بطاقة ذكية وخريطة رقمية لتقليص الأعطال وزيادة انسياب الحجيج

مع قدوم موسم حج كل عام تحشد المملكة كافة إمكاناتها وتسخرها لاستقبال الحجيج وتوفير الراحة لهم، مستخدمة كل الإمكانات المتاحة لذلك ومطوعة آخر ما وصلت إليه وسائل التقنية الحديثة لاستقبال الحجاج وتفويجهم إلى مساكنهم ومن ثم بدء الموسم في صباح اليوم الثامن من ذي الحجة. وفي هذا العام أطلقت الجهات ذات العلاقة بالحج عددا من الخدمات من ضمنها خرائط رقمية لتتبع الحافلات تتبناها النقابة العامة للسيارات، إضافة للتفويج الآلي. «عكاظ» وقفت على آخر الاستعدادات لموسم حج هذا العام في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة واستطلعت آراء الجهات ذات العلاقة والمختصين في سياق التحقيق التالي:
البداية في مكة المكرمة حيث تخضع نقطة تفتيش الشميسي إلى مراقبة كثيفة خلال حج هذا العام، لاعتبارها أكبر منطقة عبور وأهم مركز والذي يتدفق منه ضيوف الرحمن قاصدو مكة المكرمة لأداء مناسك الحج إذ بدأت الاستعدادات منذ مطلع الشهر الجاري، وسط آلية عمل منظمة وتنظيم مميز من رجال أمن الجوازات وأمن الطرق والجهات الأمنية الأخرى، حيث يقف رجال الأمن بطريقة منظمة في النقطة من خلال توزيعهم على المسارات بمعدل رجلي أمن في كل مسار لتنظيم حركة السير والتأكد من هويات قائدي المركبات، والذي يسهم في تخفيف الضغط على النقطة. وتحرص المديرية العامة للجوازات في كل عام على الاستعداد المسبق ووضع الخطط المناسبة في كل موسم لسرعة إنهاء الإجراءات والتأكد من الوثائق للعابرين والقبض على مخالفي نظام الإقامة عبر هذا المركز الذي يشهد حركة مرورية كثيفة.
«عكاظ» قامت بجولة على مركز الشميسي الواقع بالقرب من مكة المكرمة ورصدت الاستعدادات التي تقدمها جوازات منطقة مكة المكرمة لموسم الحج عبر هذا المركز. والتقينا خلال جولتنا في مركز جوازات الشميسي بالضابط المتواجد في قيادة مراكز الجوازات الذي رفض الإدلاء بأية معلومة أو الإجابة عن أي استفسار بحجة أن لديهم تعليمات مشددة تؤكد عدم التصريح إلا عن طريق الناطق الإعلامي المكلف والذي لديه الصلاحية في الرد على استفساراتكم، حيث تم الاتصال بالناطق من قبل قائد المركز والذي سمح لنا بالتصوير فقط، والتواصل معه عبر الهاتف النقال فيما يخص المعلومات، وتم التنسيق حيث طلب إرسال ما نريده عبر الفاكس غير أنه لم يتم الرد. هذا وستشهد بوابة مكة المكرمة خلال الأيام القادمة، ارتفاع أعداد القادمين، حيث يخضع الطريق ونقطة التفتيش إلى متابعة مكثفة من قبل الأفراد المنتشرين، إضافة إلى فتح كامل مسارات الطريق بكامل طاقته الاستيعابية.
