أكد ل«عكاظ» مدير الشركة الوطنية للمياه في جدة المهندس عبد الله العساف، أن ثلاثة مقاولين تسلموا مؤخرا مشروعا ب 50 مليون ريال للبدء في المرحلة الأولى للتمديدات المنزلية وربطها بشبكة الصرف الصحي، ويتوقع الانتهاء منها خلال عام، وتشمل الأحياء الوسطى الشمالية، كاشفا عن أن شركة المياه تنتظر صدور التراخيص الخاصة بهذا المشروع من أمانة جدة والجهات المختصة. وقال العساف إن جدة مستودع ناقلات (وايتات) الصرف الصحي تدريجيا خلال عامين، وستحدد لاحقا أسعار التوصيلات المنزلية إلى شبكة الصرف الصحي، وعلى نفس المنوال ستودع جدة وايتات المياه، حيث يتوقع ضخ المياه يوميا لنحو 95% من أحياء جدة خلال عام. وأوضح العساف في حديث خاص ل "عكاظ"، أن لديهم 145 مراقبا ميدانيا يعملون على ثلاث فترات يجوبون أحياء جدة يوميا ويرصدون 1300 مخالفة ما بين هدر للمياه، وطفح للصرف الصحي، وتركيب مواتير الشفط، واعتداء على شبكات مياه وتتراوح قيمة المخالفات بين 200 و10 آلاف ريال، وتصل إلى 25 ألف ريال في التعدي على شبكات الصرف، وهي من المخالفات التي لم يتم رصدها، مبينا أن قسما نسائيا مستقلا يتولى في الشركة متابعة شكاوى العملاء. ونفى المهندس العساف أن يكون المراقبون يتربصون أحياء أو أشخاصا محددين رغم تلقي الشركة شكاوى من الأهالي في هذا الصدد، مشيرا إلى رصد مخالفات وتجاوزات لمراقبين، وإلغاء مخالفات عن مواطنين. وأضاف «نحن لا نفرق في المخالفات بين حي وآخر، أو مواطن ومسؤول بل رصدنا مخالفات، وحررنا غرامات على منتسبين لشركة المياه، كما أننا ننذر المراقب إذا ما تكررت منه المخالفة». وعن مسؤولية شركة المياه الوطنية، قال مدير وحدة المياه في جدة أنها تنحصر في قطاع المياه وقطاع الصرف الصحي ومعالجة 18 موقعا من المواقع الحرجة للمياه الجوفية والسطحية، التي أسندت بموجب توجيهات أمير المنطقة إلى شركة المياه الوطنية، وما عدا ذلك فهو من مسؤولية الأمانة. وعزا المهندس العساف طفوحات الأحياء إلى المياه الجوفية، إضافة إلى الصرف الصحي الناتج عن البيارات نظرا لعدم وجود شبكة، كما أن للبحر دورا كبيرا في ذلك كون جدة مدينة ساحلية. وأشار المهندس العساف إلى أن هناك 132 ألف توصيلة للصرف الصحي سيدأ الشروع فيها من شارع فلسطين حتى شمال جدة جسر الصالة الملكية، وينتهي العمل فيها خلال عام، كاشفا عن أن تكلفة العقد الأول 55 مليونا، والثاني 69 مليونا، والثالث 69 مليونا، وأن شبكة الصرف ستغطي في نهاية العام، 22% من جدة يضاف عليها 50% لتصبح 72%. وحول التصريحات المتناقضة حول مدة السنوات الثلاث لشبكة الصرف الصحي، أوضح العساف أن المدة خمس سنوات، مضت سنتين وبقيت ثلاث سنوات، حيث نجحنا في إنجاز منظومة الصرف الصحي ومحطة المطار ومحطات المعالجة القديمة وبحيرة المسك، نافيا التخلص من بحيرة المسك في البحر، مفيدا أن المعلومات المتداولة في هذا الخصوص لا أساس لها من الصحة. وحول أسباب اختيار بعض الأحياء لمشاريع الصرف الصحي في المرحلة الأولى، بين