أطلق الأمير خالد الفيصل مبادرة «نحو العالم الأول»، وهي خطوة جريئة وشجاعة وإن كانت صعبة التنفيذ ولكنها ليست مستحيلة، فالوصول إلى العالم الأول يحتاج إلى حسن إدارة إمكانياتنا وتوظيف مواردنا بشكل صحيح، ويحتاج إلى تكاتفنا، ومبادرات إبداعية وخطط جريئة، والإخلاص والمثابرة في الإصلاح وعدم اليأس، وبذل كل الجهد الممكن وأن يقدم كل شخص أقصى ما يمكن لتحقيق هذا الهدف العزيز. أن بلدنا بقيادته والتي شهد لها العالم بحكمتها واتزانها، وبشعبها الحي بمكوناته الغالب عليه روح الشباب بطموحه وجموحه، وبإمكانياتنا الاقتصادية الهائلة وبمواردنا الضخمة وقبل ذلك كله بديننا الذي يحثنا على الإحسان والاتقان والرقي بكل هذه الذخيرة لنستطيع أن نهزم الصعاب وأن نركب موجة التحدي نحو العالم الأول. في رأيي الشخصي أن هذا الحلم يمكن أن يتحقق خلال العشرين سنة المقبلة إذا اتخذنا الخطوات الصحيحة والواقعية وأهمها: اتخاذ قرار سيادي بتكوين هيئة أو حتى وزارة تستقطب أفضل الخبرات والخبراء لتضع الخطط الاستراتيجية والأهداف وآليات التنفيذ والتحكم في سير تنفيذها والتعديل حسب الاحتياج والعوائق، ولنا في هيئة الاستثمار التي يرأسها الأخ عمرو الدباغ مثال جيد، حيث أصبحنا وبعد سنوات قليلة نحتل المركز 11 في توفير الأجواء للاستثمار بعد أن كنا في آخر الصفوف. استنهاض الطاقات الشعبية ووضع التنظيمات وتخليق القنوات الملائمة للاستفادة من الطاقات التطوعية الهائلة المتوفرة لدينا والمستعدة بل والمتحمسة لخدمة بلدها وشعبها ولنا في طاقات الشباب التطوعية والتي فوجئنا بها في كارثة سيول جدة، فأبناء هذا الوطن عطاؤهم سيكون عطاء بلا حدود. تكوين دوائر وقنوات اتصال بين الجهات المسؤولة وبين عامة الناس لاستقبال بلاغات حالات القصور، والمتابعة من جهة أعلى لهذه البلاغات وسرعة تبني الصالح منها وعدم إهمالها. تأصيل الوعي الحضاري باستخدام الإعلام المقروء والمسموع والمرئي بطريقة مدروسة وموجهة بذكاء بعيداً عن السرد الإنشائي الممجوج والذي لم يسعفنا وينفعنا كثيرا، فإننا ومنذ طفرتنا الأولى بنينا الصروح ولم نواكب ذلك بتأصيل الوعي الحضاري بطريقة فاعلة لدى الناس. تبني الأفكار الخلاقة وفتح المجال والقنوات السهلة لاستقبالها؛ لأنها كما قال رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد «تختصر الطرق الطويلة للوصول للأهداف». وسأبدأ وفي مقالات أسبوعية طرح بعض أوجه القصور (الخدمية بالذات) التي أراها ووضع الحلول لها كبداية علها تشجع من هم أعلم مني وأقدر للمشاركة وإثراء هذه المقالات بأفكارهم ووجهات نظرهم لتعم الفائدة. وأختم بجزء من خطاب للأمير خالد الفيصل قال فيه «أرجو أن نهب جميعا ونضع أيدينا في أيدي القيادة، وأن نرقى إلى مستوى طموحات القيادة لنتمكن من تحقيق الأهداف، فالوصول إلى العالم الأول صعب، ولكنه ليس مستحيلا، ولقد وصلت بعض الدول التي كانت تعد قبل بضع سنوات من الدول النامية ولكن بفضل التخطيط السليم والعمل الدؤوب والإخلاص والثقة بالنفس وصلوا إلى ما كانوا يصبون إليه، ونحن لسنا أقل منهم، فلدينا جميع الإمكانات، وكلها متوفرة في هذه البلاد ولله الحمد».