من جانب آخر تطلق النقابة العامة للسيارات في موسم الحج خريطة رقمية لتتبع الحافلات عبر الشبكة العنكبوتية «غوغل أرث» لرصد الأعطال الفنية ومراقبة الالتزام بخطط النقل ورصد فعالية أداء 17 شركة نقل توفر 19 ألف حافلة تباشر مهام نقل الحجاج خلال موسم الحج، وتهدف الأنظمة الرقمية في موسم الحج هذا العام إلى تقليص فترة إصلاح أعطال الحافلات والارتقاء بخدمات النقل بين المدن الدينية والمشاعر المقدسة، وتعتزم أيضا تسليم الحجاج فور وصولهم منافذ الدخول البرية والجوية والبحرية بطاقات ذكية تم تدوين بيانات الحجاج في «باركود» وتعمل هذه البطاقات الذكية بنظام القراءة الآلية لتحقيق السرعة والانسيابية في تدقيق بيانات الحجاج في أوقات قياسية، هذه الإجراءات التي اعتمدتها الجهات العاملة في الحج جاءت لتحقيق النقل الآمن والانسيابية في الحركة إضافة إلى تحديد المسار الأيمن لمرور الحافلات في نقاط التفتيش الأمنية دون توقف تحقيقا لمبدأ الحصانة ضد معوقات التأخير التي قد تتعرض لها حافلات نقل الحجاج في منافذ الدخول إلى مكة المكرمة، كون النقابة العامة للسيارات تخطط إلى تسيير 120 ألف رحلة للحجاج بين مدن الحج والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج المقبل في خطة نقل يعمل على تنفيذها قرابة 30 ألف من المراقبين واللجان الإدارية والفنية والسائقين وعمال الصيانة، وبدأت مديرية الجوازات في منافذ الدخول إلى مكة المكرمة في منع دخول المقيمين النظاميين إلى مكة المكرمة من الذين تحمل أوراقهم الثبوتية تحديد إقامتهم في مدن غير مكة المكرمة، في إجراء لمنع دخول الحجاج المخالفين من أوقات مبكرة إلى العاصمة المقدسة بهدف أداء فريضة الحج بدون تصريح.
تطبيق النظام
وأبلغ «عكاظ» عبده بن أحمد يماني مساعد رئيس النقابة العامة للسيارات تطبيق نظام الخريطة الرقمية مما يحقق متابعة دقيقة لتحركات حافلات نقل الحجاج خلال رحلة الحج بين مدن الحج والمشاعر المقدسة، وأنشأ هذا النظام بمتابعة من وزارة الحج وتنفيذ النقابة العامة للسيارات بهدف الرقابة العامة على الحافلات والتزامها ببرامج السير المحددة، وضمان انسيابية حركتها وعدم تعرضها للخلل أو العطل، وتحقق الخريطة الرقمية رصدا مباشرا للأعطال التي تتعرض لها حافلات نقل الحجاج أثناء سيرها في الطرق السريع وداخل نطاق المشاعر المقدسة فور حدوثها، ويتمكن النظام الرقمي من سرعة تحديد الموقع الذي توقفت فيه الحافلة عن السير نتيجة الخلل الفني، وتوجيه دوريات الصيانة المتنقلة لموقع حدوث الخلل ومتابعة الأعمال ميدانيا في غرفة التحكم الرئيسة حتى انتهاء الأعطال وإصلاحها، ويصدر نظام الخريطة الرقمية إشارات تنبيه «حمراء» في حال تأخر الفرق الميدانية عن إصلاح العطل، وحدد النظام 50 دقيقة أعلى سقف لإصلاح أي خلل قد يحدث، ويحقق هذا النظام الدعم السريع وتأمين نقل فوري لركاب الحافلة في حال تأخر إصلاح الخلل ليتمكنوا من استكمال رحلتهم، هذه الرقابة الدائمة يوثقها نظام الخريطة الرقمية عن طريق الرصد الآلي عبر بوابة «غوغل إرث» والشبكة الرقمية حيث يحدد النظام الموقع الذي تعطلت فيه الحافلة ويساعد على معرفة أقرب دورية من موقع حدوث العطل، ويباشر العاملين في غرفة العمليات إبلاغ ورشة الصيانة المتنقلة بالانتقال لإصلاح الخلل، وبين مساعد رئيس النقابة العامة للسيارات لشؤون النقل أن النقابة تؤمن في موسم الحج هذا العام تذاكر ذكية يتم قراءتها آليا عبر نظام «الباركود»، يتم توزيع هذه التذاكر فور وصولهم إلى منافذ الدخول تقرأ آليا أثناء صعودهم للحافلة ووصولهم وأثناء تنقلاتهم، التذكرة الممغنطة مرتبطة آليا بغرفة العمليات حيث يتم تسجيل تحركات الحاج بمجرد صعوده إلى الحافلة ويتم مطابقة الرحلة بمواعيد الرحلات المسجلة ضمن الرحلات المقررة في الحج، ويتم قراءة الرحلة المطلوبة ويتم رصدها آليا من قبل النقابة في مراكز الوصول ويصدر الموافقة آليا، ويتم إبلاغ شركة النقل مباشرة عن طريق النظام آليا فور إدخال البيانات.
