.. لقد ضاعت ذكريات الكثير منا بعد ما كبر بنا السن وأصبح من العسير على الغالبية ممن تخطوا السبعين والستين أيضا، استعادة ذلك الزمن الجميل الذي عاشه جيلنا. الأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي حاول في كتاب أصدره أخيرا بعنوان: «قبل النسيان» أن يسجل بعض ذكريات ذلك الزمن قبل أن تشتغل «المساحات» فلا تبقى من تلك الذكريات إلا أقلها. وقد رصد في مطلع الكتاب تاريخ عائلته ثم منح صديق العمر الحبيب الأستاذ عبدالله عبد الرحمن الجفري تغمده الله برحمته بعض الصفحات ليروي جانبا من ذكريات الأيام الخوالي بقوله: (وفي مرحلة الدراسة إعدادي وثانوي بعد أن كبرنا قليلا شكلنا مجلسا لنا نحن زملاء الدراسة ما لبث أن انضم إلينا فيه بعض العلماء والأدباء ممن هم أكبر سنا.. فكان أول صالون أدبي يقيمه طلبة في مكةالمكرمة. كان مجلسنا في الدور الأول من منزل الشيخ/ إسماعيل جوهرجي: والد زميلنا في المدرسة / محمد جوهرجي، في طلعة «جبل هندي» ويتكون المجلس (أو المقعد) كما يسميه أهل مكة من: مجلس، و «صفة»، وخزين، وحمام، ووضع عليه صاحب البيت/ محمد جوهرجي: قفلا بالأرقام، أي واحد من رواد المجلس يأتي مبكرا، لابد أن يعرف أرقام القفل ويستطيع الدخول في أي وقت، وكل أدوات الشاي، وشيش الجراك متوفرة، مع: ورق البلوت، والضومنة، والكيرم.. مع ركن خاص يحتوي على مجموعة من الكتب لمن شاء القراءة والتزود ..). ثم يسرد الأستاذ الجفري أسماء مجموعة من الزملاء الذين كانوا يترددون بين الحين والآخر على المقعد ليقول بعد ذلك: (ولقد غرست هذه الاجتماعات فينا: سلوكيات التواصل الحميم نعتز بها حتى يومنا هذا، لأنها قامت على إحساس صادق من الثقة والمحبة، واحترام الآخر. أما منافساتنا ومناوشاتنا على صفحة «دنيا الطلبة» الشهيرة في «البلاد» والتي احتضنت مواهبنا.. فما هي إلا إثارات كانت تنادي روح التنفس، وتجلو معالم الطريق.. وكنا نحتفي بها ولا نتخذ من بعضنا البعض أي عداء أو بغضاء.). تحية للأستاذ محمد جوهرجي على ما ذكرنا به وله الشكر على إهدائه الكريم. آية: يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الشعراء: (وأزلفت الجنة للمتقين).. حديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» . شعر نابض: للمتنبي قوله: إنما تنجح الوشاية في المرء ... إذا صادفت هواء في الفؤاد. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة