أزالت بلدية العمرة الفرعية في العاصمة المقدسة أخيراً، 23 حوشاً سورها المعتدون على أراضيها بأسلاك شائكة في منطقة الشميسي على طريق مكةجدة القديم. وكشف رئيس بلدية العمرة المهندس زياد عبدالله ظفر ل «الحياة»، تتبع فرق البلدية لعمليات ضعاف النفوس الهادفة إلى الاستيلاء على الأراضي البيضاء من دون وجه حق، بغية استخراج صكوك شرعية لها. وأضاف أن فرق البلدية ألقت القبض على بعض العمالة المخالفة لأنظمة العمل والإقامة داخل عدد من الأحواش، المقامة على الأراضي المستولى عليها، مشيراً إلى تسليمهم لإدارة الجوازات في العاصمة المقدسة، لاستكمال إجراءات التحقيق معهم، تمهيداً لترحيلهم إلى بلدانهم. وأشار إلى رصد سلسلة من المخالفات من خلال جولات الفرق الميدانية التي تعكف حالياً على تتبع ومكافحة ظاهرة الاستيلاء على الأراضي، بغية الحد من انتشارها. وعلى خط مواز، داهمت قوة أمنية تقودها إدارة الجوازات في العاصمة المقدسة، وتشارك فيها جهات أمنية عدة صباح أمس، إحدى أكبر مناطق تجمع العمالة المخالفة في حوش بكر في حي المنصور. ما أسفر عن إلقاء القبض على أكثر من 33 وافداً من جنسيات آسيوية وأفريقية، كما صودرت مواد غذائية فاسدة، وأدوات شعبية تستخدم كعلاج، ومركبات تالفة كانت تستخدم للتخزين. وذكر قائد دوريات الجوازات في العاصمة المقدسة الرائد صالح القحطاني ل «الحياة»، أنه بناء على ما لوحظ أخيراً من ظواهر سلبية في «حوش بكر» وانتشار مخالفات عدة سبّبتها كثرة وجود المخالفين لأنظمة الإقامة. من مظاهر البيع العشوائي وتخزين البضائع الفاسدة، قامت جوازات العاصمة المقدسة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وهي إدارة المرور، والبحث الجنائي، والدوريات الأمنية، وأمانة العاصمة المقدسة، وقوة المهمات والواجبات الخاصة، برصد وعمل التحريات اللازمة في الحوش، الذي دوهم صباح أمس وتم القبض على 33 مخالفاً لأنظمة الإقامة في السعودية، وسحب أكثر من 10 مركبات تالفة استغلت في تخزين بضائعهم من المواد الغذائية الفاسدة، وكذلك الأدوية الشعبية التي تستخدم في أعمال العلاج البديل. وأضاف القحطاني، أن المواد الغذائية الفاسدة التي تمت مصادرتها سلمت إلى أمانة العاصمة المقدسة تمهيداً لإتلافها، بينما سلمت المركبات التي تم سحبها إلى الجهة المختصة في إدارة مرور العاصمة المقدسة. وفي سياق متصل، أكد المدير العام للجوازات لشؤون الحج والعمرة العقيد عايض اللقماني، أن مثل تلك الحملات ستستمر بشكل مركز للقضاء على ظاهرة التخلف والظواهر السلبية في العاصمة المقدسة، محذراً في الوقت ذاته المواطنين والمقيمين من مغبة تقديم العون لهم، لأن مصيرهم السجن والغرامة. إلى ذلك، تستنفر جوازات العاصمة المقدسة هذه الأيام جهودها في تسيير حملاتها التفتيشية للقبض على المخالفين لأنظمة الإقامة، خصوصاً أن هذه الأوقات تأتي عقب موسم الحج، وعادة ما يكون هناك أفراد عدة من جنسيات مختلفة يفضلون البقاء داخل السعودية والتخلف عن الحملات العائدة إلى أوطانهم بعد فراغهم من أداء شعائرهم الدينية، معتمدين على العمل لدى المواطنين والمقيمين بصورة مخالفة للأنظمة، ما يكسي وجودهم خطورة أمنية، نظراً لصعوبة إيجادهم في حال وقوع حادثة أو جريمة لا سمح الله، لأنهم في هذه الحال يعدون «مجهولي هوية».