كشفت جولة «عكاظ» على المشاريع التعليمية والصحية والبلدية وغيرها في جدة تعثر عدد من المشاريع، والتي بلغت أكثر من 50 مشروعاً بسبب ندرة الأراضي وعدم وجود جدية في سرعة إنجازها، وتأخر المقاولين عن تسليم المشاريع بسبب تغير أسعار مواد البناء. وكشف تقرير صادر من وزارة الصحة عن وجود خطة لوزارة الصحة لإحلال وتجديد المستشفيات الحكومية في المملكة، وقرب تشغيل مستشفيين في جدة بسعة 1000 سرير خلال العامين القادمين حسب تصريح وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، وكشف التقرير عن تفقد الوزير جميع المشاريع القائمة للوزارة، حيث شدد على المقاولين المنفذين لتلك المشاريع بضرورة الالتزام بمواعيد تسليم المشاريع أو سحب المشروع، كما أن هناك خطة لإنشاء 2700 مركز صحي لجميع مدن المملكة، موحدة المباني ومجهزة طبيا بأرقى التجهيزات، والاستغناء عن المعاملات الورقية وتطوير المرافق الكترونيا خلال الخمس سنوات القادمة، مؤكدا أن سبب تأخر تسليم بعض المشاريع يرجع إلى تأخر المقاولين في التسليم بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء وتعديل بعض المشاريع إلى سعة سريريه أكبر. وأوضح أن هناك ميزانية كبيرة لبناء وإنشاء مرافق صحية، إلا أن عقبة تطوير العاملين وبقاء الكفاءات، هو التحدي الكبير الذي يواجه وزارة الصحة خلال الفترة القادمة، لتطوير المرافق والكوادر الطبية. من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة ل «عكاظ» إن 3 مشاريع صحية في جدة قيد الإنشاء، مستشفى شرق جدة في حي السليمانية بسعة 300 سرير، ومستشفى شمال جدة بسعة 500 سرير، وبرج مستشفى الملك فهد بسعة 200 سرير، وعدد آخر من مشاريع المراكز الصحية النموذجية، وتأخر تسليم مستشفى شمال جدة في موعده المقرر مسبقاً يرجع إلى رفع أسرته إلى 500 سرير بدلاً من 300 سرير وانشاء مستشفى للولادة في المستشفى. كما تتولى وزارة الصحة مسؤولية مشاريع محافظة جدة، من خلال تحديد تلك المشاريع والأشراف عليها مع المقاولين حتى انجازها، وهناك 97 من المراكز الصحية قائمة منها 9 مراكز في رابغ، 12 مركزا في الليث،16 مركزا في أضم ،42 مركزا في جدة، وأخرى من المشاريع القائمة للمراكز الصحية النموذجية حسب خطة الوزارة. وتعكف الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة على وضع استراتيجية متكاملة لتطوير المراكز الصحية في محافظة جدة والقرى التابعة لها وتطبيق مشروع مراكز طب الأسرة، حيث اعتمدت وزارة الصحة الهيكلة التنظيمية الجديدة للشؤون الصحية في جدة وطالبت بتقارير مفصلة عن عمل كل إدارة، وعلى طورها شدد مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود على مديري الإدارات بصحة جدة بضرورة إعداد تقارير مفصلة عن عمل كل إدارة وتحديد السياسات والإجراءات المطبقة لديها، بالإضافة إلى الالتزام بالهيكل التنظيمي الجديد للشؤون الصحية بجدة والذي اعتمده وزير الصحة. من جهته أكد ل «عكاظ» وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة أن الوزارة تتابع مشاريع مستشفيات جدة الجاري تنفيذها بشكل دقيق كما أن تشغيلها سيكون خلال العامين المقبلين، مرجعاً أسباب التأخير إلى التعديلات التي تم إجراؤها لزيادة الطاقة السريرية. وقال الربيعة إن مستشفيي شمال جدة وشرق جدة يسيران في الاتجاه الصحيح، وأن وزارة الصحة تولي برامج التشغيل الذاتي في المستشفيات أهمية كبيرة، لاسيما أن العاملين فيها يقيمون سنويا بالأداء والإنتاج المميز، ولا مجال للتقاعس