لا أدري لماذا يستغرب رئيس هيئة مكافحة الفساد من عدم تجاوب كثير من الجهات مع الهيئة، وهل كان يتوقع أن تلقى الهيئة ترحيباً وتعاوناً من إدارات تعودت على عدم المساءلة منذ نشأتها، تفعل ما تشاء، وتعبث بما تشاء بشكل علني؟؟.. لقد قلنا عند تأسيس الهيئة إنها إذا لم تتوفر لها الحماية والدعم الجاد فإنها لن تقدم شيئاً للمجتمع، وها هي تشتكي وما زالت في أول الطريق من عدم الالتفات لأحد مطالبها البسيطة جداً بوضع لوحات في مواقع المشاريع توضح المعلومات الكاملة عن أي مشروع يجري تنفيذه.. إنها بداية غير مشجعة أبداً، ومن ناحية أخرى إذا كانت أولويات الهيئة هي وضع لوحات المشاريع فإنها قد بدأت بالأمور الهامشية وتركت الأهم الذي يتمثل في الوصول إلى المنابع الحقيقية للفساد.. ثم إن المشاريع ليست كل الفساد، إنها جزء من فكر الفساد وثقافة الفساد المتجذرة التي إذا لم تحاول الهيئة ضربها في العمق فإن لا شيء سوف يتغير.. لدينا الآن ملف جاهز وخصب إذا كانت الهيئة تريد أن تعمل بالفعل. ملف مؤلم ودموي وقاتل فتحت صفحة جديدة فيه يوم السبت الماضي حين احترقت براعم الوطن في مدرسة أهلية تكدست بالطالبات في أسوأ ظروف الحماية والسلامة.. هل تستطيع هيئة مكافحة الفساد أن تحاكم الفكر الذي قرر أن تكون مدارس البنات الحكومية قلاعاً أشبه بالمعتقلات منها إلى المدارس؟؟.. هل تستطيع أن تحاكم الفساد الذي سمح لكل من هب ودب بإنشاء مدرسة أهلية في أي مبنى آيل للسقوط أو لا تتوفر فيه أدنى متطلبات البيئة المدرسية؟؟ هل تستطيع الهيئة أن تتقصى حقيقة تبادل الاتهامات بالتقصير والإهمال بين عدد من الإدارات بشأن توفر اشتراطات السلامة في المباني المدرسية؟؟ بل هل من صلاحيات الهيئة مساءلة المسؤولين عن المآسي التي تكتنف مباني المدارس ما دمنا نريد مكافحة الفساد فلنذهب إلى الجذور أينما كانت، ولا نركز على الظواهر الطافية على السطح فقط.. ما دمنا نريد مكافحة الفساد فلا يجب أن تشعر جهة أنها فوق المساءلة.. ونبراسنا خادم الحرمين الشريفين حين قال «كائنا من كان». [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة