منعت الدوريات الأمنية في العاصمة المقدسة أمس، تجمهر السائقين على طريق جدةمكةالمكرمة السريع أمام مقر إحدى الشركات الكبرى العاملة في مجال النقل، معترضين على عدم السماح لهم بالمغادرة إلى بلدانهم بعد انتهاء موسم الحج، واشتغالهم في وظائف سائقين، وفنيي صيانة. وتمكنت الجهات الأمنية من السيطرة على الموقف وإبقاء السائقين والفنيين داخل مقر الشركة التي منعت مغادرتهم كونها لم تنته بعد من إنجاز برامج التفويج المجدولة مسبقا مع مواعيد رحلات الطيران وفق خطة التفويج التي تتابع تنفيذها النقابة العامة للسيارات بإشراف مباشر من وزارة الحج لضمان انسيابية تدفق الحجاج صوب منافذ المغادرة البحرية والبرية والجوية. وباشرت الفرق الميدانية في وزارة الحج وإدارة المتابعة في النقابة العامة للسيارات الواقعة، وسجلت الدوريات الأمنية أقوال عدد من العاملين بعد سماع شكواهم، بحضور ممثلي الجهات ذات العلاقة؛ بغية إيجاد الحلول الكفيلة بسير العمل وفقا لما هو مخطط له في نقل الحجاج المغادرين بعد أدائهم مناسك الحج، ومحاولة الوصول إلى حل توافقي وضمان تنفيذ ما اتفق عليه الطرفان من جهة شركة النقل والعاملين الذين طالبوا بالسماح لهم بالمغادرة إلى بلدانهم، والذين كان معظمهم من جنسيات عربية ويشغلون وظائف سائقين وفنيين في شركة النقل التي يعمل بها قرابة ألف عامل قدموا للعمل على وظائف موسمية. وبينت ل «عكاظ» مصادر مطلعة أن هذه المشكلة أزلية يتكرر حدوثها عقب موسم الحج من كل عام نظرا لرغبة السائقين والفنيين في المغادرة إلى بلدانهم، موضحة أن الجهات المعنية في وزارة الحج واللجنة التنفيذية والنقابة العامة للسيارات حرصت على منع تكرار هذه المشكلة عقب موسم الحج هذا العام، ونظمت اجتماعا في القاهرة منتصف الصيف الماضي شاركت فيه وزارة القوى العاملة في مصر. وقالت المصادر إنه تم طرح كل هذه المعوقات، وتم الاتفاق على العقود الموحدة والرواتب والحوافز، ونصت هذه العقود على بقاء السائقين والفنيين على رأس العمل لحين انتهاء شركات النقل من خطط تفويج الحجاج في رحلات المغادرة، مضيفة «لكن هذه الاتفاقية لم تمنع من العمالة الموسمية أمس من التجمهر والمطالبة بمغادرتهم حتى قبل انتهاء خطط تفويج الحجاج؛ نظرا لعدم وجود لائحة تلزمهم بعدم المغادرة أو التسبب في مشكلات». وأشارت المصادر إلى أنه لا يوجد التزام من قبل العمالة الموسمية بالعقود المبرمة معهم ويلجأون إلى إحداث مشكلات لكي لا تطبق الشركات بحقهم الغرامات في حال تسبب بعض السائقين بتلفيات في حافلات نقل الحجاج أثناء قيادتهم لها خلال موسم الحج. وشددت المصادر على ضرورة وضع آليات تمكن الشركات من سد حاجتها من الوظائف الموسمية بشباب سعودي مؤهل يكون قادرا على منع تعطل الشركات من أداء مهماتها حتى نهاية موسم الحج، ويمنع الضغوط التي تتعرض لها الشركات من تشغيل العمالة الموسمية.