تتجه الأنظار إلى القمة الخليجية التي تعقد في الرياض اليوم وغدا، بوصفها القمة التي تأتي في ظل تحولات تاريخية ومفصلية، وكونها تمثل التحدي الحقيقي لدول مجلس التعاون الخليجي على ضوء ما يحدث في بعض الدول العربية من ثورات أو ما يسمى اصطلاحا «الربيع العربي»، إضافة إلى الهواجس الأمنية التي تلقي بظلالها على ما هو إقليمي وعربي وعالمي. ثمة ملفات كبيرة تنتظر القمة، أبرزها الملف الإيراني والشراكة مع المغرب والأردن ثم العملة الموحدة، فيما تظل المسألة الأمنية هي المسألة الأبرز والأكثر أهمية وإلحاحا، حيث يشكل الأمن في هذه اللحظة التاريخية من عمر مجلس التعاون أمرا حاسما، وتجد هذه الدول، التي تربطها وتتآلف بينها الهوية الواحدة والمكون الاجتماعي الواحد، نفسها أمام تحديات تتصل اتصالا مباشرا بحاضر ومستقبل الدول الخليجية برمتها. تأتي قمة الرياض في ظل وعي جديد لجيل خليجي جديد بدأ يتصاعد ويحلم بواقع اجتماعي واقتصادي يتلاءم ويتواءم مع تطلعاته وطموحاته في عالم متبدل ومتغير وسريع لا مكان فيه للضعفاء، بل هو عالم لا يعترف إلا بالأقوياء، ومن هنا تبدو هذه القمة مهمة بوصفها قمة الحسم والتحديات، ولأنها كذلك ينتظرها الجميع قمة تعكس آمال الحاضر وطموحات المستقبل، ولكي تنتقل الدول الخليجية من مرحلة التعاون إلى مرحلة الوحدة والتكامل بمعناها الشامل والعميق على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية من أجل خليج قوي ومتماسك.