هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    خطيب المسجد الحرام: ما نجده في وسائل التواصل الاجتماعي مِمَّا يُفسد العلاقات ويقطع حِبَال الوُدِّ    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    إطلالة على الزمن القديم    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    ندوة "حماية حقوق الطفل" تحت رعاية أمير الجوف    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبادرة خادم الحرمين للاتحاد الخليجي ميلاد جديد لمجلس التعاون
أكّدوا وعي ونضج القيادات الخليجية.. تربويون ومسئولون حكوميون:
نشر في الجزيرة يوم 23 - 12 - 2011

عبَّر عددٌ من المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين في قطاعات التعليم عن خالص أمنياتهم ودعواتهم بأن يوفق الله قادة دول مجلس التعاون الخليجي لرأب الصدع وتشكيل الاتحاد الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - في القمة الفائتة، مؤكدين على النقلة التي ستحدثها تلك المبادرة والتحول التاريخي المنتظر مما سيعجل عملية الإصلاح وسيدفع بالمجتمعات الخليجية للتكتل في كيان واحد.
ففي البدء، أشاد عضو مجلس الشورى أ. د. جبريل حسن عريشي بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التي أعلنها خلال الدورة الثانية والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ودعوته إلى الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد ومصادقة البيان الختامي على هذه المبادرة في ختام القمة الخليجية.
وقال د. جبريل في تصريح ل(الجزيرة): إن المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بالدعوة إلى التحول إلى الاتحاد الخليجي، لهي خطوة طال انتظارها، لا يقدم عليها إلا صاحب فكر ثاقب ورؤية تعلو بالمصالح العليا فوق كل اعتبار، وهي بالتأكيد سيكون لها شأن فاعل ومؤثر في ما يحيط بنا من أحداث. فنحن في عالم التكتلات الكبيرة لا الكيانات الصغيرة، ولا مكان فيه ولا مكانة لغير الأقوياء، وإن كان يحسب لنا حسابا الآن في المعادلات الإقليمية والدولية فإنه بالاتحاد الخليجي سيحسب لنا ألف حساب.
وأضاف: إن العالم الآن متلبّد بالصراعات ويتطور في خطوات وطفرات، ويتحول إلى تكتلات عملاقة في إطار العولمة، ونحن في خضم ذلك علينا أن نسبح متكاتفين، فالغرق هو ما ينتظر المتقاعسين والضعفاء، ونحن أمام معركة حضارية وعقائدية وسياسية وثقافية عظيمة، الكبير فيها يأكل الصغير كما أن السريع في استباق الأحداث يدوس على البطيء. لافتاً إلى أن هذه المبادرة، في هذا الوقت، هي مبادرة عبقرية تستبق ما يحيط بنا من أحداث وتتبع نهجا أصيلا في ديننا يدعو إلى الوحدة ويذم الفرقة.
ونوّه بالدور الذي سيضطلع به الاتحاد في المرحلة القادمة بقوله لقد كنا دائما نتابع ما يقوم به الاتحاد الأوروبي وغيره من التجمعات الدولية بحسرة، وكُنا نتطلع بأن يتطور مجلس التعاون الخليجي بحيث يصبح - أسوة بهم - قادراً على مجابهة التحديات التي تواجهنا سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو غيرها، فلسنا أقل شأنا من تلك التجمعات التي عرفت أن قوتها في وحدتها فتوحدت وأصبحت قوى لا يستهان بها. ولن نكون قادرين على مواجهة التهديدات والتحديات الراهنة والخطيرة التي تحدق بها من أكثر من اتجاه إلا بالوحدة والتضامن والتكامل على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأمنية والعسكرية، فذلك هو ما سيعزز قدراتنا على حماية أمننا ومصالحنا. إننا - معاً - أغنياء بثقافتنا وحضارتنا وثرواتنا وعقيدتنا الواحدة.
كما اعتبر وكيل وزارة الشئون البلدية والقروية المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن المنصور أن دعوة خادم الحرمين الشريفين تعد حدثا تاريخيا تسجل لقائد مسيرتنا المحبوب ضمن القائمة الطويلة لإنجازاته العديدة على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي.. وقال في تصريح ل(الجزيرة): إن كل منصف عاقل يقدر لمقامه الكريم هذه البادرة غير المستغربة منه - حفظه الله - وإدراكا من قادة دول مجلس التعاون العربية لأهمية طرح الملك عبدالله استجابوا لذلك في قمتهم التي أعلن - حفظه الله - دعوته في كلمته التي افتتح فيها القمة واتفقوا على تشكيل لجنة لدراسة المبادرة ووضع الأسس الواجب توفرها لتنفيذها وتطبيقها وحدد قرار القمة الخاص بهذا الموضوع جدولا زمنيا ملزما يكفل عرض النتائج النهائية في القمة القادمة لقادة دول الخليج العربي وهذا يدل دلالة واضحة على الأهمية التي أولاها القادة لطرح خادم الحرمين أيده الله
وأضاف المهندس المنصور: إن دعوته أيده الله تأتي من نظرته الثاقبة وقراءته الفاحصة للتحديات المستقبلية فهو - حفظه الله - محب إلى أقصى درجات الحب لأبناء شعوب دول الخليج العربية والمؤمن إيمانا عميقا بوحدة الهدف والمصير وبأهمية التكاتف والتعاضد لمواجهة الأخطار المحدقة التي تستهدف المنطقة في إنسانها وترابها ومقدراتها فخادم الحرمين الشريفين يحمل صفات القائد الواعي ويدرك أن المستجدات المتلاحقة في المنطقة والحراك العالمي ككل يتطلب من الجميع الوقوف مع النفس ومراجعة المواقف وفق هذه المستجدات ومن واجب القادة حماية شعوبهم وحفظ مقدرات أوطانهم وليس أمامهم خيارا أفضل وأكثر فاعلية من النظر بجدية للتكاتف والاتحاد استنادا إلى وحدة الهدف والمصير ولا أحد يشك في أن الفوائد التي تعود على جميع الأطراف - دول وحكام وشعوب - بالخير العميم والمكاسب التنموية والشعور بالقوة والمنعة التي تجعل الأعداء تفكر قبل أن تقدم على إيذاء أي دولة أو أكثر من هذه الدول بأي نوع من أنواع الإيذاء.
وقال وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم د. عبدالرحمن البراك: إن دعوة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - قادة مجلس التعاون الخليجي لتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد تؤكد تمتع شخصية خادم الحرمين الشريفين بالقدرة على تجاوز التوقعات في الطرح، والتفرد في الطموح للتغيير، والوعي بالمؤثرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحيط بشعوب دول المجلس، والطريقة المثلى للتعامل معها، كما أن هذه المبادرة أتت في سياق المبادرات التي قادها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على المستوى الداخلي والعربي والعالمي.
وأشار د. البراك إلى إن دعوة خادم الحرمين الشريفين لاتحاد دول الخليج العربي ستلبي طموحات وتطلعات شعوب المنطقة التي اتحدت قبلاً عروبةً وإسلاماً وعاداتٍ ونسباً ورحماً، وتقفز بهم لتجاوز كل الصعوبات التي اعترضت مسيرة مجلس التعاون الخليجي خلا العقود الماضية.
مشيراً إلى الأصداء الواسعة التي لاقتها هذه الدعوة الكريمة قبولاً واحتفاءً على المستوى السياسي والإعلامي والاجتماعي لتلك الدعوة لتجاوزها الواقع القائم، والانطلاق نحو المستقبل.
من جهته قال د. محمد بن على الحصيني من وكالة الإشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم: إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أطال الله في عمره وأبقاه - التي أعلنها خلال الدورة الثانية والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالانتقال بمجلس التعاون من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد لقيت ترحيبا خليجيا واسعا من قبل أبناء الخليج قاطبة، ومن يعرف خادم الحرمين الشريفين عن قرب يلمس ما يتمتع به من حب وإخلاص لشعبه وإلى شعوب الخليج ولا يستغرب تلك النظرة المستقبلية ويتوقع منه ذلك. إن هذا المقترح وهذه المبادرة هي في واقع الحال تمثل خياراً إستراتيجياً بعيد المدى في ظل ما يحيط بدول الخليج من غموض سياسي وما نشاهده من اضطرابات خارجية تحيط بدول المجلس من تهديدات إيرانية لدول الخليج، فضلاً عن ما تمر به الدول العربية حالياً من عواصف وزوابع الربيع العربي. وأوضح د. الحصيني أما بالنسبة للشعب الخليجي فقد تعودوا من خادم الحرمين الشريفين مثل هذه المبادرات الرائدة والمتميزة سواء للوطن أو المواطن أو للأمتين العربية والإسلامية، ومن يتابع الإعلام الخليجي بعد طرح تلك الرؤية المستقبلية يجد أن الفرحة عمت الجميع بهذه المبادرة التاريخية التي تؤكدها الحاجة الماسة والملحة إلى الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد الخليجي، وأضاف: باعتقادي الشخصي أن دول مجلس التعاون الخليجي في هذا الوقت بالذات مهيأة أكثر من أي وقت مضى للوصول إلى مراحل متقدمة وإيجابية لتنفيذ تلك المبادرة، فمنذ قيام مجلس التعاون الخليجي في عام 1981م لم تمر دول المجلس باختبار حقيقي وظروف سياسية غامضة مثل ما تمر به في هذا العام 2011 لذلك كانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أطال الله في عمره - أتت لكي نتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد وهدفها الرئيس هو إيجاد كياناً خليجياً واحداً يحقق الخير ويدفع الشر ويستجيب لتطلعات مواطني دول المجلس لمواجهة التحديات المستقبلية حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وأمده بالصحة والعافية وجعله ذخراً للإسلام والمسلمين.
كما تحدث مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض د. إبراهيم المسند عن هذه المبادرة التاريخية قائلاً: إن دول الخليج تمتلك كل المقومات التي تجعل الاتحاد فيما بينها أمرا ممكنا وسهل التطبيق، وما دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لقادة دول المجلس بأن ترتبط هذه الدول في منظومة واحدة سياسياً واقتصادياً وأمنياً إلا دليل على بعد نظره وما تمليه الظروف والأحداث التي تمر بها منطقتنا العربية والخليج العربي بشكل خاص. وخادم الحرمين الشريفين والمملكة بوجه عام يعي هذه التحديات ويقدر هذه التداعيات وأن خير سبيل لمواجهتها هو تعزيز أواصر التعاون بين حكومات وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي والارتقاء بهذا التعاون إلى صيغة وحدويه تضمن - بإذن الله - الحفاظ على شعوب هذه المنطقة ومقدراتها.
وأضاف: إن مما يعزز هذه الدعوة في هذا الوقت بالذات التداعيات السياسية والأمنية والاقتصادية نتيجة ما يجري في العالم العربي من حولنا وانسحاب الولايات المتحدة من العراق وما سيتركه من فراغ أمني.
وأوضح د. المسند أنه إذا ما نظرنا إلى ما تحقق في أوروبا من وحدة سياسية واقتصادية وتنسيق أمني كبير مع وجود اختلافات كثيرة بين دول أوروبا دينية ولغوية ووطنية، نعتقد جازمين أن تطبيق نموذج الاتحاد بين دول الخليج العربية والذي بادر به خادم الحرمين الشريفين أمر تتوافر له كل مقومات النجاح والاستمرارية لما يجمع بين شعب المنطقة من دين ولغة وأنظمة حكم وروابط اجتماعية سوف يكون لها بإذن الله العامل الأكبر في تحقيق وحدة حقيقية دائمة.
من جانبه نوّه المستشار التعليمي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود د. إبراهيم بن محمد آل عبدالله بمبادرة خادم الحرمين الشريفين واعتبرها نقلة نوعية في مسيرة العمل في مجلس التعاون الخليجي تحاكي وتلبي طموحات وتطلعات شعوب الخليج الذي كثيراً ما اشرأبت إليه أعناق أبنائه ليصبح كياناً فاعلاً في منظومة العمل العربي. وهذه المبادرة تجسد الحلم الذي تنتظره شعوب الخليج منذ ثلاثين عاما ليحقق التطلعات والطموحات لهذا الكيان ويستطيع أن ينقله من منظومة العمل التعاوني إلى منظومة العمل القانوني الملزم والمنظم لجميع دول الاتحاد.
وقال د. العبدالله: أحسب أن هذه المبادرة لتأسيس كيان كونفدرالي إذا ما أصبحت حقيقة في الواقع سوف تحقق نجاحا كبيرا يلبي طموحات أبناء الخليج لأسباب عدة، أولاً: أن هذه الكونفدرالية تنشأ بين شعوب تتشابه إلى حد التماثل في الأطر الثقافية والأنساق الاجتماعية وتقارب الموارد المالية.
