رغم انتشار وسائل الاتصال الحديثة التي باعدت بين الأرحام وقللت من لقاءاتهم، ما زال هناك من يتمسك بصلة الرحم، وظهرت مؤخرا المجالس العائلية، التي تجمع أبناء العمومة والأقارب في موعد معين ودوري، توجب وتحث على حضور الأفراح، والوقوف في الأتراح، والتودد للأيتام، وإدخال السرور والبهجة على الصغير والكبير، الذكر والأنثى. سعف النماصي الشمري يقول إن قبيلته حددت يوما في العام يتم الاجتماع بين أبنائها، ويلتقي الكبار والصغار في حفل كبير يتغير موقع إقامته من مدينة لأخرى حسب ما يتفق عليه في الاجتماع الأخير، ويلتف الجميع على مأدبة طعام، ويستمعون لتوجيهات شيوخ القبيلة، وإلقاء القصائد الشعرية، والكلمات الوعظية، مضيفا أن هذه اللقاءات تتم فيها مناقشة شؤون القبيلة، والتعارف بين أبنائها، وقوبلت هذه التجمعات بالتأييد في الكثير من القبائل والعوائل الأخرى. ويقول سعد محمد «اللقاءات العائلية دائما تخرج بنجاح، ويتم الاتفاق بين أبناء العائلة على توصيات تصب في صالح أبناء القبيلة، وذلك بتعيين أفراد من أبناء العم لمجلس القبيلة، للعمل على متابعة شؤونها، والسؤال عن أحوال المرضى والمحتاجين فيها، والتعاون لما فيه الصالح العام». ويقول صالح علي إن الكثير من التجمعات العائلية تخرج باقتراحات هامة يعود نفعها على العائلة، كاقتراح إنشاء مشروع عائلي استثماري ضخم، يتم تمويله من قبل أبناء العائلة الميسورين، يجعل منه داعما قويا للقاءات ويساهم في إعانة المحتاجين من أبنائها، وبعض العائلات استحدثت صندوقا للعائلة لإقامة المناسبات باشتراك شهري بمبلغ زهيد، ويتم من خلاله دفع مصاريف هذه الاجتماعات ودعم المتزوجين ومساعدة الأيتام والفقراء حتى لا يكونوا عالة على الغير.