تتميز القرى الجبلية في منطقة جازان بالعديد من المقومات الطبيعية التي جعلتها مقصدا سنويا للآلاف من الزوار والسياح الذين ينشدون الهدوء والاستجمام بعيدا عن صخب المدن، وبالرغم من المناظر الخلابة والأجواء العليلة، إلا أن العديد من المواقع والمناطق بحاجة إلى توفير خدمات وتنفيذ مشاريع لتحقيق نقلة نوعية في القطاع السياحي على مستوى المنطقة، ولعل نقص الخدمات في قرى آل عمر بني حريصي التابعة لمركز الحميراء في محافظة العارضة وبعض القرى الجبلية، أدى لعرقلة سير الحركة التنموية والسياحية فيها وقلل من الإقبال السياحي عليها. فيما تشير المصادر في الهيئة العامة للسياحة والاثار، إلى وجود خطة لتطوير العديد من المواقع السياحية في منطقة جازان يأتي في مقدمتها وادي لجب وعدد من المواقع الأخرى، تعاني أكثر من 20 قرية يزيد عدد سكانها على 5000 نسمة تقريبا من عدم توافر المشاريع والخدمات الضرورية المتعلقة بسفلتة وإنارة الطرقات والشوارع وتدني مستوى النظافة، فضلا عن انعدام شبكات المياه. إعاقة السياحة واعتبر أحمد بن يحيى حريصي، أن غياب الخدمات والمشاريع الهامة في بعض القرى والمناطق الجبلية يعوق فرص استثمارها سياحيا، فبعض المطالب لها عشرات الأعوام ولم تنفذ حتى الآن رغم أهميتها الشديدة للأهالي وللسياح على حد سواء. وأكد رفع العديد من مطالبات أهالي قرى بني حريص للجهات المعنية منذ ما يقارب ستة أعوام من أجل إيصال الخدمات الضرورية كالأسفلت والإنارة وشبكات المياه والاتصالات وغيرها من الخدمات الضرورية للقرى، مشيرا إلى غياب العديد من الطرقات الحيوية الخدمية التي تربط ما بين القرى، كالطريق الذي يربط قرية الشريفيات والدحر من طريق الصيابة العام جنوبا بقرية الحميراء شمالا بطول لا يتجاوز خمسة كيلو، كذلك طريق حمر والذي يربط قرية الدقيقة بقرية الحميراء بطول لا يتجاوز ستة كيلو تقريبا، وطريق راعية البشامة من طريق الصيابة العام وغيرها من الطرق الحيوية والموصلة لمنازل القرى، كما تحتاج القرى لشبكة مياه ومدارس ثانوية للبنين والبنات. صيانة مستمرة وقال أحمد بن جابر حريصي، من سكان قرية الدقيقة، «يعاني أكثر من 500 نسمة في القرية من سوء عمل شبكة المياه بالشكل المطلوب، لاسيما وأنها أنشئت قبل 30 عاما وتحتاج إلى صيانة مستمرة». لافتا إلى أن الأهالي يطالبون بسفلتة وإنارة طريق حمر، الذي يربط القرية بقرية الحميراء، خاصة وأنهم يضطرون على قطع أكثر من 15 كلم تقريبا يوميا لنقل أبنائهم الطلاب والطالبات لمدارسهم في قرية الحميراء. جولة ميدانية وطالب عبدالله الحريصي، محافظ ورئيس بلدية محافظة العارضة، بتنفيذ جولة ميدانية على طريق المخيل الشريفيات ثم الدحر والمكمن وصولا إلى قرية الحميراء، وذلك من طريق الصيابة العام ليتلمسوا بأنفسهم وبأم أعينهم احتياجات أهالي القرى لمشاريع السفلتة والإنارة. وأضاف يربط طريق الصيابة العام بنحو 20 قرية بقرية الحميراء التي تحتوي على مركز الإمارة والمدارس والمركز الصحي. وقال «يعاني أهالي قرى آل عمر بني حريص عند نقل أبنائهم للمدارس ومرضاهم للمستشفيات، ما يتطلب تدخلا عاجلا من قبل المسؤولين، خاصة وأننا منذ ثمانية أعوام لم نشهد تنفيذ أي مشروع حيوي أو تطويري في القرية». يقول محمد حريصي «يوجد مشروع لشبكة المياه شرق قرية الصيابة يقع على ضفاف الوادي ولم يتم تنفيذه على الوجه المطلوب، بالرغم من أنه لو تم إنجازه بالشكل السليم فإنه سيخدم أكثر من 500 نسمة، إلا أن شبكة المياه لقرية الصيابة والقرى المجاورة لها لم يتم تنفيذها حتى الآن»، مطالبا الجهات المعنية بتنفيذ مشروع السفلتة وإنارة الطرقات في قرية الصيابة التي تضم أكثر من 500 نسمة. مشاريع معطلة حسين الودعاني، من سكان قرية الصيابة، يقول «قبل عامين من الآن راجع أهالي القرية فرع الزراعة في جازان لتنفيذ مشروع شيب لتعبئة الصهاريج، حيث إنه لا تتوافر شبكة مياه ممتدة من البئر لتصل لمنازل المواطنين، عندها أخبرتنا الجهة المختصة بأن المشروع قيد الدراسة وقد تم رفع طلبنا إلى الوزارة في الرياض، وبالرغم من ذلك لم يتم تنفيذ المشروع حتى الآن ولا نعلم عن الأسباب التي منعت ذلك». تنفيذ السفلتة ويروي حسن حريصي، من سكان قرية الشريفيات، معاناتهم مع محافظة وبلدية العارضة قائلا «نطالب البلدية منذ أكثر من سبعة أعوام بتنفيذ مشروع سفلتة وإنارة طريق الشريفيات والدحر، وحتى الآن لا زلنا ننتظر تحقيق الوعود». وأضاف «في العام قبل الماضي شاهدنا المعدات تعمل على ردم وتسوية الطريق على مسافة 1200 متر فقط، ثم توقف العمل بعد ذلك وعند السؤال عن السبب ذكرت إدارة المشاريع في البلدية أن المقاول انسحب من المشروع بحجة أنه لا يملك مالا لإكمال تنفيذه». تجاهل المطالب وانتقد عبدالله حريصي، من سكان قرية الخالفة، تجاهل بلدية العارضة للمطالب والشكاوى العديدة الموجهة لها من قبل الأهالي، «فقبل عدة أعوام تقدمنا بطلب لسفلتة وإنارة طريق قرية «الخالفة» الذي لا يتجاوز طوله كيلو مترا واحدا، ورغم الوعود العديدة من قبل البلدية لتنفيذه إلا أننا لا نزال نطالب بتنفيذه حتى الآن». وأشار جابر حريصي، من سكان قرية الصيابة، إلى أن بلدية العارضة لم تتجاوب مع الطلبات المقدمة لها من أهالي القرية لتسوير مقبرة قرية الصيابة، وأضاف «نبرأ من حرمة الموتى التي دنستها الحيوانات، واشتكى جبران حريصي، من أهالي قرية الكيدحي، من عدم تجاوب بلدية العارضة مع المطالب التي تصلها من قبل الأهالي، «فقبل ثلاثة أعوام تقدمنا لها بطلب سفلتة وإنارة طريق القرية بطول لا يتجاوز الكيلو متر الواحد، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، لم نسمع من إدارة المشاريع في البلدية سوى الوعود غير الحقيقية، بالرغم من موافقة المجلس البلدي على الطلب، حيث كان رد إدارة المشاريع أن ميزانية الطرق لا تكفي، معللا ذلك بأن الميزانية لمشاريع درء مخاطر الأمطار والسيول للمحافظة والقرى التابعة لها». وقال علي حريصي، من أهالي قرية الشريفيات، «نفذ فرع المياه شبكة للمياه في قرية الحميراء وإيصالها على طول الطريق الذي يربط بين قرية الحميراء وقرية المخيل باتجاه قرية المكمن، ثم توقفت فجأة في قرية الدحر، وبعد مطالبتنا للمياه بإيصالها لقرية الشريفيات أفادوا أن من المفروض على المقاول أن يستمر في المشروع ليشمل قرية الشريفيات حتى يصل قرية المخيل». وأشار إلى أن «المقاول لم يوصل الشبكة للقرية حتى تبين للمياه أن المقاول هو من أوقف المشروع، ثم أكمل تنفيذه بعد أن طالبنا بذلك مرارا وتكرارا». مشاريع مستقبلية من جانبه، أكد المهندس ناصر الحازمي مدير عام النقل في منطقة جازان، تنفيذ العديد من المشاريع التي ستخدم المناطق الجبلية في العديد من القرى، وذلك حسب توجيهات أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، وهناك أولويات للقرى الجبلية.