هاتفني أحد القراء معقبا على مقال (فن الاختلاف ) كنت كتبته في هذا الحيز وقبل أن نتحدث عن فحوى التعقيب الذي يعتبر محور مقال اليوم سنعرج وبشكل سريع ومختصر على أهم ما جاء في المقال السابق لتذكير القارئ. فقد أوردت أربع ركائز من شأنها أن تسهم في إيصال مقترحات وآراء الموظفين لرؤسائهم بأريحية من شأنها أو يفترض أن تفضي للاستجابة كاختيار الوقت المناسب ( الحالة المزاجية للمدير)، وتهذيب أو تنقيح السلوك الحواري، وضربت أمثلة على ذلك ( أرى والرأي لسعادتكم ) و( ما رأي سعادتكم لوعملنا كذا ) إلخ .. وكذا الموضوعية كأن يدعم الاقتراح أو الرأي بالأسباب والمبررات .. أي الجدوى من تسويقه .. وأخيرا وليس آخرا أهلية الموظف. إذ من غير المنطقي ولا من المقبول أن يتقدم موظف غير منتج أو متسيب باقتراح أو رأي ..!. نعود لتعقيب القارئ، فهو يتساءل ما فائدة تلك الركائز «آنفة الذكر» إذا كان المدير أصلا لا يستقبل المقترحات والآراء مباشرة، وأوكل تلك المهمة لسكرتيره أو مدير مكتبه أو أحد الموظفين المقربين للمدير ..! بحجة انشغاله أو لأسباب غير معلومة. وأستطرد قائلا: هل من المعقول أن نقدم وبطبق من فضة اقتراحا أو رأيا هادفا وبناء لهذا السكرتير أو ذاك الموظف أملا بإيصاله للمدير ! فما يدرينا أنه سيصل للمدير ؟ وإن أحسنا النية وسلمنا جدلا بوصوله .. كيف عسانا أن نأمن وصوله كما هو دون أن يطرأ عليه تغيير، أو حتى تجيير لصالح المتلقي أو ربما يوظف ضد صاحب الاقتراح لأي سبب من الأسباب. واقع الأمر كل ما قاله القارئ جائز ومحتمل .. فمن غير المفيد أن تمرر المقترحات والآراء عبر أكثر من قناة، فعلاوة على ما قاله القارئ أضيف أن ذلك السلوك قد يحسس الموظفين بعدم أهميتهم. فليس خافيا أن من أقل حقوق الموظف مقابلة مديره والبوح بما يخالجه بشكل مباشر. سواء أكان اقتراحا أو رأيا أو حتى شكوى. كي لا تنعدم الثقة بين الموظفين ومديرهم. خصوصا إذا علمنا أن من أهم مقومات بناء الثقة بين المدير ومرؤوسيه هو الشفافية والاتصال المباشر دون أقنية أو حواجز فمن غير المستبعد بل من المؤكد والحالة تلك أن هؤلاء مثل هؤلاء المديرين .. فمهما كانت المبررات يجب أن تذلل أمام أهمية الاتصال. وأقول لهؤلاء المديرين إن استقطاع ساعة ( تزيد أو تنقص ) في الأسبوع كأقل تقدير يكفي لهذا الغرض ولا أعتقد أن هناك مديرا مهما كثرت أعماله وكبرت مسؤولياته لا يستطيع تحقيق ذلك إلا إذا كان هو لا يريد ويتعذر بالوقت وغيره من الأعذار العدمية والواهية. قبل أن أختم لعله من المناسب والمفيد التذكير بأن الحوار والاتصال المباشرين هما وقود الإدارة لا بل ومقودها. فليرينا ذلك المدير كيف سيسير إدارته وبأي اتجاه سيقودها، بل لنقل بأي منحدر سيهوي بها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة