انتقد عددا من سكان أحياء جدة غياب مسؤولي وآليات الأمانة لليوم الثالث عن مساعدتهم في رفع مخلفات السيول من الأحياء وشفط المياه التي غمرت منازلهم وأحياءهم وقالوا: إنهم يقومون برفع الأضرار بجهودهم الذاتية وبمساهمة المتطوعين في المقابل وقال مجموعة من السكان: إن الحركة المرورية لازالت صعبة والتنقلات شبه مستحيلة في معظم الشوارع وسط غياب تام لرجال المرور وأن متطوعين باشروا تسهيل الحركة المرورية وتوجيه السائقين وفك الاختناقات أمام عابري الطرق والمحاور الرئيسية. وكان أكثر من ألف شاب وفتاة انضموا إلى قوافل التطوع لنجدة أهالي جدة وتوزيع المواد الغذائية والمستلزمات الأخرى على الأسر المتضررة والمساعدة في تنظيف المنازل والمرافق العامة في المقابل دافع مدير المرور العميد محمد القحطاني عن الاتهامات الموجهة إلى المرور وأشار إلى تجهيز 90 فرداً للرد على هاتف العمليات وأنهم حرروا 11 ألف مركبة خلال اليومين الماضيين. أكد عدد من المتطوعين والمتطوعات أن نقص الإمكانيات يجعل ثقة الأهالي فى جهودنا “ مهتزة “ فكثير من الأسر تردّنا باعتبار أن جهودنا فردية ليست من جهات مسؤولة ورسمية وقال الشاب محمد مدني أحد المتطوعين : لقد كنت في السابق مديرا للإغاثة في منطقة قويزه وأوضح أن هناك فرقا بين الأضرار التي خلّفتها أمطار السنة الماضية حيث كانت هناك أضرار جسدية وفي المساكن أما في هذه السنة فهي أضرار نفسية واحتجازات ، وحتى ألان بلغ عدد الوحدات السكنية التي تحفّها المياه في حي السامر أكثر من 300 مبنى سكني يوجد داخله عوائل محتجزة منذ البارحة حيث أن منسوب المياه وصل للمترين ونحن نواجه مشاكل كبرى في إخراجهم ولم نستطع الوصول إلا ل 10 عمائر لعدم توافر الإمكانيات والموارد وأضاف أن ثقة المحتجزين لنا تعيق عملنا التطوعي بسبب أنهم لم يطمئنوا ولا يريدون مساعدتنا بالخروج من مساكنهم لأنهم يرون جهودنا جهودا فردية وإمكانياتنا بسيطة وذكر أن إنقاذنا لهذه الأسر المحتجزة يواجه بعض الصعوبات بسبب ارتفاع منسوب المياه وضعف إمكانياتنا ويتساءل أين دور الجهات الرسمية لتسهيل عمليات التطوع حيث أننا نحاول الاتصال بأكثر من جهة مسؤولة لنتمكن من الحد من الأضرار التي تصيب هذه الأسر المحتجزة . تصنيف الغذائية منتهى بوقس 17 سنة من مدارس الصرح الأهلية : قمتُ ومجموعة من صديقاتي بالتوجه إلى معرض الحارثي حيث أن كل المعونات تصبّ في هذا المعرض وقمنا بتصنيف جميع أنواع المواد الغذائية وترتيبها في كراتين ليتم توزيعها على الأسر المنكوبة .. وأضافت: إنني سعيدة بهذا العمل حيث أنني كنت في فريق التطوعي العام الماضي . وقالت نجود الحجار : أتيت إلى المعارض وأحضرنا قاربا مطاطيا و8 من أطواق النجاة والتي قد تساعد عددا من المحتجزين . كما وفّرنا معونات غذائية والتي سيتم إرسالها للأسر المتضررة .. وبدأ عملي مع الفرق المتواجدة بتوزيع المواد الغذائية في كراتينها بحيث أن يكون كل كرتون مستوفيا كل الاحتياجات الغذائية وأوضحت الحجار بأن عدد المتطوعات بلغ أكثر من 100 متطوعة مابين ربات بيوت وطالبات وموظفات وسيدات أعمال حيث بدأ النشاط والحركة واضحين على الجميع رغبة في تقديم يد العون ولو طلب العمل منهن ل 24 ساعة لوافقن حبا لمدينتهن ولكن العمل في المعرض يتطلب 12 ساعة في اليوم .. تقديم العون وقالت الطالبة سارة باروم متطوعة : إن العمل في التطوع يمثل الكثير في حياتي فلم أتردد لحظة للحضور وتقديم يد العون