جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله والتي أطلقها في قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد مؤخرا في الرياض، بالانتقال بمجلس التعاون الخليجي إلى مرحلة جديدة وعهد جديد ليصبح المجلس اتحادا خليجيا قادرا على مواجهة التحديات والمتغيرات التي تعصف بالمنطقة في الآونة الأخيرة، لهو دليل كبير على حكمة وحنكة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في مواجهة مثل هذه الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وبداية عهد جديد من الوحدة الخليجية نحو تحقيق آمال وتطلعات شعوب المنطقة، وقد لقيت هذه المبادرة تأييدا كبيرا من جميع أبناء الخليج الذين وصفوا هذه المبادرة بالتاريخية، وأنها ستكون نقطة تحول في العلاقات الخليجية المشتركة. «عكاظ» استطلعت آراء عدد من المثقفين حول هذه المبادرة التاريخية ففي البداية تحدث الأديب الدكتور عبدالله مناع حيث أكد أن خادم الحرمين الشريفين على الرغم من قصر سنوات حكمه إلا أنه يظل يثبت دائما أنه قائد محنك ورجل إصلاح من طراز فريد ونادر، وها هي مبادرته التاريخية بالانتقال بمجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد خليجي كبير وقوي يضم جميع دول مجلس التعاون الخليجي، لهي دليل كبير على حكمة وحنكة هذا القائد الذي نذر نفسه لخدمة أمته، فهو بهذه المبادرة الفريدة والرائعة يضع إطارا كبيرا للتعاون المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي والانتقال بالمجلس من التعاون التقليدي إلى الشراكة الحقيقية في المصير والأهداف والتوجهات، فما تمر به المنطقة من أحداث متسارعة، وتجاذب القوى بين عدد من دول المنطقة في الوقت الراهن، تحتم أن يكون هناك اتحاد قوي يملك الثقل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ويكون قوة كبيرة لها سيادتها وخصوصيتها التي تجعل من هذا الاتحاد تكتلا قويا في وجه كل المتغيرات التي تعصف بالمنطقة، فكل الشكر لخادم الحرمين الشريفين على نظرته الثاقبة والمتفحصة لواقع الأحداث الجارية حاليا من حولنا، فخادم الحرمين الشريفين قدم خلال السنوات الماضية القليلة عملا جبارا استحق عليه الإشادة من الجميع. لا مكان للإقليمية أما الدكتور عبدالمحسن القحطاني، فوصف مبادرة خادم الحرمين الشريفين بتحويل مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد خليجي أنه خطوة جبارة نحو تحقيق التكامل بين جميع دول المجلس، في ظل المتغيرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن, وأضاف «في الوقت الحالي لا مجال للإقليمية الضيقة والاتفاقيات المختلفة بين دول المجلس والتي لن تزيد هذا المجلس قوة وتماسكا، بل نحن بحاجة ماسة إلى أن تكون دول المجلس اتحادا قويا مثل الاتحاد الأوروبي له شأنه الدولي، وهذه المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تدل على بعد النظرة لديه أيده الله في خضم الأحداث التي تمر بها المنطقة هذه الأيام , ومن أجل إيجاد أرض صلبة تستطيع من خلالها دول مجلس التعاون الانتقال إلى مرحلة الوحدة المشتركة، والتي سيكون لها مردودات كبيرة على شعوب مجلس التعاون الخليجي، وعلى الأمتين العربية والإسلامية. الظروف مهيأة وأكد الدكتور سعد البازعي أن هذه المبادرة التاريخية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين أيده الله تعتبر نقلة كبيرة في مسيرة مجلس التعاون الخليجي وبداية عصر جديد من الوحدة الخليجية، والتي كانت عبر عقودها الطويلة الماضية مضرب المثل في اللحمة الواحدة، والمصير المشترك ,ولكن بعد الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة كان لزاما من نقلة كبيرة في العلاقات بين دول المجلس فجاءت هذه المبادرة الكريمة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لتؤكد للعالم مدى حكمة هذا القائد الذي نظر للأحداث التي تحيط بالمنطقة، فبادر على الفور بإطلاق هذه المبادرة التاريخية، والتي سيكتب لها النجاح بإذن الله في ظل التقارير الصادرة التي تؤكد سهولة انتقال مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد مشترك في ظل الاتفاقات المشتركة بين دول المجلس والتقارب الكبير بين قادته، من أجل أن تنعم المنطقة وسكانها بالخير والأمن والأمان. أمة في رجل وأوضح الدكتور عبدالله عسيلان أن الدور التاريخي والريادي الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين في خدمة أبناء الخليج هو مثال حي على قدرة هذا القائد العظيم في إدارة الأحداث ومواجهتها بكل اقتدار وجدارة، ففي مبادرته حفظه الله ورعاه في الانتقال بمجلس التعاون الخليجي من التعاون المشترك في كافة المجالات إلى أن يكون هذا التعاون اتحادا قويا متماسكا مترابطا، ذا بعد سياسي واقتصادي واجتماعي كبير، فكل الأحداث التي من حولنا تؤكد أن هذه المبادرة التاريخية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين هي بوابة العبور بدول مجلس التعاون الخليجي إلى مرحلة جديدة أكثر لحمة واتحادا بين دول المجلس، وتعميق الأواصر بين شعوبه، فهذه المبادرة من خادم الحرمين الشريفين جاءت في وقت عصيب تمر به المنطقة، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على بعد نظره حفظه الله وقراءته المستفيضة للأحداث الجارية حاليا، وتعزيزا للدور الريادي لهذا المجلس والانتقال به إلى مرحلة وحدة جديدة يستشرف من خلالها أبناء وشعوب الخليج مستقبلا أكثر إشراقا لهم. حكيم الخليج ورأى الدكتور ماهر الرحيلي أن دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى الانتقال من التعاون إلى الاتحاد تنم عن وعي عميق بأهمية وحدة الصف واستجابة صادقة للأحداث الراهنة من حولنا، وهي دعوة سامية لها أصول عديدة في ديننا الحنيف، وأضاف أن الانتقال من التعاون إلى الاتحاد انتقال من الجزء إلى الكل ومن المهم إلى الأهم، وسيظل التعاون أحد معطيات الاتحاد المهمة، وأمام خليجنا الكثير من التحديات التي تتطلب سعة الأفق وبذل التضحيات وترتيب الأولويات مع الإيمان العميق بأهمية الوحدة، وذلك في سبيل إيجاد بنية قوية قادرة على مواجهة التغيرات المتسارعة. رؤية مستقبلية وأشارت الدكتورة ميساء خواجة أن هذه المبادرة غير مستغربة على الملك عبدالله فهو صاحب العديد من المبادرات التاريخية، فنحن في هذه المرحلة بحاجة إلى اتحاد خليجي يكون له ثقل سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي كبير، لمواجهة التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون، ففي الاتحاد الخليجي توحيد للثروات والمقدرات وللجهود الكبيرة التي يبذلها أبناء الخليج في سبيل الارتقاء بدول الخليج وتوفير الحياة الكريمة لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي، فخادم الحرمين الشريفين بهذه المبادرة التاريخية أكد على بعد رؤيته المستقبلية للأحداث.