خطوط التنقلات
واعتبر مساعد رئيس النقابة لشؤون النقل أن ما تطبقه النقابة العامة للسيارات من نظام عالمي خصص لمراقبة خطوط تنقلات الحجاج بين مدن الحجيج والمشاعر المقدسة، ويوفر النظام أجهزة أنظمة آلية ورقابية يتم توزيعها على الفرق الميدانية لقراءة البطاقات الذكية وفق برامج خاصة بالنقابة استحدثتها لضمان تقديم أفضل الخدمات وتوفر هذه الأنظمة مراقبة تحركات الحجاج وفق خريطة رقمية، وتحوي أنظمتها الآلية بيانات الحاج «الاسم، الجنسية، مقر سكنه في مكة المكرمة والمدينة المنورة، الجهة التي تتولى تقديم الخدمات له، شركة النقل، اسم السائق، معلومات عن مواقع إقامته في المشاعر المقدسة، أرقام تواصل هاتفية».
وأبان أن فرق رقابية وميدانية تتولى مهام متابعة قدوم الحجاج إلى منافذ الوصول والذين يتم استقبالهم فور وصولهم أراضي المملكة برا أو جوا أو بحرا من قبل عدد من الجهات ممثلة في النقابة العامة للسيارات والمديرية العامة للجوازات ومكتب الوكلاء الموحد ووزارة الحج، عطفا على تواجد شركات النقل في المطارات والموانئ مدعمة بالسائقين والفنيين وورش الصيانة المتنقلة والتي تتولى مهام إصلاح الأعطال في مواقف الحافلات المخصصة في منافذ الدخول وعلى الطرق السريعة ولدينا 74 موقفا للحافلات في مطار جدة تستوعب 70 حافلة في الساعة الواحدة، وتتواجد فرق النقابة الرقابية والميدانية من خلال فرع في مطار الملك عبد العزيز يضم إدارة متخصصة تراقب استقبال الحجاج وتتابع أداء الشركات في تقديم خدمات النقل لضمان التميز والجودة في أداء المهام الموكلة إليها، وتتولى هذه الفرق الميدانية ترتيب إجراءات وصول الحجاج الذين يتم نقلهم بين مدن الحج على مدار الساعة، وتباشر الفرق الميدانية فور وصول الحجاج إلى صالات مدينة الحجاج في مطار الملك عبد العزيز في محافظة جدة، و مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة و ميناء جدة الإسلامي، وبعد إنهاء كافة إجراءاتهم الرسمية مع الجوازات والجمارك ومكتب الوكلاء الموحد والذي يتولى توجيه الحجاج مع أمتعتهم إلى المواقع المخصصة لنقل الحجاج، وفور وصول الحجاج يتم تسجيل بياناتهم وعمل جدول الترحيل والمغادرة وتدوين أسماء سائق الحافلة والشركة المشغلة على أن لا تتجاوز فترة انتظار الحجاج عن نصف ساعة في حين يتولى فريق من الموظفين المتخصصين الوقوف على جاهزية الحافلة وشحن الأمتعة المتعلقة بالحجاج، وأوضح عبده بن أحمد يماني أن النقابة العامة للسيارات وفرت 18 مركز صيانة متكامل على طول طرق الحج من الطرق السريعة الرابطة بين مدن جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وكل مركز صيانة من هذه المراكز يحتوي على عدد من الموظفين السائقين، كما أن النقابة العامة للسيارات تؤمن ورشا للصيانة المتنقلة من خلال دوريات ميدانية تتواجد على مسافة ألف كيلو متر على الطرق السريعة الرابطة بين مدن الحج وتتولى مهام إصلاح الأعطال فورا في زمن لا يتجاوز 50 دقيقة على أعلى تقدير لضمان عدم عرقلة تحركات الحجاج أثناء تنقلاتهم بين المدن والمشاعر.
