اختلفت وزارات الصحة، التربية والتعليم، والنقل حول أسباب تأخر مشاريع تنموية عملاقة في محافظة جدة، وذهبت وزارة التربية إلى أن سبب تعثر تنفيذ مشاريع مدرسية يأتي بسبب ندرة الأراضي، فيما تحججت وزارة الصحة بالتطوير وإعادة توسعة المشاريع، بينما عزت النقل تعثر مشاريعها إلى نزع الملكيات. وكشفت جولة «عكاظ» على عدد من المشاريع التابعة للوزارات الثلاث في محافظة جدة، جدية الوزارات ورغبتها في سرعة إنجاز المشاريع رغم تعثر بعضها نتيجة عدم التزام المقاولين بالاتفاقيات والعقود والتراخي الذي أفقد المشاريع ميزة سرعة الإنجاز، إضافة إلى مؤثرات خارجية تتمثل في ندرة الأراضي، ارتفاع أسعار البناء، ومشاريع الصرف الصحي التي أعاقت تنفيذ مشاريع توسعة الطرق. وأوضح مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود، أن مشاريع صحية حيوية يجري تنفيذها حاليا، بالإضافة إلى مشاريع أخرى تعتبر قيد الترسية وسيتم البدء فيها قريبا، ستنعكس على تطوير أداء الخدمات الصحية المقدمة للمواطن والمقيم في جدة وضواحيها، وأشار إلى أن أهم هذه المشاريع مشروع مستشفى شمال جدة بسعة خمسمائة سرير والذي تم إنجاز مرحلة كبيرة منه بلغت 90 في المائة منه حتى الآن، وبتكلفة 228836222 ريالا، مشروع مستشفى شرق جدة بسعة 300 سرير وتم إنجاز حوالى 45 في المائة، من مرحلة إنشائه حتى الآن، وبتكلفة 265211207,83 ريال، مشروع مستشفى الليث العام بسعة 100 سرير تحت التنفيذ بتكلفة إجمالية تبلغ 125102538,20 ريال، مشروع إنشاء برج طبي في مستشفى الملك فهد وتم إنجاز 79 في المائة من المشروع بتكلفة 68138746 ريالا، مشروع إنشاء البرج الطبي في مستشفى الولادة والأطفال ومازال تحت الطرح للمنافسة، ومشروع إنشاء البرج الطبي في مستشفى العيون في جدة ومازال تحت التصميم الهندسي. وقال مدير صحة جدة إن هناك مشاريع عملاقة تشمل مشاريع المراكز الصحية وهي إنشاء 49 مركزا صحيا نموذجيا داخل مدينة جدة وخارجها في المحافظات والقرى التابعة لها على 3 مراحل، تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى والتي تضمنت أربعة مراكز صحية في جدة، وهي مراكز حي الصفا، بريمان، المحجر وأبحر الشمالية. وأفاد الدكتور سامي باداود بأن هذه المراكز تم تشغيلها فعليا وهي تقدم خدماتها للمراجعين والمرضى، ولا تزال المراكز المدرجة ضمن المرحلة الثانية تحت التنفيذ وهي تشتمل على 13 مركزا صحيا تم البدء في إنشائها بكل من نويبع، مغنية، صعبر، مستورة، الصليب، حجر، الليث، المستنقع، بني يزيد، حقال، كساب، الفحو بني جابر، يلملم، ويجري حاليا تنفيذ خمسة مراكز صحية من مراكز المرحلة الثالثة التي تضم 32 مركزا صحيا كما يجري البحث عن أراض مناسبة لشرائها ومن ثم البدء في تنفيذ بقية المراكز في هذه المرحلة. وأشار باداود إلى أن هناك مشاريع تتولى إدارته تنفيذها والإشراف عليها تتضمن مشاريع تطويرية تشتمل على 6 مشاريع ترميم وتطوير يتم تنفيذها حاليا في مستشفيات الثغر والملك فهد والملك عبدالعزيز ومركز الأورام بالإضافة إلى إنشاء مستودع التموين الطبي في محافظة الليث وتطوير وتجهيز ثلاجة الموتى في مستشفى رابغ العام، وتبلغ التكاليف الإجمالية لهذه المشاريع 26316311.68 ريال. من جهته، كشف مدير الطرق والنقل في منطقة مكةالمكرمة مفرح الزهراني، عن ما يقارب 100 مشروع طرق مختلفة في محافظة جدة، منها إنشاء طرق جديدة وجسور وأنفاق وهي تعمل ضمن خطة زمنية متفق عليها مع الشركات المنفذة، وهناك مشاريع تطويرية لبعض الطرق مثل التوسعة وهي تعمل أيضا ضمن خطة زمنية متفق عليها أيضا مع الشركات المنفذة، وهناك إجراءات وعقوبات مختلفة في حق الشركة التي تخل بالاتفاقية، حيث يتم تغريمها وإبعادها عن المنافسات وسحب المشروع إلى شركة أخرى. بدورها، ذكرت مصادر مطلعة في تعليم جدة أن الإدارة تعاني من مشكلة وجود أراض مخصصة لإنشاء مدارس في الأحياء حسب خطة وزارة التربية والتعليم للبنين وحاجة الأحياء. وقالت إن المدارس الحكومية تحتاج إلى مساحة 3 آلاف متر مربع لإنشاء مدرسة نموذجية، تحتوي على فصول دراسية ومعامل ومختبرات وفناء مدرسي وملاعب رياضية ومسجد للمدرسة. وأضافت أن أهم أسباب التأخر في إنشاء مدارس بالشكل المطلوب عدم وجود أراض كافية في الأحياء، خصوصا الأحياء الآهلة بالسكان، وقلة مخصصات الأراضي لإنشاء المدارس في المخططات الجديدة، مؤكدة أن مشكلة المباني المستأجرة ستظل تواجه وزارة التعليم لفترة طويلة. وأوضحت المصادر أن وزارة التربية والتعليم لا تبادر في إنشاء مدرسة قبل التوصل للأرض التي يمكن البناء عليها وحسب المساحة المتاحة، مبينا أن 38 مشروعا قائما تحت الإنشاء تم التوصل إلى أراض كافية لإنشاءه كمدارس للبنين، كما أن المدارس المستأجرة انخفضت إلى 35 في المائة ولا يزال تعليم جدة يبحث عن حلول للتخلص من المدارس المستأجرة في ظل صعوبة الحصول على أراض في الأحياء المسكونة.