معتبرا ذلك منهجا حديثا للوزارة. وكشفت ل «عكاظ» مصادر صحية أن مستشفى شمال جدة بسعة 500 سرير تم تعميده في تاريخ 26/8/ 1425 ه وأنجز ما يقارب 90 بالمائة من المشروع، ومستشفى شرق جدة بسعة 300 سرير تم تعميده في تاريخ 24/1/1428 ه وأنجز 50 بالمائة فقط من المشروع وهو يسير حسب الاتفاقيات، ومشروع البرج الطبي في مستشفى الملك فهد العام تم تعميده في تاريخ 8/7/1428 ه وأنجز 78.5 بالمائة وهو ايضاً لم يتعثر ويسير على الخطة. وأضاف ان التجهيزات الطبية والاتفاق مع الشركات في التوصيل والتركيب والتوريد سوف يستغرق وقتا طويلا وان عامين كافيان لتسلم المشاريع الثلاثة حسب الاتفاقيات المبرمة. مشاريع التعليم من جانبها أكدت مصادر في تعليم جدة أن الإدارة تعاني من مشكلة وجود أراض مخصصة لإنشاء مدارس في الأحياء حسب خطة وزارة التربية والتعليم للبنين وحاجة الأحياء، وقالت إن المدارس الحكومية تحتاج إلى مساحة 3 آلاف متر مربع لإنشاء مدرسة نموذجية، تحتوي على فصول دراسية ومعامل ومختبرات وفناء مدرسي وملاعب رياضية ومسجد للمدرسة. وذكرت أن من أهم أسباب التأخر في إنشاء تلك المدارس بالشكل المطلوب، عدم وجود أراض كافية في الأحياء، خصوصاً الاحياء الآهلة بالسكان، وقلة مخصصات الأراضي لإنشاء المدارس في المخططات الجديدة. مؤكدة أن مشكلة المباني المستأجرة ستظل تواجه وزارة التعليم لفترة طويلة ولن تستطيع الإيفاء بوعودها بالاستغناء عن المدارس المستأجرة، حيث توجد أحياء بحاجة إلى مدارس جديدة ولا يوجد فيها مساحات كافية لأن اغلب الحي مأهول بالسكان ومن الصعب نزع تلك المباني من أصحابه وبالمساحة المطلوبة. وفي تعليق لإدارة تعليم محافظة جدة أكدت أن وزارة التربية والتعليم لا تبادر في إنشاء مدرسة قبل التوصل للأرض يمكن البناء عليها وحسب المساحة المتاحة، مبينة أن أكثر من 30 مشروعا قائما تحت الإنشاء تم التوصل إلى أراض كافيه لإنشائه كمدارس للبنين، وتوقع الثقفي أن يتخلص مركز رابغ خلال العام القادم من المدارس المستأجرة. وكشفت عن انخفاض المدارس المستأجرة إلى 35 بالمائة ولا يزال تعليم جدة يبحث عن حلول للتخلص من المدارس المستأجرة في ظل صعوبة الحصول على أراض في محافظة في الأحياء المسكونة والتي هي بحاجة إلى افتتاح مدارس بسبب زيادة عدد الطلاب فيها، ومن ضمن الحلول التي تسعى وزارة التربية والتعليم التوصل لها للاستغناء عن المدارس المستأجرة هي نزع ملكية الأراضي من أصحابها مباشرة. اتهامات متبادلة وفي سياق الاتهامات الموجهة للمقاولين بتأخير تنفيذ المشاريع الصحية، أكد ل«عكاظ» مقاول (فضل عدم الإدلاء باسمه) أن وزارة الصحة هي المتسببة بهذا التأخير من خلال التعديلات التي أجرتها مديرية الشؤون الصحية في جدة وأن الجهة المشرفة على المشاريع هي إدارة المشاريع في وزارة الصحة. وقال إن التأخير في مشروع مستشفى شمال جدة كان على مرحلتين الأولى كان الاتفاق على رسم وتنفيذ وتأسيس لمستشفى حكومي بسعة 300 سرير وبعد إنجاز أكثر من 50 بالمائة من المشروع، ظهرت لديهم فكرة جديدة لتوسعة عدد الأسرة إلى 500 سرير وبالتالي يحتاج هذا إلى إعادة تخطيط للمبنى وهدم وفتح أماكن جديدة وبعد أن قمنا في البدء بالتعديلات الجدية ظهرت لهم فكرة جديدة وهي بناء مستشفى جديد للولادة بسعة 300 سرير داخل المستشفى مما تسبب أيضاً في تعطيل المشروع والبدء في دراسة وتخطيط من جديد ورغم كل ذلك فإن الشركة المنفذة للمشروع تؤكد أن التنفيذ يسير بخطوات سريعة وسوف يتم تسليمه في الموعد الجديد المقرر.