ثانياً: أن هذه المبادرة تطرح في ظروف داخلية وخارجية تحتم على دول مجلس التعاون انتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة التلاحم والاتحاد فالمخاطر المحدقة بدول مجلس التعاون لم تعد هواجس أو مخاوف محتملة وإنما مشاريع ومخططات بدأت تعصف بدول المجلس ولا يكفي التصدي لها من منظور التعاون وإنما ببناء كيان موحد يستطيع الحفاظ على استقرار وأمن الخليج.
وأشار إلى أن الربيع العربي وتداعياته يستدعي التجاوب والمبادرة بالاصطلاح الشامل الداخلي لتحصين الثغور ومعالجة القصور والعمل على حشد الطاقات وتمكين الشعوب من المشاركة الفاعلة في إدارة التنمية ورسم مستقبل المنطقة لبناء دولة قوية ومجتمع ممكن وهذا الاتحاد يمكن أن يسرع وتيرة هذا العمل ويسهم في ردم الفجوة بين مؤسسات وأجهزة دول المنطقة.
وقال: إن سقوط بوابة العرب الشرقية في المد الصفوي والأحلام التوسعية لدولة الملالي التي دأبت على زراعة بؤر الفتن والشقاق داخل المنطقة, تجعل هذا المبادرة ضرورة ملحة تفرضها متطلبات البقاء والاستقرار وحفظ الأمن وهذا يستلزم بناء قوة إقليمية يمكن أن تعتمد عليها المنطقة في حمايتها الذاتية لتصدي لأي مخاطر أو طوارئ تواجه المنطقة تغني عن المراهنة على القوى الدولية.
واختتم حديثه بالقول: على العموم تعد مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله إلى اتحاد خليجي خيارا إستراتيجيا تمليه ضرورة المرحلة لحماية أمننا ومواردنا وهويتنا الثقافية لمواجهة تحديات ومستجدات هذه المرحلة وتحقيق طموحات وتطلعات أبناء الخليج.
كما وصف مدير علاقات المعلمين بوزارة التربية والتعليم سالم بن حج الله المطيري خادم الحرمين الشريفين بأنه رجل المبادرات الحكيمة والسلام العالمي وقال: يحق للعالم أن يفتخر بقائد مثل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - الذي ما فتئ يقدم للعالم مبادرات تصب في صالح السلام العالمي، وها هو في ختام عام 2011 يقدم مبادرة جديدة لمصلحة شعوب دول الخليج العربي تدعم الأمن والاستقرار لشعوب وقادة الدول الخليجية ويتعدى نفعها إلى تحقيق مصالح كبرى للعالمين العربي والإسلامي بل والعالم أجمع.
وفي كل أزمة يمر فيها العالم بتوترات سياسية أو اقتصادية يكون للملك عبدالله موقف سياسي مؤثر ومبادرة قيادية تؤدي إلى التقارب بين الشعوب وتقريب وجهات النظر؛ والتاريخ القريب يشهد بذلك، فبعد أحداث سبتمبر 2001 وفي ظل التوتر الذي شهده العالم كانت مبادرة الملك عبدالله للسلام التي تحولت فيما بعد إلى مبادرة عربية للسلام بعد أن تبنتها الدول العربية بالإجماع وكان لها أثر كبير في تخفيف الاحتقان العالمي وفتح أبواب الأمل لتحقيق السلام والتعايش بين الشعوب.
وتابع قائلاً: ثم أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بعد ذلك مبادرة هي الأولى من نوعها للحوار بين الحضارات وأتباع الأديان لمصلحة بني الإنسان كافة ولمصلحة السلام العالمي الأمر الذي سينعكس إيجابياً على شعوب العالم أمناً واستقراراً وتفاهماً وتعايشاً، ويزيل كافة أسباب الاحتقان بين الشعوب. وها هو اليوم يقدم مبادرة جديدة تضمنها اقتراحه أن تقوم دول مجلس التعاون الخليجي بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بين دول المجلس؛ الأمر الذي يحقق مصالح كبرى لقادة وشعوب المنطقة ويعود بالخير على الشعوب العربية والإسلامية بل والعالم أجمع.
