إلى متى ستظل عروس البحر الأحمر جدة ملوثة ومعدومة الشوارع بمياه المخالفين لنظام الإقامة والعمل أمام العيان دون تحرك من الجهات المعنية بوقف الظاهرة التي تستنزف جيب المال العام، خاصة وأن المواد الكيمائية في غسيل السيارات تتلف طبقات الإسفلت، هكذا بدأ راشد العتيبي حديثه ل «عكاظ» على مدخل شرق الخط السريع الذي يلجأ إليه العديد من الأفارقة لاستقبال زبائنهم في وضح النهار دون تحرك من الجهة المعنية. ويقابله أيمن الغامدي الذي يشير إلى أن البيع العشوائي على حساب صحة الآخرين عبر أصحاب العربات المتجوله أحد أكثر الظواهر السلبية المنتشرة في جدة والتي لها أثر رجعي صحي من أبرزها "التسمم" دون أن تبدي الجهات المعنية الحد القاسم لكبح الظاهرة بشكل جذري. وعبر قاطنون في مختلف أحياء وسط جدة من بينها حي الجامعة، وحي كيلو 7 وحي كيلو 6 وحي العدل، عن استيائهم من انتشار العمالة المخالفة في أنحاء متعددة من أحيائهم خاصة وأن أعدادهم كثرت في الآونه الأخيره بشكل ملحوظ، بالرغم من الجهود المبذوله اتجاههم إلى أنها في حاجة إلى مضاعفتها. وقال ل"عكاظ" المتحدث الاعلامي في جوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين "يوجد خطة مجدولة للقضاء على المخالفين لنظام الإقامة والعمل ومن ضمنها الحي المذكور ويتم ذلك بالتعاون مع الجهات المختصة المشتركة في حملة القضاء على الظواهر السلبية". وأضاف المقدم محمد الحسين "يتم رصد المواقع المكتظة بمخالفي نظام الإقامة والعمل عن طريق فرق البحث والتحري وتمرير المعلومة إلى الفرق التنفيذية والتي بدورها تحصل على الإذن لمداهمتها والقبض على المخالفين لترحيلهم إلى بلادهم". وحمل المتحدث الإعلامي في شرطة محافظة جدة الملازم أول نواف البوق أصحاب المنازل في الأحياء بمحافظة جدة المسؤولية الكاملة لتفشي ظاهرة مخالفي نظام الإقامة والعمل بسبب إيواء المخالفين وتأجير المنازل عليهم بأسعار متدنية بهدف الربح المادي وتشغيلهم بشكل مخالف ما يعود سلباً على عروس البحر الأحمر. وأكدت أمانة محافظة جدة، أنها تعمل على خطة مشتركة مع الجهات الحكومية لردع الظواهر السلبية عن طريق مراقبيها في البلديات والأمانة ومساندة الجهات الأمنية، تفاعلا مع غرفة عمليات الأمانة ومباشرة البلاغات الواردة إضافة إلى فرق المكافحة التي تعمل على مدار الساعة لمصادرة عربات البيع العشوائية. والواقع يرصد المخالفين لأنظمة الاقامة والعمل في كل مكان يتجمع فيه الناس، أمام الجوامع والمساجد، والمدارس، والحدائق العامة، والأسواق، مخالفين نظام الإقامة والعمل، عاملين في ما يتسنى لهم وما يتاح بحثاً عن كسب لقمة العيش. ويلاحظ تواجد العربات المكشوفة والمخالفة في مختلف نواحي جدة وسط الأسواق العامة والشعبية والشوارع الفرعية مكونة بذلك نقاط بيع ثابتة بشكل غير قانوني في أحياء العزيزية "غرناطه والمكرونة"، ويديرها عمالة مخالفة لأنظمة العمل من جنسيات عربية، وأفريقية، وآسيوية، بعيداَ عن عين الرقيب التي ابتعدت عن الوصول إلى أماكنهم، ما كثف وجودهم صباح مساء.