أعادني الصديق الأستاذ محمد الدبيسي -نائب رئيس نادي المدينة الأدبي- إلى هذا الموضوع بمقاله (الانتخابات البلدية) بجريدة الجزيرة في عددها رقم 14287 الصادر يوم الخميس 14/12/1432ه 10/11/2011م وتطرق إلى «ما منيت به الانتخابات البلدية من قلة إقبال، وعزوف عن المشاركة في هذه الدورة، خلافا لسابقتها. يكاد يعبر عن موقف جماعي لعدد كبير من المواطنين تجاه هذه الانتخابات، وهم المعنيون أصلا بما كان مؤملا من المجالس البلدية التي أخفقت في تحقيق ما يأملونه وينتظرونه منها..»، وخلص إلى أن النظام الذي يحكم أمر هذه المجالس وينظم ارتباطها بالأمانات والبلديات، هو ما حصر قدرتها في مساحة ضيقة جدا، وحصر حركتها وفاعليتها في أفق أضيق. وقال إن المواطن لم يشاهد أي إنجاز يذكر مما كان يؤمله في الدورة الماضية غير الخطب والتصريحات، وقال إن المواطن أصبح يعرف ويعي شيئا من حقوقه، ولهذا فالمواطن قد قل حماسه للركض خلف الشعارات الزائفة، لأنه يعرف ويدرك مآلها الحتمي الحزين. لقد أعادني الصديق الدبيسي إلى ما سبق أن كتبه (أبو نظارة) الأستاذ عبدالله عريف -رئيس تحرير جريدة البلاد السعودية- في عددها رقم (1091) ليوم الثلاثاء 22/المحرم/1371ه الموافق 23 أكتوبر 1951م، وفي الصفحة الأولى تحت عنوان: (همسة): «من مدة -لا أستطيع تحديدها- انتهت دورة المجلس البلدي في مكة، وربما جدةوالمدينة، أو بعض مدن المملكة، ومع ذلك لم يحدد موعد الانتخاب أو يعاد على الأصح، هل معنى هذا أن المجلس البلدي ليس له أي أثر في أعمال البلدية؟ أخشى أن أقول الحق في هذا الموضوع فلا أرضي أحدا وأغضب الأعضاء والرئيس -أو على الأصح- نائب الرئيس، لأن رئيس المجلس -وهذا محل الغرابة- هو نفس (أمين العاصمة)، يعني رئيس الهيئة التنفيذية، ورئيس الهيئة التشريعية، وهذا الوضع نفسه في مجلس المعارف، ولا يزال ذهني قاصرا عن فهم السر في ذلك.. وبعضهم يفاخر بأنه لم يحضر أكثر من ثلاث أو أربع جلسات، لماذا ؟ لا أدري، ولا يستطيع هو أن يقنعك بسبب ذلك؛ ترى لو كان رئيس المجلس غير رئيس البلدية أكان يجوز له أن يتجاوز عن هذا الذي يتحدث به الأعضاء في مجالسهم؟ المهم أنه لا بد من إجراء انتخابات جديدة على أساس جديد، وإلا فلا ضرورة لوجود ما يسمى بالمجلس البلدي..». هذا الكلام وغيره كثير كتب قبل اثنين وستين عاما، والسؤال هو كيف يرأس أحدهم أو كيف يجمع بين هيئتين هما التنفيذية والتشريعية، أي أنه القاضي والمتقاضي، وسبق أن كتبت في أثناء الانتخابات الأخيرة في «عكاظ» بتاريخ 11/11/1432ه تحت عنوان (صوتك أمانة)، وإنني ذهبت ولم أنتخب أحدا في دائرتي لعدم معرفتي بأحد منهم أو مشاهدتي له أو عن مستواه وبرامجه. ولعلها فرصة لتحية الصديق أبي يزيد، على الرغم من انقطاع الاتصال به منذ سنة ونصف السنة إذ غير رقم هاتفه أو قفله وحاولت الاتصال به عن طريق النادي وطلبت من رئيسه الدكتور عبدالله عسيلان أن يدلني على هاتفه لمواصلة الاتصال به لحاجتنا إلى البعض فلم يفعل، رغم أن الدبيسي هو من قادني إلى الكتابة في بداياتي معها عام 1419ه عند فتح ملف عن أستاذنا عبدالكريم الجهيمان -رحمه الله- في جريدة الجزيرة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة