يقبع حي الكرنتينة جنوبي محافظة جدة تحت وطأة العمالة المخالفة من مختلف الجنسيات الأفريقية وعمالة شرق آسيا عنوة تحت شعار «ما عندك أحد» بحسب وصفهم كونه لا رقيب ولا حسيب، إنهم ليسوا إلا مخالفين لنظام الإقامة والعمل ومتخلفي الحج والعمرة يتخللهم المشردون المجهولون وأرباب السوابق والجرائم والمتسولون والمتجولون واللصوص على جمع قوت يومهم مما تكسب أيديهم من حاويات النفايات والمواد القابلة لإعادة التدوير والأدوات الكهربائية والمستلزمات الشخصية والصدقات وما تطاله أيديهم من سرقات في سوق سوداء أطلق عليها «جمعة الكرنتينة» كسوق شعبي يبدأ منذ الساعة الثانية صباحاً من يوم الجمعة بغرض عرض ممتلكاتهم العشوائية من بضائع تباع دون أن تسترد ويعود ذلك لرخص قيمتها التي لا تتعدى حفنة من الريالات مستغلين غياب الجهات المختصة وعدم تنفيذها خططا استراتيجية تحكم السيطرة على هذه المخالفات، وتعدل نمط وسلوك المعيشة لمن يرتادونه ويستغلونه. وكشف ل«عكاظ» المتحدث الإعلامي في شرطة محافظة جدة الملازم أول نواف البوق عن وجود وحدة مختصة من البحث الجنائي دورها تفقد الأسواق التجارية العشوائية، ومهمتها البحث عن المسروقات المبلغ عنها وتباشر عملها بشكل سري ودائم. وأوضح الملازم أول نواف البوق أن دور شرطة محافظة جدة بالاشتراك مع الجهات المختصة ضمن الخطط الاستراتيجية للقضاء على الظواهر السلبية دور تنفيذي بحسب ما يصدر من توجيهات الجهات الرقابية من بينها الأمانة ووزارة التجارة وحماية المستهلك. وقال الملازم نواف البوق «يتمثل دور الشرطة في مثل هذه التجمعات الحفاظ على الأمن والمشاركة في الحملات الخاصة بالقضاء على الظواهر السلبية وقد وفرنا عناصر مختصة تتابع البلاغات الواردة إلى مركز العمليات وعناصر أخرى ترافق الحملات المختصة بالقضاء على العشوائية من خلال التنسيق المباشر والفوري مع القنوات المشتركة». وحمل المتحدث الإعلامي في شرطة محافظة جدة أصحاب المنازل في أحياء الكرنتينة وجنوب محافظة جدة المسؤولية الكاملة لتفشي ظاهرة مخالفي نظام الإقامة والعمل بسبب إيواء المخالفين وتأجير المنازل عليهم بأسعار متدنية بهدف الربح المادي وتشغيلهم بشكل مخالف ما يعود سلباً على واجهة عروس البحر الأحمر. من جهته، أبدى ل«عكاظ» المتحدث الرسمي لجوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين موقفا ضعيفاً أمام التساؤلات المطروحة للقضاء على متخلفي الحج والعمرة الذين انتشروا كالنار في الهشيم في أحياء جنوب محافظة جدة واجتماعهم في «جمعة الكرنتينة» في تحد صارخ أمام خطط الجوازات الاستراتيجية. وقال ل«عكاظ» المقدم محمد الحسين «يوجد خطة مجدولة للقضاء على المخالفين لنظام الإقامة والعمل ومن ضمنها الحي المذكور ويتم ذلك بالتعاون مع الجهات المختصة المشتركة في حملة القضاء على الظواهر السلبية». وأضاف المقدم محمد الحسين «يتم رصد المواقع المكتظة بمخالفي نظام الإقامة والعمل عن طريق فرق البحث والتحري وتمرير المعلومة إلى الفرق التنفيذية والتي بدورها تحصل على الإذن لمداهمتها والقبض على المخالفين لترحيلهم إلى بلادهم». بدوره، أبان ل«عكاظ» مصدر مسؤول في إدارة مكافحة المخدرات بمحافظة جدة أن فرق المكافحة تضع ضمن عملها اليومي جدولا منظما للفرق العاملة في الإدارة تتواجد في المواقع المختلفة من جنوب محافظة جدة لمتابعة الأسواق العشوائية وتجمعات المخالفين والمجهولين الذين يروجون الممنوعات والقبض عليهم فور رصد الملاحظة. واستفسرت «عكاظ» من المركز الإعلامي في أمانة جدة عن دورها تجاه الأسواق التجارية العشوائية التي تقام ضمن تجمعات مخالفين للأنظمة ودورهم تجاه الظواهر السلبية في الحملات المشتركة نحو جنوب محافظة جدة، إلا أنها أحالت الإجابة على الأسئلة إلى الأسبوع المقبل. ويأتي ذلك بعد اتصال «عكاظ» بأمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو رأس الذي طلب من «عكاظ» التواصل مع المركز الإعلامي للحصول على كافة الأجوبة. يذكر أن حي الكرنتينة يقع ضمن الخطط الاستراتيجية في ملف تطوير محافظة جدة، وذلك بإزالة الحي بالكامل وإعادة تنظيمه وهيكلته كحي نموذجي جنباً إلى جنب حي غليل.