واجه مدير عام مرور الشرقية العقيد عبدالرحمن الشنبري، أمانة المنطقة بحقائق تثبت مسؤوليتها الكاملة عما يحدث من اختناقات في الحركة المرورية، وارتفاع ملحوظ غير مبرر للطاقة الاستيعابية لشوارع المنطقة ومنها حاضرة الدمام. وفي هذه المواجهة التي حضرت «عكاظ تفاصيلها» انتقد العقيد الشنبري ما تنفذه الأمانة من مشاريع لتخفيف ضغط الحركة المرورية، وقال «إن الأمانة تعتمد في دراساتها لرصد واقع الازدحام المروري في المنطقة، على مكاتب استشارية هدفها الربح المادي فقط، ما يؤدي لفشلها في تصميم وإعادة بناء التقاطعات وفك الاختناقات، كذلك عدم وجود مهندسين للطرق عند بناء التصاميم للشوارع والتقاطعات والجسور، ما يؤدي لارتباك الحركة المرورية واختناقها بالكامل في شوارع رئيسة في الدمام على سبيل المثال. كما انتقد الشنبري تواطؤ الأمانة في السماح للبنوك التجارية بوضع مكائن الصرف الآلي في شوارع ومواقع وتقاطعات مزدحمة، مما سبب في زيادة الطاقة الاستيعابية لحركة الشوارع مروريا، مطالباً بإعادة النظر في مواقعها من جديد. وسأل العقيد الشنبري، أمين المنطقة: هل شوارعكم الحالية قادرة لاستيعاب 18 برجاً تجارياً في حاضرة الدمام قريبا؟ وكيف سيكون حجم مواقفها والطرق المؤدية إليها؟. أمين المنطقة المهندس ضيف الله العتيبي، قاده هذا الهجوم المفاجئ لتبرير ما ذكره الشنبري فقال «معلوماتك أيها الصديق غير صحيحة وليست دقيقة، ولم تصلك إلا متأخرة، حيث إن هناك تنسيقا بين الجهات المسؤولة والمعنية، وتوجد مجموعة من الاقتراحات لإنشاء طرق جديدة نراعي فيها تحقيق السلامة المرورية، تقليل عدد الحوادث وحفظ الأرواح». ورداً لسؤال الشنبري حول الأبراج ال 18 في الدمام، أجاب «إنها طولية، ولا علاقة للشوارع بها، ولن تسبب اختناقا مرورياً، إذ أنها تشمل مواقف متسعة لن تؤثر على الحركة المرورية». وبين أن الأمانة ستنفذ عدداً من المشاريع والتقاطعات الحيوية للتقليل من الحوادث المرورية، إضافة لتفعيل برنامج المواقف في المناطق المركزية وزيادة المسارات، مضيفاً «أن العمل مستمر وفق استراتيجية النقل الشامل على مدى 30 عاماً، حيث انطلقت المرحلة الأولى وتستمر عشر سنوات، وسيجري استخدام الإشارات الذكية التي جرى تنفيذها لتطبيق السلامة المرورية». وأضاف هناك 18 هدفاً استراتيجياً تمخضت عن 63 مبادرة في هذه الاستراتيجية، إضافة إلى إنشاء 25 تقاطعاً في حاضرة الدمام انتهى تنفيذ ثمانية منها، كما نعمل على إنارة 85 في المائة من الطرق الرئيسة. من جهته كشف المدير العام للإدارة العامة للمرور اللواء سليمان العجلان، عن سبعة آلاف حالة وفاة سجلتها المملكة خلال العام الماضي، بسبب حوادث السير، التي بلغت 540 ألف حادثة، خلفت نحو 40 ألف مصاب، بلغ نصيب الشرقية من هذه الحوادث خلال عام 1432ه (100740) حادثا نتجت عنها إصابة (6180) ووفاة (1013) شخصاً. وبين العجلان أن حزمة مشاريع سيطلقها المرور خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أنه يجري حالياً وضع اللمسات النهائية على الاستراتيجية الوطنية للمرور. وأضاف أن الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية، في مراحلها الأخيرة، وقد أوكلت لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ووزارات الداخلية، المالية، الشؤون البلدية والقروية، التخطيط، النقل وجميع الجهات المعنية في السلامة المرورية، مبيناً أن هذه الاستراتيجية تهدف لوضع حل للزحام المروري، مشيراً إلى أن عدد المركبات المسجلة في الإدارة العامة للمرور بلغ أكثر من 9.5 مليون مركبة. وأضاف أن هذه الاستراتيجية تتمثل في إعادة هيكلة إدارة المرور وأولى بوادرها إنشاء 135 قسم مرور على مستوى المملكة، إضافة لفتح مراكز في جميع المنافذ البرية والبحرية، مع رغبة في التوجه للقطاع الخاص، مثل فتح المجال للفحص الدوري.