العشاء كذلك لم تنقطع الهدايا و(العواني) التي تخفف وطأة التكاليف وإن كانت محل اختلاف كل قبيلة وفيما اتفقت بعضها على إلغائها تمسكت أخرى بها وهي مبلغ مالي يدفعه الحضور بحدود 300 ريال كهدية نقدية للعريس. محمد العنزي شاب عقد قرانه في الشهر الماضي ولم يتسنى له الحصول على حجز يناسبه إلا بعد سنة كاملة لرغبته في العطلة الصيفية التي دائما يصعب الحجز خلالها والتي تقلصت لشهرين، ويأمل العنزي أن يعود بيت الشعر الرمزي ونشرة اللمبات في وسط الحارة عندما لا يوجد حجوزات وانتظار وتستطيع زف عروسك خلال أسبوع إذا رغبت وقبيل شهر رمضان يضطر الناس لحضور أكثر من دعوة زواج في الليلة الواحدة حتى نهاية شهر شعبان. كما أن ظاهرة الزواج في استراحة الأصدقاء انتشرت بشكل ضعيف في عرعر ويتطلب إنجاحها تشجيع الوجهاء في المجتمع. الغلاء موجود رغم أن مبلغ 50 ألف ريال متوسط مهر عروس عرعر إلا أن المبلغ يزيد عند البعض ويصل مبلغ المهر 85 ألف ريال علاوة على تكاليف الشقة التي تصل إلى 30 ألف ريال ويطالب كبار السن وبعض شيوخ القبائل بالوقوف ضد مظاهر البذخ في الأعراس والتقليل من مصاريفها. ويرى ظاهر الدهمشي أن حفل الزواج لو اقتصر على المدعوين من الأقارب والأصدقاء وفي استراحات عائلية لانخفضت التكاليف ويوافقه فهد الدهمشي الذي يقول أن هناك أسرا تصر على هذه الظواهر الغريبة مثل «الطقاقات» وهي الفرقة التي يقال أنها تحيي العرس وبالعكس هي تقتله من خلال المبالغ التي تحصل عليها وتتجاوز 12 ألف ريال ويتحملها العريس من خلال الديون والسبب إصرار أم العريس وأخواته وأحيانا تطلب العروس ذلك. الفرق واضح أعراس عرعر كانت أكثر عفوية وكانت العروس تزف بالسيارات حتى وصولها منزل العريس أما اليوم يزف العريس في نفس الظاهرة وقلما يصحب عروسه من الصالة أما العروس فتزف عادة بسيارة واحدة من قبل شقيقها ووالدتها. الأعيرة النارية أيضا هي الأخرى اختفت نهائيا بعد منعها حكوميا وبسبب صالات الأفراح المسقوفة كما أن العانية وهي مبلغ لا يقل عن 300 ريال يعطى للعريس من قبل كل حاضر بدأ يتراجع وينحسر وأصبحت عبارة «نعتذر عن قبول العنايا» مدونه أسفل كرت الدعوة الذي بدأ أيضا يختفي بسبب رسائل الجوال sms أما العرضه والسامري وحتى الدحه لم تختفي رغم دخول «الدبكه» مؤخرا بين أوساط الشباب. ويرى محمد الزبيني أن العانية تساعد العريس على تكاليف العرس لكن على ما يبدو أن تراجع الحضور هو ما دفع الناس لاندثارها بنسبة 50 في المائة منذ عامين. لوحات وصور الشوارع أصبحت تشارك أهل العرس الاحتفال ويعمل أصدقاء كل عريس على تجهيز السيارات الراقية وزف العريس من الفندق باتجاه الصالة مما يربك حركة المرور كثيرا ويرى مصلح الحازمي أن الإعلان والدعوة تكون من خلال اللوحات القماشية ونشرها في زوايا عرعر وكذلك صور العريس هي صيحة جديدة بدأت تنتشر في الشوارع وربما سيتم منعها. تفاخر العروس زادت التكاليف على عروس اليوم التي تدفع أكثر من نصف المبلغ للمكياج ومسار الحفل المزين بالشموع والتصوير وفستان الزفاف وانخفضت شعبية الذهب وشرائه بسبب الغلاء وعدم أهميته يوم الزفاف لأن شقيقات العروس يضعنه في غرفة النوم مع الملابس التي تتجاوز عشرة فساتين وذلك قبل الزفاف بيومين. وهنا تعلق أم فهد أن تكاليف حفل الخطبة زاد وأصبح شبيها بالعرس وتحجز له صالة أحيانا وهذا البذخ مصدره قريبات العروسين. ذبائح وحلويات يتذكر أحد كبار السن زواجه بأن دفع مهرا عبارة عن ناقة وزف عروسه في ثاني أيام الخطبة وحضر الأصدقاء ليلعبوا «الدحة» ويقتصر العشاء على ذبيحة واحدة ويتأسف عبد الله الرويلي على مايراه اليوم من مبالغة في هذا الجيل ناصحا عقلاء المجتمع للمنع الإجباري للتكاليف غير الضرورية من خلال اجتماعات قبلية وإقرار بعض الخطوات لمنع الخسائر المادية.