وأضاف المطيري: إن أمن واستقرار منطقة الخليج العربي والجزيرة العربية ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والسلام العالمي فهذه المنطقة لها أهمية خاصة وتأثير كبير في الأحداث العالمية، وحكمة قادة دول الخليج وسياساتهم المتزنة سيكون لها نفعٌ يتعدى حدود المنطقة ليشمل العالم، بالإضافة إلى استقرار الاقتصادين: المحلي (لدول الخليج)، والعالمي ونمائهما مما يعود بالرخاء على شعوب العالم.
مشيراً إلى أن الاتحاد قوة لدول الخليج سيزيد من ثقلها السياسي والاقتصادي والعسكري إقليمياً وعالمياً ويجعلها مهابة الجانب ويزيد أمنها واستقرارها ويؤثر إيجابياً على منطقة الشرق الأوسط، وبما عرف عن شعوب دول الخليج وقادتها من اعتدال وحكمة فإن اتحادها سيكون داعماً للسلام والأمن وركيزة أساسية في النهوض بالاقتصاد العالمي من كبوته وتحقيق الخير للإنسانية جمعاء.
وهي دعوة تأتي في توقيت هام وفي ظل ظروف إقليمية وعالمية تجعل الحاجة لها مؤكدة؛ ولهذا فإن بوادرها مشجعة تُنبئ بنجاحها وأن هذا الاتحاد الخليجي الذي دعا له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله سيرى النور قريباً، فقد لقيت الدعوة قبولاً وكان لها صدى إيجابياً على القادة والشعوب تجلى في ردود الفعل المرحبة بالمبادرة وفي قرار القمة بتشكيل هيئة بواقع ثلاثة أعضاء من كل دولة لدراسة الاتحاد من كافة جوانبه؛ الأمر الذي أرى أنه خطوة عملية في الطريق إلى الاتحاد الخليجي.
وختم تصريحه بالدعاء قائلاً: أسأل الله أن يؤيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وإخوانه وقادة دول الخليج بتوفيقه وأن يزيد الألفة بين قادة دول الخليج وشعوبهم، ويمدهم بعونه ويجعلهم مباركين أينما حلوا دعاةً للخير والسلام.
كما تحدث في هذا الجانب المستشار بمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم د. عبدالله بن ناجي آل مبارك قائلاً: إن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتحويل مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد خليجي عربي دعوة رجل مسؤول قرأ التاريخ بشكل واعي وتأمل المتغيرات العالمية والإقليمية المتسارعة والتي تحيط بعالمنا العربي وخاصة الخليجي ورأى أن أفضل طريقة للتعامل مع المتغيرات هو من خلال استثمار إمكانيات دول المجلس والتي تتشابه في مكوناتها الأساسية وخاصة أن المرحلة السابقة التي كانت تتطلب عمل مجلس التعاون قد آتت ثمارها، ونحن الآن في مرحلة جديدة تحتاج منا مزيدا من التكاتف والتعاضد ولعل وقوف المملكة مع دولة البحرين دليل على أهمية الاتحاد الخليجي.
وأضاف آل مبارك: إن المتأمل لطموح شعوب الخليج يرى أعينهم وقد تحققت أمنياتهم في تكوين اتحاد خليجي قوي يجعل أمن دول الخليج هو أمن الجميع وإن اقتصاد دول الخليج هو اقتصاد جميع الدول.
وأشار إلى أن مفهوم الاتحاد يعطي قوة ومكانة لدول الخليج على خارطة العالم وخاصة عندما تكون هذه القوة عسكرية واقتصادية وإدارية وأمنية.
وقال لقد كانت لهذه الدعوة الترحيب الحار من قبل قادة مجلس التعاون لأهميتها في تمكين هذه الدول من حفظ أمنها والحفاظ على مكتسباتها وتطوير قدراتها وحماية شعوبها.
ونسال الله أن يكون الاجتماع القادم وقد أصبح مسمى مجلس التعاون الاتحاد الخليجي العربي وقد وضعت القرارات والآليات المناسبة.