انسيابية الحركة
حركة تنقلات الحجيج بين مدن الحج والمشاعر المقدسة تتم وفق طرق حديثة وفعالة لضمان انسيابية الحركة من خلال ضبط إيقاع حركة النقل من منافذ المملكة حتى وصول الحجاج إلى مكة وأدائهم مناسك الحج براحة وطمأنينة، هذا التنظيم وما تعتمده قطاعات الحج من آليات تحقق سرعة إنجاز الإجراءات خلال استقبال الحجاج وتأمين سلامة تنقلاتهم، ما دفع القطاعات المعنية في الحج إلى آلية دقيقة لتدوين البيانات قبل دخولهم مكة المكرمة والمدينة المنورة فور وصولهم منافذ الدخول وتتعامل كل جهة من الجهات ذات العلاقة في الجمارك والجوازات والوكلاء الموحد والنقابة العامة للسيارات في إنجاز ما يتعلق بها من بيانات ومعلومات في وقت قياسي تحت نظر لجان رقابية ترصد أي خلل أو تأخير قد يحدث، وكشف مساعد رئيس النقابة العامة للسيارات أنه وحرصا على توفير انسيابية الحركة المتناهية فقد اعتمدت الجهات المشرفة على أعمال الحج مسارات خاصة في الطرق السريعة لحافلات نقل الحجاج لضمان عدم توقفها في نقاط التفتيش الأمنية، وخصصت المسار الأيمن لمرور الحافلات من نقاط التفتيش، وتحقيق مبدأ «الحصانة» حرصا من القائمين على متابعة تنفيذ أعمال الحج على تحقيق راحة ضيوف الرحمن، ومنع تأخرهم في منافذ الدخول، وخصصت لها نقاط فرز في مراكز الاستقبال التابعة لوزارة الحج في مداخل مكة المكرمة تتولى التأكد من وصول الحجاج وصحة بياناتهم ومطابقتها بالبيانات المسجلة رسميا، والحرص على ربط حافلاتهم مباشرة بإسكانهم في العاصمة المقدسة من خلال مرشدين مؤهلين وأصحاب دراية ومعرفة بخريطة إسكان الحجاج في مكة المكرمة، والذين يعملون تحت مظلة مكتب إرشاد الحافلات والذي أنشئ بالتنسيق والدعم المالي بالشراكة بين النقابة العامة للسيارات ومؤسسات الطوافة.
قطار المشاعر
من جانبه بين ل«عكاظ» مدير العلاقات العامة والإعلام في النقابة العامة للسيارات مروان زبيدي أن مشروع قطار المشاعر ليس له أي تأثير على عمل النقابة العامة للسيارات فنحن نقدم خدمة لحجاج الخارج بينما قطار المشاعر سيتولى نقل حجاج الخليج وحجاج الداخل معتبرا أن النقابة العامة للسيارات تستطيع تأمين حافلات لنقل حجاج الداخل وهذا تحت الدراسة ويحتاج للمزيد من الوقت لتحديده، وفي الوقت الحالي هناك عدد حافلات تحت إشراف النقابة العامة للسيارات يفيض عن حاجة حجاج الخارج ويتم تشغيل هذه الحافلات في نقل جزء من حجاج الداخل، معتبرا أن الدراسة يجب أن تشمل زمن الخدمة المطلوبة لحجاج الداخل وتحديد العدد الفعلي ونوعية الخدمة المطلوبة، فحجاج الداخل لهم تنظيم يختلف عن حجاج الخارج، مشيرا إلى ارتفاع نسبة السعودة في الوظائف الموسمية هذا العام 20 في المائة عن العام الماضي في شغل وظائف سائق وفني وعمال في ورش الصيانة.
