أبدت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية مخاوفها من أن السلام الموقع بين تل أبيب والقاهرة بموجب معاهدة «كامب ديفيد»، أصبح حبرا على ورق. ولم تعد إسرائيل تحصل على السلام الذي كانت تعيشه خلال العهود السابقة قبل ثورة يناير، فمنذ اندلاعها مطلع العام أصبح السلام بين الدولتين «اسما فقط». وقالت الصحيفة في عددها الصادر أمس إن نظرة فاحصة على ما تبقى من اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل الموقع عام 1979، نكتشف أشياء مثيره للقلق، فالجبهة الجنوبية لإسرائيل لم تعد آمنة كما كان يعتقد سابقا، وما تبقى من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية بعد 32 عاما، ما هو إلا وهم. فبالفحص الدقيق للاتفاق، نرى أن بعض الأحزاب حققت إنجازات حتى في الجولة الأولى من الانتخابات المصرية، وهذا يثير حالة من القلق داخل الدولة العبرية من إمكانية أن تتحول مصر للعداوة مع إسرائيل بعد سنوات السلام. وأضافت أن مصر وإسرائيل انتقلتا من السلام البارد إلى هدنة بحكم الأمر الواقع، وخرقها بين الحين والآخر، عندما تشن هجمات على إسرائيل انطلاقا من سيناء، بالتأكيد أفضل من الوضع قبل عام 1979، ولكن من الصعب أن نستبعد احتمال عدم تدهور الأمور أكثر. وشددت على أن مصر وإسرائيل لا تزالان تحافظان على علاقات دبلوماسية وأمنية، ولكن ليس علنا، فقد أغلقت السفارة الإسرائيلية في القاهرة بعد هجوم الجماهير الغاضبة في سبتمبر الماضي. وحاليا لا توجد خطط لإعادة فتحها، كما أن السفير الإسرائيلي الجديد يعقوب أميتاي، الذي حل محل اسحق ليفانون، لم يقدم حتى الآن أوراق اعتماده إلى القاهرة، مشيرة إلى أن هذه الحوادث وغيرها تجعل السلام بين مصر وإسرائيل حبرا على ورق، وليس له إلا الاسم فقط.