من جهته قال مدير مكتب التربية والتعليم بالرائد د. عبدالله بن محمد المهنا: بحس القائد الذي يحمل هم أمته انبرى خادم الحرمين الشريفين كعادته في آخر جلسات مجلس التعاون الخليجي بالرياض عاصمة مملكتنا الحبيبة، ليُطلق نداء بتحويل مجلس التعاون الخليجي من (مجلس) محدود في أدواره، إلى (اتحاد) ينهض بآمال شعوب الخليج العربي، ويُحقق تطلعات أبنائه، ويرقى بأعضاء الخليج إلى مصاف الدول المتقدمة. ولما يحظى به حفظه من مكانة شخصية لدى أعضاء المجلس، وجد نداءه ترحيباً وتأييداً واسعاً منقطع النظير، فمتطلبات العصر والمعطيات الحديثة تفرض فِكراً خلاقة تساير المستجدات وتوظف الإمكانات؛ ليستطيع أعضاء الخليج العربي مواجهة التحديات، ومواكبة التطلعات، ودفع الأطماع، وردع الأعداء، وهو ما صرح به يحفظه، وفق قراءة دقيقة للأحداث والتحركات غير المسؤولة من هنا وهناك.
وأضاف: إن الملك - يحفظه الله - في طرح فكرته الرائدة دعَّمها بتلك الحجج المقنعة، وبرهن عليها بما جعل الجميع يقف وقفة إعجاب، وصفقوا لها طويلاً. فنتائجها محمودة العواقب على كافة الأصعدة، الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
فالدور القيادي للمملكة العربية السعودية والأثر الدولي لم يعد بخافٍ على أحد، فمنذ تأسيس هذه الدولة ودول العالم تدرك هذا بعمق، وتتعامل معها بما يؤكد على هذا الدور القيادي والريادي، بكل ما في هاتين المفردتين من أبعاد ومدلول.
وأشار د. المهنا إلى إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ومنذ اعتلائه سدَّة الحكم وهو ينوء بعبء يفوق أعباء غيره من رؤساء وقادة العالم، فحسه الوطني دفعه خلال فترات قصيرة إذا ما قيست في عمر الشعوب ليقفز بالدولة في سائر شؤونها قفزات تطويرية مذهلة، وشعوره الإيماني حمَّله النظر في سائر شؤون العالم الإسلامي؛ ليقوده نحو نهضة شاملة، ويمد يده للجميع، ويتبنى كثيراً من المشاريع وتقديم المساعدات بشتى صنوفها. أما حسه العالمي فحسبنا بتبني هيئة الأمم المتحدة لفكرته في محاربة الإرهاب وتمويلها بدعم شخصي منه حفظه الله، ثم تلكم المساعدات وتقديم الخدمات الطبية ونحوها. فهنيئاً لنا بقائد يملك زمام أمور المبادرات الإبداعية، والخطوات التطويرية، ذات القدرات الواقعية بكل معطياتها
من جانبه لفت الكاتب والباحث في مجال إدارة المنظمات غير الربحية الأستاذ سعيد بن محمد العماري قائلاً: إننا سنعيش مرحلة جديدة في مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي سطر لها ورسم خطوطها العريضة خادم الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - باقتراحه خلال القمة الخليجية الثانية والثلاثين في الرياض تجاوز مرحلة التعاون بين دول المجلس إلى مرحلة الاتحاد، وهي دعوة تدل على رؤية ملكية ثاقبة وطموح لا حد له لصالح دول وشعوب مجلس التعاون، سيجني ثمارها في حال تحققها ليس فقط أبناء منطقة الخليج اليوم، وإنما الأجيال المقبلة إن شاء الله تعالى، وسيذكر التاريخ يوما هذه المبادرة ليقول كلمته مستقبلا على لسان أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وحد الأمة؛ إذ إن أثرها الإيجابي لن يقتصر على دول الخليج وأهله فحسب بل سيمتد إلى عموم الدول العربية وقضاياها وإلى الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية وسيدعم السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي فاتحا آفاقاً واسعة للتنمية والازدهار.
وقال العماري: إنها دعوة ومقترح كريم يحقق الخير ويدفع الشر ويستجيب لتطلعات مواطني دول المجلس لمواجهة التحديات، هذا هو بإيجاز ما جسدته كلمات خادم الشريفين أمام القمة الخليجية، تلك الكلمات القوية الجامعة المانعة التي قال فيها الملك عبدالله أمام قادة دول المجلس «لقد علمنا التاريخ وعلمتنا التجارب أن لا نقف عند واقعنا ونقول اكتفينا ومن يفعل ذلك سيجد نفسه في آخر القافلة ويواجه الضياع وحقيقة الضعف، وهذا أمر لا نقبله جميعاً لأوطاننا وأهلنا واستقرارنا وأمننا».
