لم أكن أعلم أن للعصا البيضاء دورا رئيسا في إعلاء راية الكفيف والعمل على تلبية متطلباته، إلا عندما قرأت بشكل موسع عن نشاطهم وكيف كان إبراز طموحهم وتذليل صعابهم، ففي يوم الخامس عشر من شهر أكتوبر يحتفل المجلس العالمي للمكفوفين بهذه الذكرى النبيلة، ويخصصون لها احتفاء يرفع من معنويات هذه الفئة ويبرهن لهم أن المجتمع ما زال في تكاتف وتلاحم، وأنهم جزء مهم في بنائه. ولعل الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة حائل كانت في الموعد عندما اهتمت بهذا الشأن تحت شعار فريد «جرب معاناة الكفيف»، فذلك العنوان جعلني أرفع القبعة لرجالات الإدارة هناك الذين وضعوا المجتمع في قلب هذه المعاناة، وأنه بإمكاننا أن نجعل ظلام الألم شمعة من الأمل والتفاؤل فقد اتحد المسؤولون هناك، ولبسوا نظارة الكفيف وساروا على خطى تلك العصا البيضاء تضامنا معه، وإشعارا منهم لأهميته البالغة بيننا، وهم بذلك يوجهون رسالة بيضاء لسان حالها يقول يا من تتعالى بقوامك وتتبختر على هذه البسيطة ولا تأبه لأحد ما، عش معاناة الكفيف للحظات وتعلم أنك في نعم مديدة لتشكر الله عليها وتبتعد عن الأهواء التي وتضر. حمد جويبر جدة