فرق المدينة المنورة
أما في المدينة المنورة فتواصل الفرق الميدانية ومحطات استقبال الحجاج تطبيق خطتها لموسم الحج الجاري لاستقبال أكثر من 850 ألف حاج يتوقع وصولهم للمدينة المنورة خلال موسم الحج الأول جوا وبرا وبحرا، فيما يقرب عدد زوار المدينة المنورة إجمالا خلال موسم الحج الأول والثاني مليوني حاج، وقد شرعت كافة الجهات المعنية في تطبيق نظام التفويج الآلي لحافلات الحجاج ضمن خطة جرى تطبيقها خلال موسم الحج الماضي بهدف تحسين الأداء ورصد شامل لحالات التفويج ومواعيدها بهدف تسهيل تنقل الحجاج، وتوفير الوقت والجهد على العاملين في محطات التفويج، ويرتبط النظام بمركز قيادة لمراقبة ومتابعة كافة حالات التفويج والأعمال الميدانية والإشراف على توجيهها طبقا لعقود الإسكان للتقليل من حالات اختلاف التفويج التي تمثل إحدى أبرز المشكلات التي تواجه الجهات العاملة في موسم الحج.
محطات استقبال الحجاج القادمين عبر كافة المنافذ على موعد مع حالات ازدحام متوقعة خلال الأيام المقلبة مع توافد أعداد غفيرة من الحجاج خلال أوقات متقاربة، ما يحتم على الأيدي العاملة تسريع وتيرة إنجاز حالات تفويج الحجاج آليا وتقليل نسبة الأخطاء التي تكلف الفرق الميدانية وقتا إضافيا لتداركها، وتتركز خطة تفويج الحجاج التي ينفذها موظفون من عدة قطاعات معنية تتبع لوزارة الحج تضم المؤسسة الأهلية للأدلاء، مكتب الوكلاء الموحد، النقابة العامة للسيارت، مكاتب إرشاد حافلات نقل الحجاج على تحسين إجراءات استقبالهم في محطة الهجرة وتفعيل الرقابة والإشراف على الأداء الميداني للخدمات المقدمة للحجاج، ومتابعة مشروع وضع معايير لأداء الخدمات المقدمة للحجاج من قلب الجهات المعنية بها.
جودة الخدمات
كما تركز على التحقق من جودة أداء الخدمات، واعتماد معايير تقديم الخدمات الميدانية والفنية والإدارية لقياس مستوى مراقبة تنفيذ الخدمات المقدمة للحجاج وجودتها خلال موسم الحج الأول والثاني، حصر السلبيات لتلافيها.
وقد شرعت وزارة الحج في العديد من التنظيمات الآلية الحديثة التي تهدف إلى الاعتماد على التقنية والبرامج الإلكترونية المرتبطة بشبكة معلوماتية موحدة، حيث وضعت آلية لتطبيق الإجراءات الجديدة ترتكز على تطوير عدة برامج من بينها برنامج الطوارئ والسلامة الآلي وإنشاء رابط بين العقود المصدقة والزيارات الميدانية للدور وكذلك رابط بين عمليات التفويج وزيارات الدور ضمن إجراءات تعكف المؤسسة الأهلية للأدلاء على تنفيذها، والتي تشتمل على دعم التواصل والتكامل آليا بين مكتب الطوارئ والسلامة الذي سيتم دعمه بفرق ميدانية إضافية للقيام بالمهام المشار إليها بالشكل المطلوب وبين مكتب التجهيزات في المؤسسة حيث سيتم دعمه بالمتطلبات اللازمة للقيام بمهمة تأمين معالجة القصور.