وقد دفعت هذه الرؤية الحكيمة قادة دول المجلس إلى تبني اقتراح الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ما يؤكد نضج التجربة السياسية الخليجية وتطور مسارها بما يخدم مستقبلها ومصلحة شعوبها وبما يحقق أمنها واستقرارها، وهي مبادرة تعد خطوة للأمام ووثبة نحو تلاحم المنطقة وتماسكها لدرء الأخطار المحيطة بها، ليس هذا فقط وإنما سيكون الاتحاد المقترح اتحادا لجمع الكلمة وإطارا يجمع أبناء منطقة الخليج على الوحدة والمستقبل الواعد وتوحيد الهوية لتكون المنطقة قادرة على الاستقلال بنفسها من جميع النواحي وقادرة على حماية نفسها بنفسها بحيث تعتمد على عقول أبنائها في صناعة مستقبلها وتسابق الزمن في الدخول لعالم التقنية والارتقاء بالمعرفة.
وحول تساؤلات الغير لماذا في هذا التوقيت تأتي هذه المبادرة ليجيب على التساؤل قائلاً: إنها تؤكد الرؤية الثاقبة واستشراف المستقبل في عقل وقلب الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فقد وصلت دول مجلس التعاون الخليجي إلى مراحل متقدمة وإيجابية منذ قيام مجلس التعاون في عام 1981م وأضحت الآن قادرة على تنفيذ مبادرة الاتحاد الخليجي لما باتت تمتلكه من مقومات تتكامل مع المزايا النسبية لكل دولة خليجية الأمر الذي يساعد على تحقيق اقتراح الانتقال إلى مرحلة الاتحاد بعد عقود من مرحلة التعاون.
وأضاف: لقد أراد الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بهذا الاقتراح أن يجسد معنى الحديث الشريف بأن دول الخليج بنيان مرصوص إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، اتحاد يكفل للخليج العربي أمنه وازدهاره ويحقق له مزيداً من النماء، فتحية إكبار وإجلال وتقدير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - على هذه الدعوة الشجاعة والرامية إلى لمّ الشمل الخليجي وتحقيق إرادة شعوب المنطقة في اتحاد يجمعهم على الخير، وتمثل ميلاداً جديداً لمجلس التعاون يحقق الأهداف التي أنشئ من أجلها قبل 31 عاماً.
وختم سعيد العماري تصريحه قائلاً: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية ليستكمل دوره الرائد والبارز وجهوده المباركة في خدمة المملكة ودعم مسيرة الخير والنماء في دول مجلس التعاون مع إخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس ليتحقق لأمتين ا العربية والإسلامية ما تصبوا إليه من أمن وأمان واستقرار للوصول إلى كل ما يُقرب الشعوب الخليجية ويخدم الإنسانية ويسهم في تعزيز وتأصيل القيم ويحقق المزيد من الرخاء والرفاهية لمواطني وشعوب دول المجلس.
كما تحدث كبير الإداريين بمستشفى الملك خالد الجامعي الأستاذ فرج فالح الدوسري قائلاً: إن المواطنين الخليجيين تعودوا من خادم الحرمين الشريفين مثل هذه المبادرات الرائدة والمميزة سواء للوطن والمواطنين أو للأمتين العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن المبادرة أتت في وقت تحيط بدول مجلس التعاون ظروف محيطه لا تخفى مصاعبها على أحد وأن خادم الحرمين الشريفين قد طرح تلك المبادرة لأنه يحمل هم الجميع واستجاب إخوانه قاده دول الخليج في بيانهم الختامي للدورة بالرياض وتم تشكيل لجنة وزارية لبحثها.
ورأى الدوسري أن إنشاء لجنه لعمل الآليات التي جاءت فور إعلان خادم الحرمين للمبادرة وتحديد برنامج زمني لها تؤكد النظرة الثاقبة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس ومعرفتهم بواقع التحديات المحيطة بدولهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.