المهندس عبدالله العساف أن السبب الأول هو اكتمال الشبكة ومنظومة الخطوط الرئيسية والخطوط الفرعية، كما أن الكثافة السكانية في جنوبجدة أقل من الشمال. وأبان مدير وحدة المياه في جدة أن 70% من الأحياء يتم الضخ فيها يوميا «فيما نوزع يوميا 1.1 مليون متر مكعب تصلنا من محطة الشعيبة وتحلية جدة، ونحن نوازن بين جميع الأحياء»، مبينا أن المخالفات التي تلاحق المواطنين تتمثل في طفح البيارات، وسوء استخدام مياه الشرب، وهدر المياه في غسل السيارات «حتى أن أستاذا جامعيا اعترض على ترشيد المياه بقوله اشتريتها بفلوسي»، مؤكدا أن جميع المخالفات يتم تصويرها كنوع من التوثيق، رافضا تهمة ترصد المواطنين أو الأحياء في هذه المخالفات. وفي ما يخص المياه الجوفية، أكد المهندس العساف أنه تم إسناد 18 موقعا من المواقع الحرجة إلى الشركة الوطنية للمياه بتوجيهات أمير منطقة مكةالمكرمة، وتتم دراسة المخططات اللازمة لتلك المواقع من قبل أمانة جدة وإدارة السيول في الإمارة، وحتى تاريخه تم استلام 5 مواقع من أصل 18 موقعا، وهي جاهزة للتنفيذ، وتم طرحها في منافسات عامة. وأضاف «والمواقع في أحياء كيلو 14 الشمالي، وكيلو 14 الجنوبي، وجزء من حي قويزة، وحي العليا، وحي المتبولي، وسيتم تنفيذ هذه المشاريع حال استلام المبالغ المخصصة لها، ويتوقع أن يكون ذلك في غضون شهر من الآن». وبين المهندس عبدالله العساف أنه تم الانتهاء من مشروع بقيمة 30 مليونا لمعالجة تسربات المياه، وجار العمل في مشروع بقيمة 50 مليونا استخدمت فيه أحدث التقنيات لكشف التسربات الظاهرة والخافية في الشبكة ومعالجتها باستخدام غاز الهيليوم. وكشف المهندس العساف عن ضبط الشركة متلاعبين ومحتالين جمعوا مبالغ مالية من المواطنين مقابل استحداث توصيلات إلى المنازل والعمائر عبر شبكة الصرف الصحي، وتم الرفع بذلك إلى الإمارة، موضحا أن الشركة أكملت منظومة الخارطة الإلكترونية لجدة، وتسمى لدينا (سكادا روم)، وتعني غرفة المراقبة والتحكم الآلي، وهي أول غرفة تحكم على مستوى المملكة يديرها شبان سعوديون على مدار الساعة، وتتمثل في مراقبة ضغوط المياه في المحافظة، وتوضح الخارطة صورة مباشرة لمواقع الاشياب وكميات المياه القادمة من التحلية والشعيبة والخطوط الرئيسية، وأي انقطاعات في الشبكة، إضافة إلى معرفة حجم الخزانات الرئيسية في جدة. وأضاف «وتعمل هذه الغرفة إلكترونيا من خلال شاشة عملاقة مرتبطة بكاميرات وعدادات وأجهزة تحكم عن بعد، وتمنح المشرفين معلومات وافية عن أي خلل في ما يتعلق بشكبات المياه». وأشار المهندس عبدالله العساف إلى أن قسم (كول سنتر) المختص بالرد على مكالمات وشكاوى المواطنين حصل على جائزة على مستوى الشرق الأوسط، نافيا بذلك شكاوى بعض المواطنين من تأخر الرد على مكالماتهم. والتقت «عكاظ» أثناء الجولة في غرفة التحكم بمشرفها المهندس محمد الزهراني الذي بين أن غرفة التحكم الآلية تؤدي مهام المراقبة والإشراف والتحكم عن بعد ومعالجة أي مشاكل أو تكدس في الأشياب.