موسم الحج الحالي يمثل تحولا حقيقيا في تعاملات الجهات الحكومية في تطبيق حزمة من الإجراءات الإلكترونية التي تم إطلاقها تجريبيا خلال العامين الماضيين من بينها نظام الإسكان الآلي وترخيص مساكن الحجاج، كما عمدت جهات الاختصاص إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة للرقي بمستوى مساكن الحجاج المصرح لها العمل خلال موسم الحج بما في ذلك ضمان توفر التجهيزات والخدمات العامة في المباني السكنية المعدة لإسكان الحجاج عند إبرام العقود مع بعثات وشركات الحج، وعقد ورش عمل متلاحقة في المدينة المنورة خلال الأشهر الثلاثة الماضية تهدف في مجملها إلى تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في المنطقة تحت إشراف لجنة الحج في المنطقة التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، والتي كان من بينها ورش عمل سعى خلالها المشاركون إلى حصر شامل لكافة الملاحظات التي سجلت خلال موسم الحج الماضي بمشاركة ممثلين من عدة جهات حكومية وقد تم إحالة توصيات المجتمعين إلى لجنة لتدقيقها وصياغتها ورفعها للمسؤولين في الجهات المعنية لإيجاد برامج عمل تساهم في المزيد من الخطوات التطويرية لأداء الجهات والقطاعات العاملة في موسم الحج وأداء الفرق الميدانية والعاملين فيها وتذليل كافة المعوقات بناء على نتائج مخرجات ورش العمل المنعقدة والتركيز على تطوير الخدمة وتحسينها بشكل عام.
آراء المطوفين
من جانبه اعتبر عدد من المطوفين أن تطويع التقنية في خدمة ضيوف الرحمن خطوة إيجابية ستذلل كثيرا من العقبات وتساهم في حج آمن وسليم وحضاري.
حيث قال المطوف طلال حسين محضر أن تطبيق التقنية الجديدة في كافة خطوات الحج بدءا من استقبال الحجاج مرورا بتسكينهم وتنقلاتهم وانتهاء بمغادرتهم أمر إيجابي سيقلل من الجهود التي تبذل سابقا ليتفرغ المطوفين للرقي بالخدمة المقدمة للحجاج على كافة الأصعدة، مشيدا باستخدام النقابة العامة للسيارات خريطة رقمية لتتبع الحافلات عبر الشبكة العنكبوتية «غوغل أرث» لرصد الأعطال الفنية ومراقبة الالتزام بخطط النقل، مؤكدا أن تطبيقها هذا العام سيحد كثيرا من المشاكل التي يواجهها المطوفون والحجاج بسبب تعطل الحافلات والتي تعد أكثر المشاكل التي يواجهونها كمطوفين، وأثنى محضر على خطوات وزارة الحج بتطبيق التقنية في الاستقبال والتفويج والتصعيد والترحيل، مطالبا بأهمية التقييم السنوي لخطط الحج لتلافي السلبيات وتنمية الإيجابيات.
وعد المطوف طلال الجبالي تجويد الخدمات المقدمة للحجاج باستخدام التقنية سيوفر كثيرا من الجهد والوقت وسيرفع كفاءة الخدمة المقدمة، ولفت الجبالي إلى أن من المشاكل التي يعانيها الحجاج هو توقفهم في نقاط التفتيش، مشيرا إلى أن تأمين مسارات خاصة في الطرق السريعة للحافلات لعدم توقفها في نقاط التفتيش أمر غاية في الأهمية، مثنيا أيضا على تأمين النقابة هذا العام لتذاكر ذكية يتم قراءتها آليا عبر نظام «الباركود»، يتم توزيع هذه التذاكر فور وصولهم إلى منافذ الدخول وتقرأ آليا أثناء صعودهم للحافلة ووصولهم وأثناء تنقلاتهم، مؤكدا أن التذاكر الذكية ستساهم في الحد من ضياع الباصات والحجيج، وتساهم في وصولهم بأقرب الطرق.
ودعا الجبالي إلى أهمية توعية الحجاج قبل وصولهم بهذه الخطوات حتى يستوعبوها ويتماهوا معها وبالتالي نضمن نجاحا أكبر للخطط المطبقة على أرض الواقع.