لم يعد خافيا على أحد أن قضية السيادة الوطنية.. هي القضية الأكثر بروزا في عالم اليوم.. في ظل محاولة اختراق هذه السيادة عبر إثارة الفتن الطائفية والمذهبية ومحاولة اختراق هذه السيادة من خلال البحث عن عناصر في داخل كل دولة تعمل لحساب دول أخرى.. ولأن منطقة الخليج تمثل موقعا مركزيا في خارطة العالم بوصفها أرض النفط ومحط أنظار العالم استراتيجيا واقتصاديا وسياسيا وأمنيا تتصاعد الهواجس الأمنية في ظل التهديدات الإيرانية المتلاحقة وفي محاولة من النظام الإيراني للبحث عن خصم هنا.. وعدو هناك.. وعقدة البحث عن خصم وعدو في الذهنية الإيرانية هي عقدة متأصلة نتيجة لموروث وتراكم تاريخي.. ومن هنا تأتي أهمية دعوة الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، للقيادة الإيرانية بالكف عن تدخلاتها في الشؤون الداخلية لمجلس التعاون الخليجي وإحداث حالة من الفرقة وإثارة الفتن، وذلك استنادا إلى ما قاله الأمير تركي الفيصل في كلمته التي ألقاها أمام مؤتمر الأمن الوطني والإقليمي لدول الخليج العربية في البحرين، تبدو المسألة الأمنية هي المسألة الأكثر والأكبر تحديا للمنظومة الخليجية على المستوى الإقليمي.. ذلك أن الحفاظ على أمن الخليج واستقراره هو مسؤولية وطنية من المهم والأساسي أن ينهض بها أبناء الخليج أنفسهم دولا وشعوبا. ولأن النظام الإيراني لايلتزم أصلا بمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل في إطار المواثيق والأعراف الدولية فإن التحدي الأمني يشكل تحديا حقيقيا وخطيرا راهنا ومستقبلا في حال تم التعامل مع التهديدات الإيرانية بلغة تتسم بالتجاهل السياسي والتعامل بأقل مواجهة وصرامة.. وهو ما يعني جعل النظام الإيراني يتمادى كثيرا. .. ليكن أمن الخليج هو الهاجس الأول في مواجهة محاولة اختراق النظام الإيراني للسيادة الوطنية الخليجية، خاصة أن هذا النظام ليس لديه الرغبة في إقامة علاقات تقوم على احترام دول الجوار والإعلاء من قيمة المصالح المشتركة.. للشعب الإيراني أولا.. ولشعوب دول الخليج ثانيا، ذلك أن أمن الخليج هو أمن لإيران نفسها، وبالضرورة فإن وجود هذا الأمن سوف يؤدي إلى صياغة علاقات سياسية متوازنة وشراكة اقتصادية قائمة على الاحترام المتبادل.