جزيرة النخلة في دبي تحتضن الأسبوع المقبل المؤتمر العاشر لمؤسسة الفكر العربي وسيكون شعاره، ماذا بعد الربيع؟ سؤال لا أحد يعرف إجابته، والأمور الغيبية غير المعلومة يكثر حولها النقاش ومع كل رأي يظهر جزء من الصورة إلى أن تكتمل وتتضح. إيماني عميق بدور هذه المؤسسة التي تعتبر اليوم أحد أهم المؤسسات الدولية التي تعنى بالثقافة والفكر ودعم الإبداع، ويبهرك في نشاطاتها ابتعادها عن النمط التقليدي في العمل الثقافي، فلا رسائل موجهة ولا توصيات متعالية، ولا لغة مقعرة ينفر منها رجل الشارع. وما يزيد البهجة ويضاعف السرور بهذا الصرح الثقافي العربي المميز، أنه يدار بعقول مبدعة وطموحة وتملك مقدرات تطوع الصعاب وتختصر الزمن وتحقق الأهداف، في مقدمتهم المدير التنفيذي لمؤتمرات الفكر الأستاذ حمد العماري، والذي سعدت بمعرفته عن قرب، ويملك حمد شخصية إدارية بارزة، تعيش هموم الفكر بروح العصر، يجعلك فرحا وفخورا بأن شابا سعوديا يتحمل مسؤوليات أهم مؤتمر ثقافي عربي ويبدع في مجاله وتتجاوز إنجازاته حدود بلاده. مؤتمر الفكر العربي بجلساته التي ستنطلق برعاية الأمير خالد الفيصل رئيس المؤسسة والشيخ محمد بن راشد المكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، سيقرب المسافات في هذه الدورة بين المثقف والسياسي، وبين المثقف ورجل الشارع. ستكون نقاشات المؤتمر مثيرة كما يظهر من أحداث المنطقة، فالصيحات في الساحات، غيبت صوت المثقف، وصار قائد الرأي تابعا. فلا صوت يعلو على صوت الثائر الشاب في الميدان. للإجابة على ماذا بعد الربيع؟ علينا أن نسمع للطرفين، ويجب أن يتقدم الصفوف صاحب الفكر والمثقف، لينير درب الشباب المتحمس، فالحفر والأشواك والعراقيل لا تخدع صاحب الرؤية التي تسبق الزمن أحيانا. وأفضل من يجمع الرؤى لقراءة مستقبل ما سمي بالربيع العربي، جهة محايدة لا تميل لدولة ولا تدعمها حكومة ولا يؤازرها فصيل، تعمل من أجل مستقبل أفضل للعرب. [email protected]