الخيانة الزوجية لا يقتصر مفهومها على الخيانة الجنسية فحسب، بل إن العبث بالمشاعر والنظر والتحدث والتعلق بطرف آخر، ومشاهدة المحرمات والإعجاب والانشغال العاطفي والفكري بغير الزوج أو الزوجة وكل ما سبق يندرج تحت أنواع الخيانة الزوجية وإن أحد الزوجين قد يحتمل أي خطأ يقع فيه شريك حياته إلا الخيانة فهي خطأ لا يغتفر كالخنجر المسموم يطعن به أحد الزوجين زوجه وينزف جرح لا يمكن أن توقفه أو تمحوه السنين فالخيانة أخطر ما يهدد الحياة الزوجية واستقرارها وبالتالي تهدم البيت الأسري من ناحية والتأثير النفسي على الطرف الآخر المجني عليه من جهة أخرى. إن الخيانة الزوجية لا يمكن أن تحدث دون وجود طرفين رجل وامرأة خانا الحب والوفاء وما أقصده هنا هو طرف ثالث فالزوج الخائن يقابله على الطرف الآخر امرأة خائنة غير زوجته والعكس صحيح، لكني أرى أن هناك أسبابا منها ما يتعلق بالزوج ومنها ما يتعلق بالزوجة قد تؤدي وهذا بمعنى احتمال حدوث خيانة زوجية في حال عدم الوقوف عندها والعمل على تصحيحها وتجاوزها وبالتالي تداركها قبل فوات الأوان، منها انشغال أحد الزوجين عن الآخر وإهماله وعدم الاهتمام به وإشباعه حنانا وعاطفة، إهمال الزوجة لنفسها وجمالها وانشغالها مع الأطفال دون التنسيق بين متطلباتها كزوجة تجاه حقوق زوجها وبين كونها أما تجاه أطفالها فيظهر الملل عند الزوج فيبحث عن العاطفة والاهتمام والتجديد وبالتالي كثرة الخلافات الزوجية، والرفقة السيئة سواء للرجل أو المرأة قد تقوده إلى الخيانة أو تزينها له، وضعف شخصية أحد الزوجين واهتزازها يغري الطرف الآخر بالخيانة، إضافة إلى وجود عيب لدى أحد الزوجين أيا كان نوعه وتعمد إخفاءه عن الطرف الآخر قبل الزواج وإجبار أحد الزوجين على الزواج من الآخر بحكم بعض العادات والتقاليد قد يوقع في الخيانة. يضاف إلى ذلك عدم التوافق الجنسي وتجاهل الزوجة رغبات زوجها الجنسية خصوصا بعد مرور سنوات على الزواج أو كان لدى الرجل عوامل فسيولوجية تزيد من طاقته الجنسية وجهل المرأة بالتعامل معها أو رفضها تؤدي إلى الخيانة الزوجية الجنسية وهي أخطر أنواع الخيانات الزوجية. ولكني أكاد أجزم من وجهة نظري أن الرجال أكثر قابلية على الخيانة، وهم أكثر ميلا من النساء لإقامة علاقات متعددة وظلم الزوجات في مشاعرهن، وتعظم الخيانة في نظر الزوجة عندما تمنح الرجل كل ما يريد وتبذل الحب والمودة والعاطفة والحنان فتقابل في النهاية بذلك الخنجر المسموم. د. سعود الجهني جدة dr_ [email protected]