حين تعصف الفتن بأمن الشعوب من حولنا وتقوض الفوضى استقرارها وتهدّد الاضطرابات مقدراتها فإن ما ننعم به في المملكة من أمن واستقرار وطمأنينة ورخاء وتنمية لا يمكن له إلا أن يثير غيظ الحاسدين وغضب الحاقدين وكيد من لا يريدون لنا خيراً ولا لوطننا أمناً واستقراراً. وإذا كنا قد ابتلينا من حولنا بخصوم وأعداء ينقمون علينا ما وهبنا الله به من نعمة وما حبانا به من مكانة وما أفضل به علينا من خير عميم فإننا قد ابتلينا كذلك بطابور خامس ممن باعوا ذممهم تواطؤاً مع أعداء الوطن واستسلموا لتغرير وغواية من يكيدون ضد هذا الوطن ممثلين في دعاة الفتنة ممن استسلموا لأهوائهم أو سلموا زمام عقولهم لأعدائهم وأعداء وطنهم. غير أن على الأعداء الحاقدين والأتباع المتواطئين أن يدركوا أن أمن الوطن خط أحمر لا يقبل المواطن والمسؤول معاً أي مس له وأن علاقة الشعب بقيادته علاقة عهد وبيعة وعلاقة المواطن بوطنه علاقة انتماء وولاء على نحو لا مجال فيه لتخرص المتخرصين ومزايدة المزايدين وأن الوطن كل الوطن يقف صفاً واحداً ضد أولئك الذين يريدون أن يوقدوا ناراً للفوضى وأولئك الذين في الفتنة قد وقعوا، مؤكدين أنهم يد واحدة كفيلة أن تصد كيد الحاقدين وجهل الجاهلين.