فرحت بما حصل عليه المواطن مؤخرا من ممارسة حق من حقوقه المشروعة وهو اختيار المرشح المناسب للمجلس البلدي، وكنت وأنا أسير في الطرقات أشاهد كثيرا من (اللافتات) والإعلانات والشعارات التي تقول: (صوتك أمانة فامنحه لمن يستحقه)، وكنت قبل عدة أشهر أشجع أبنائي للذهاب إلى الدائرة الانتخابية التي لا تبعد كثيرا عن منزلنا للتسجيل كناخبين، وكنت أقول لهم إن هذا حق من حقوقكم لا تدعوه، فمن حق المواطن أن يعطي صوته لمن يثق بأمانته ولمن سيمثله خير تمثيل، ولمن سيحقق الآمال والطموحات حسب الإمكانات المتاحة، وكانوا يقولون لي: وما الفائدة؟ ماذا جنيتم من الدورة الماضية؟ ما النتائج التي تحققت؟ فأقول لهم: خير لنا أن نحلم ونبحث عن الأفضل من أن ننتقد ونستسلم، ومع ذلك ذهب بعضهم وسجل اسمه وأعطي رقما بصورة من كشف المعلومات المستخلصة منه. وكان في الدورة الماضية يعطى بطاقة مغلفة تحمل اسمه ورقمه وشعار المجلس البلدي وبشكل جميل تليق بالاحتفاظ بها كذكرى جميلة. أما الآن وبعد أن ذهبت مشيا على الأقدام عصر يوم الخميس 1/11/1432ه للإدلاء بصوتي.. وكنت أمني نفسي بوجود بعض المرشحين أو على الأقل معلومات عنهم! عن مستواهم العلمي والعملي! عن برامجهم، مشروعاتهم، خططهم، أحلامهم. وصلت إلى الدائرة الانتخابية في المدرسة ووجدت عددا كبيرا من الموظفين كل مجموعة منهم لها مهام واختصاصات ووجدت عددا من السواتر التي تحجب رؤية الناخب، وعددا من التنبيهات والنواهي بعدم استعمال الهاتف وعدم .. وعدم! قدمت لي ورقة بها 38 اسما أغلبهم ينتهي اسمه باسم قبيلته، قرأت الأسماء بتمعن بعد أن جلست، وأعدت القراءة مرتين فلم أعرف منهم أحدا ولم يسبق أن قرأت لأحد منهم أي وعود أو برامج في الصحافة وغيرها. فاعتذرت، وقلت لرئيس اللجنة إنني لن أمنح صوتي لأحد! لأنني لا أعرف أحدا منهم، فقال إن هذا من حقك، وأخذ مني القائمة بالرغم من رغبتي بالاحتفاظ بها متحججا بأن الأسماء في موقع البلدية على الإنترنت، وسألت مسؤول استقبال الناخبين عن عدد المسجلين فقال: إنهم في حدود 1800 ناخب، وسألته وكم عدد من حضر هذا اليوم في تقديرك فقال إنهم قليل، واستدرجته بالكلام فعلمت أنهم لا يزيدون على الخمسين وكانت الساعة الرابعة والنصف أي لم يبق من الفترة المحددة سوى نصف ساعة، وقد أحصيت من حضر خلال نصف الساعة التي بقيتها في الدائرة فإذا هم لا يتجاوزون عدد أصابع اليدين. عدت وأنا أتساءل، هل هذا تهاون وعدم اهتمام من المواطن؟ هل الموعد المحدد باعتباره يوم إجازة رسمية غير مناسب؟ لماذا كانت الدعاية والإعلام في الدورة الماضية أقوى، وهناك مجالات ليلتقي الناخب بالمرشح؟ هل أصيب المواطن بخيبة أمل؟ واكتفى بما جرى في الدورة الأولى.. وعدت بالذاكرة إلى ما قبل خمسين عاما في انتخابات المجلس البلدي بالرياض عام 1383ه وكان الأمير سلمان أمير منطقة الرياض يأتي إلى الدائرة الانتخابية ليحث الناخبين على حسن الاختيار وعدم التهاون أو التنازل عن حقوقهم المشروعة.. ثم يذهب إلى الدائرة الانتخابية التابع لها (المربع) ليدلي بصوته كمواطن. هذا ما نقله بالتفصيل الزميل عبدالرحمن الشثري في العدد الأول من جريدة الجزيرة والذي تولى في ما بعد أول رئيس لتحرير مجلة الحرس الوطني. وختاما من حقي أن أسأل هل أنا مصيب أم مخطئ في عدم إعطاء صوتي؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة