الكولسترول.. زائر يتربص بالنساء بعد الخمسين

التحذير من الوجبات السريعة وأطعمة الدهون .. الأطباء:

حذر أطباء اختصاصيون من تزايد إصابات الكوليسترول في المجتمع السعودي، بعد وصول نسبة المرض إلى 54 في المائة (من عمر 30-70 سنة).
وكشفت دراسة تعد الأولى من نوعها على المستويين المحلي والخليجي وأعلنت نتائجها في مؤتمر جمعية القلب الأمريكية بفلوريدا وأشرفت عليها وزارة الصحة بالتعاون مع جمعية القلب السعودية تحت مسمى CEPHEUS أن هناك 59 في المائة من المرضى في المملكة يحافظون على المستوى الفعلي للتحكم بالكولسترول و41 في المائة من المرضى لوحظ لديهم الارتفاع في مستوى الكولسترول.
الأنماط الغذائية
وأرجعت استشارية طب الأسرة والمجتمع في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الشؤون الصحية للحرس الوطني الدكتورة شروق الحرز، أسباب ارتفاع نسبة الزيادة الكبيرة في حجم أعداد السعوديين المصابين بأمراض الكولسترول إلى أساليب الحياة العصرية التي تكثر فيها وسائل الراحة وتدفع الجسم نحو الكسل والخمول، إضافة إلى انتشار أنماط غذائية غير صحية يكثر فيها تناول الأطعمة الضارة لأجهزة الجسم الحيوية، إلى جانب عدم مزاولة التمارين الرياضية بشكل يومي ومنتظم.
وبينت أن نسب الكولسترول في المملكة في تزايد مستمر، وهناك 54 في المائة من عمر 30-70 سنة يعانون منه، ومستوى الكولسترول الكلي عند النساء في مرحلة الشباب أقل من مستواه عند الرجال في نفس الفئة العمرية، أما بعد سن ال50 فإن مستوى الكولسترول الكلي أعلى عند النساء منه عند الرجال في نفس العمر.
واعتبرت أن الدراسة تستوجب أن تقوم الجهات الحكومية المعنية والجامعات والجمعيات العلمية والاجتماعية المختلفة والمسؤولة عن تقديم وتخطيط سبل الوقاية الأولية والثانوية بنشر ما يكفي من المعلومات المفيدة في هذا المجال عن طريق طبع مطويات وكتيبات وتوزيعها مجانا من خلال المساجد والمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية والمدارس والنوادي الاجتماعية والرياضية.
ونوهت إلى أن الدراسة تدعو إلى إنشاء عيادات خاصة بالتثقيف الصحي في جميع المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية وأن يتم تحديث معلومات الأطباء بصفة عامة وأطباء الرعاية الأولية بصفة خاصة وبشكل دوري عن هذه المشكلة وذلك عن طريق الندوات والمؤتمرات العلمية والتي تقوم بتبنيها كل من جمعيتي القلب والسكر والغدد الصماء السعوديتين ومثيلاتهما الخليجية، وأن تشتمل مناهج التدريس فى كليات الطب والصيدلة الإكلينيكية المختلفة على المعلومات الوافية الخاصة بهذه المشكلة وطرق علاجها.
السعرات الحرارية
وفي سياق متصل، أفاد استشاري طب القلب في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر وجامعة الدمام البروفيسور محمد فخري عبدالمحسن، أن اختلال معدلات كولسترول الدم والجلسريدات الثلاثية تنشأ في الغالب عن أسباب تعود لعوامل وراثية، ويمكن أن يسهم فحص ما قبل الزواج بفعالية في الحد من خطورة هذه العوامل، وتنشأ أيضا بسبب الإفراط في تناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية والتي تحتوى على قدر كبير من الشحوم الحيوانية، ومن أهمها الوجبات السريعة المنتشرة بكثرة في مجتمعاتنا وفي ثقافتنا الغذائية، وتمثل انتهاكا صارخا للأمن الصحي في كل مكان، وكذلك فإن قلة النشاط الحركي وعدم ممارسة الرياضة البدنية المنتظمة يؤديان إلى البدانة بما تمثله من انعكاسات على صحة الإنسان.
البروفيسور فخري خلص إلى القول «كان رأي الأطباء المشاركين فى هذه الدراسة أنه من النتائج المهمة لها أن الأطباء الذين يقومون برعاية مثل هؤلاء المرضى سيكونون أكثر وعياً ودقة في علاج مرضاهم، سواء بتغيير أنماط حياتهم أو باستخدام الأدوية المناسبة مثل عقارات الاستاتين أو بهما معا، وكذلك بمتابعة حالات مرضاهم من حيث مدى استجابتهم للعلاج والكشف السريع عن أية أعراض جانبية محتملة لهذه الأدوية وذلك حتى يمكن علاجها على الفور، وكانت أيضا استجابة المرضى المشاركين جيدة جداً عند علمهم بنتائج الدراسة، فلقد صاروا أكثر ثقافة في هذا الجانب ومن ثم أكثر حرصاً وتعاوناً في المراجعة المنتظمة واتباع أساليب العلاج المختلفة المقررة لهم».
الوجبات السريعة
ورأى استشاري التغذية العلاجية الدكتور خالد علي المدني، أن الإسراف في تناول الوجبات المحتوية على سعرات حرارية عالية وعلى قدر كبير من الشحوم المشبعة كلحوم الأغنام والماعز واللحوم الغنية بالدهون بصفة عامة وجلد الدجاج وكذلك الوجبات السريعة، مع عدم القيام بنشاط بدني كاف وعدم الانتظام في برامج للرياضة البدنية يؤدى بالقطع إلى اختلال مستوى الكولسترول ويعيق علاجه، محذرا من الوجبات السريعة وإهمال الرياضة البدنية وكذلك الاستخدام المرضي للسيارات، وهذا يقلل بشكل كبير من حرق السعرات الحرارية الزائدة عن حاجة الجسم.
ودعا مرضى ارتفاع الكولسترول بصفة خاصة، وأفراد المجتمع إلى الإقلال بقدر المستطاع من أكل الوجبات السريعة الجاهزة والأغذية الغنية بالسعرات الحرارية والشحوم المشبعة، واستبدال ذلك باستهلاك قدر أكبر من الفواكه والخضراوات الطازجة والأسماك ولحم الدجاج منزوع الجلد واللحوم الحمراء الخالية من الدهون دون إسراف وكذلك ممارسة الرياضات البدنية بطريقة منتظمة.