استقبلت القاهرة سفير إسرائيل الجديد بتصريحات "نارية" لوزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، أكد فيها قدرة مصر على مواجهة أي تهديد من الجانب الإسرائيلي، وشدد على التزام مصر ب"احترام" الاتفاقيات والمعاهدات الدولية "مادام الطرف الآخر يحترم" هذه المعاهدات. ووصل السفير الإسرائيلي، يعقوب أميتاي، إلى القاهرة الاثنين، لتسلم مهام عمله خلفاً للسفير إسحاق ليفانون، الذي غادر مصر منذ نحو ثلاثة أشهر، في أعقاب تعرض مقر سفارة الدولة العبرية بالقاهرة، لسلسلة من عمليات "الاقتحام" من قبل محتجين غاضبين، أنزلوا العلم الإسرائيلي ورفعوا العلم المصري فوقها. وقال وزير الخارجية المصري، في تصريحات لتلفزيون "الحياة"، إن مصر تستطيع أن تحافظ على مصالحها، وأيضا حماية نفسها، لأنها "ليست بدولة صغيرة، حتى يستطيع أحد أن يهدد أمنها"، ونفى وجود قوات إسرائيلية تحمى حدود سيناء من الجانب المصري، مؤكدا أن "سيناء تحت السيطرة المصرية تماماً." كما أشر عمرو إلى أن القاهرة حصلت على "أول اعتذار في تاريخ إسرائيل"، بعد حادث مقتل عدد من رجال الأمن المصريين على الحدود، واعتبر أن هذا الاعتذار دليلاً على أن "مصر لا تتهاون في حق من حقوقها"، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي. وأكد أن "ثورة 25 يناير (كانون الثاني) هي التي أعطت زخماً للسياسة المصرية الخارجية"، وشدد على قوله إن "مصر مازالت تحترم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، مادام الطرف الآخر يحترم هذه المعاهدات"، لافتاً إلى أن القاهرة "لديها من الوسائل التي تتخذها، ضد من يحيد عن خط الدبلوماسية المصرية." إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن السفير الإسرائيلي الجديد أعرب عن "سعادته بالعمل بمصر في هذه اللحظة التاريخية بالنسبة لها، ومنطقة الشرق الأوسط"، وقال إنه يتمنى أن تكون فترة عمله في مصر "في خدمة السلام بين البلدين"، كما أكد أن "السلام بين مصر وإسرائيل سيستمر، لأنه في صالح شعبيهما." ورداً على سؤال حول ما إذا كان هناك تخوف إسرائيلي من سيطرة "التيار الديني" على السلطة في مصر، أجاب أميتاي بأنه لن يتحدث في أية موضوعات حتى يتعرف على الأوضاع الجديدة عليه، وأضاف بلهجة عربية: "أهم شيء بالنسبة لعملي هو توطيد السلام بين مصر وإسرائيل"، وتابع قائلاً: "إن شاء الله سوف تنجح الثورة." وعن وصول باقي أعضاء السفارة، وعما إذا كان سيمارس عمله من المقر الحالي للسفارة، أم سينتقل إلى مقر جديد ذكر السفير الإسرائيلي أن أعضاء السفارة سيصلون تباعاً، "لتعود الأمور إلى ما كانت عليه"، إلا أنه قال إنه لا يعرف من أين سيمارس عمله. وسبق ليعقوب أميتاي أن عمل ضمن طاقم سفارة الدولة العبرية بالقاهرة منتصف ثمانينات القرن الماضي، ثم عمل في الولاياتالمتحدة خلال الفترة بين عامي 1989 و1993، قبل أن يعمل سفيراً لبلاده في كل من كينيا وإثيوبيا، كما كان مسؤولاً عن ملف المصالح الإسرائيلية في شرق أفريقيا.