سواء أنا وزميلاتي حيث بدأنا العمل في جلب بعض المواد الغذائية بالإضافة إلى المساعدة في توزيع المعونات في كراتين وصناديق وإعطائها للشباب الذين بدورهم ينقلونها بالسيارات المخصصة لأماكن التوزيع . وذكرت مها اليافعي متطوعة : إن أي عمل تطوعي يشعر فيه الإنسان على ثقافة العطاء كما أن العمل الجماعي لتحقيق أهداف سامية ونبيلة يجعل من الشباب خصوصا قدوة للمثل الإنسانية والدينية التي طالما حثنا عليها الدين الإسلامي وأضافت أن أبسط ما على الإنسان تقديمه أن لم يستطع تقديم معونات مادية أو عينية هو المشاركة بمواساة الآخرين سواء بزيارتهم او الاشتراك بفريق تطوعي لتقديم وتوزيع المساعدات المتوفرة لهم من أهل الخير. مساعدة الأطفال وقالت فاطمة حمزة متطوعة: إنه لشىء عظيم أن نساعد إخواننا المنكوبين من الأمطار الأخيرة سواء كانوا أطفالا أو نساء أو شيوخا فهم مسؤولون منا أيضا فما دُمنا نستطيع وقادرات على تقديم المساعدة فما الذي يمنعنا !!؟؟ لقد شعرنا بالحزن ومازلنا حيال ما جرى لهم من احتجاز وضرر حيث أنهم لا يملكون فعل شئ غير الدعاء والانتظار من يأخذ بأيديهم للنجاة . دافع إنساني لما داعوجي إحدى المتطوعات .. قالت : إن هناك ضرورة لمشاركة كل أفراد المجتمع أفرادا ومؤسسات في هذا العمل التطوعي الذي ينبع من حب الإنسان لأخيه الإنسان وتعزيز مبدأ المسؤولية الاجتماعية وأيضا العمل على قول الرسول عليه الصلاة والسلام: " المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا . وقالت أم يحيى متطوعة 47 عاما : لقد جئت بناء على طلب زوجي لأن زوجي في جمعية البر ويتمثل دورنا في وضع المواد الغذائية في كراتين مكونة والعمل الذي نقوم به منظم حيث أن هناك تفاهما وألفة بين جميع المتطوعات كبارا وصغارا ونحن نطمح إلى زيادة عدد المتطوعات. جهودنا متواصلة وقالت أرام قباني المسؤولة عن تحويل الاتصالات ونداء الاحتجاز: إن موقعنا الان في مركز المعارض والمتطوعات يتوافدن للمركز بأعداد كبيرة والتبرعات تأتينا من كل مكان في جدة ونحاول قدر المستطاع أن نصل لكل الأماكن المتضررة لمساعدتهم وتقديم المعونات التي تأتينا هنا في المركز لهم وشاركتها هدايا باخرجي احدى المتطوعات قائلة : من وقت هطول الأمطار والاستعدادات جارية لمساعدة العوائل المحتجزة التي تحتاج للإنقاذ والجهود مستمرة ولكن الإمكانيات التي تنقصنا وهي نقص الموارد فالمنطقة تحيطها المياه من كل جهة ووسائل الاتصال بالمحتجزين صعبة وهناك عدد من " كيبلات الكهرباء " حسب ما رأينا تخرج منها كميات كبيرة من الدخان فأين هي شركة الكهرباء .. وأضافت : لا نملك أدوات خارقة لنستطيع إخراج المحتجزين بسهولة فقط حاولنا من خلال جهودنا الفردية توفير سيارات نقل الأتربة ليستطيع المتطوعون القفز من خلالها لبعض المساكن التي يوجد بها محتجزون ، وأكبر ما ينقصنا غرفة للعمليات التي توفر لنا المعلومات المباشرة عن المتضررين ليتم إنقاذهم وينقصنا أيضا ما يقارب من 40 الى 50 قاربا لنتمكن من تدارك الإضرار. بلا إمكانيات متطوع آخر أحمد عقيلي طالب بجامعة الملك عبدالعزيز : لقد شاركت أنا وزملائي بالجامعة في فرق التطوع ووجدنا أن هناك العديد من المتطوعين ولكن نحن نحتاج للإمكانيات التي تنقصنا حيث يوجد أكثر من 12 وحدة سكنية يوجد بها محتجزون وبعضهم من غير كهرباء بهذه الأجواء الباردة !! .. وقالت سوزان احمد طالبة جامعة ومتطوعة: نعمل 24 ساعة في اليوم من أجل الأسر المحتجزة وبإمكانياتنا المحدودة وهذا يعبر عن الخير في شباب وفتيات جدة في الوقوف يدًا بيد للتخلّص من هذه الأزمة. -------------------------- فرق تطوعية لاستكشاف الأسر المتضررة وتقديم المساعدات العاجلة في حي السامر بدأت فرق استكشافية من المتطوعين أعمالها في حي السامر 4 لتقديم المساعدات للأسر التي مازالت بالحي. تركز الفرق على التعرف على أوضاع السكان الذين فضلوا البقاء في الحي على الرغم من ارتفاع منسوب المياه فيه ومن ثم تقديم المساعدة بشكل عاجل لهم. وقال عامر أحمد مشرف أحد الفرق التطوعية: إنهم يقومون بجولات استكشافية في الحي لرصد الأسر التي مازالت في المساكن ومعرفة احتياجاتهم وما إذا كان لهم الرغبة في الخروج أم لا وبين أن العديد من الأسر فضلت البقاء بمنازلهم، وقد نقلنا لهم كمية من المواد الغذائية إضافة إلى تقديم المساعدة لمن كان بحاجة إليها وقال: إن الفرق التطوعية بالحي بلغ عدد العاملين فيها 60 شخصا تم تقسميهم إلى مجموعات منها الفرق الاستكشافية والفرق التي تعمل على تزويد الموقع بالمؤن وكذلك فرق نقل المساعدات للأسر عبر القوارب المطاطية. ويروي هتان مرزوق أحد أعضاء فريق المتطوعين الذي اختار اسم “غير حياتك” أنهم يعملون منذ أمس الأول على معاونة ومساعدة الأسر التي حاصرت السيول منازلهم موضحا أنه عاش قصصا حزينة مع رفاقه مستذكرا منها وضع أحد الآباء عندما انقطع العلاج عن ابنته ولم يكون بمقدره الوصول إلى المنزل لإحضار الدواء وبفضل الله ساهمنا في نقله إلى منزله ومساعدته في الوصول إلى الدواء الخاص بابنته وإعادته إلى الطريق ليغادر مسرعا ويروي هتان موقفا آخر ويقول: عند قيامنا بعمليات الاستكشاف للمباني بالحي وجدنا سيدة طاعنة في السنة وتعاني من مرض الضغط والسكري وسمنة مفرطة ولم نتمكن من القيام بنقلها وبقينا إلى جوارها وتقديم المساعدة لها إلى حين حضور فرق إنقاذ متخصصة عملوا على نقلها دون أن تصاب بأذى. -------------------------- فتيحي: زيارات ميدانية لمساعدة الأسر المنكوبة فى مراكز الإيواء أكدت الناشطة الاجتماعية مها فتيحي ل " المدينة " أن أي زيارة أو تجمّع بشري للمناطق المنكوبة والمحتجزة التي يوجد فيها بعض الأسر المتضررة يقف دون تقدم مسيرة الإنقاذ و أن على جميع المواطنين والمقيمين الجلوس بمنازلهم ليتم التخطيط لما يجب عليه فعله من إنقاذ للمحتجزين وتوفير أماكن آمنة لهم والتخطيط لترميم وإصلاح الآثار المدمرة التي تركتها الإمطار بداية بشفط المياه التي تحول دون الوصول إلى المحتجزين ومن ثم إخراجهم إلى أماكن تأويهم من تلك التي فتحتها الحكومة لمتضرري الأمطار وأضافت " يجب ترك الجهات المسؤولة كالدفاع المدني والمرور وحرس الحدود وقوات الطوارئ والشرطة لأداء دورها وأن لا يكون هناك أي تجمع بشري حتى لا يعيق دورهم في مساعدة المتضررين على أكمل وجه وذكرت أن دورنا يأتي بعد عمليات الإنقاذ في زيارة ميدانية للأسر المنكوبة في أماكن تواجدهم حتى نستطيع تقديم المساعدة لهم والوقوف على الإضرار التي خلفتها الأمطار لهم ومحاولة مساعدتهم قدر ما نستطيع يأتي ذلك من باب المسؤولية الاجتماعية وأخيرا أشارت نحن لا نغفل الجهود الفردية التي يقوم بها الشباب المتطوعون من أبناء جدة من الجنسين لإنقاذ بعض الأسر المحتجزة في المجمعات السكنية ولكن نحن بحاجة لفريق لديه الإمكانيات اللازمة في عمليات الإنقاذ حيث تعد العمليات الفردية للمتطوعين متواضعة نوعا ما .