لم ترتبط أذهان سكان حي الكيلو 14 جنوبي جدة بقول الشاعر «أرسل سلامي مع نسيم الصباح»، بل إنهم أصبحوا غير راغبين في التقرب منها، معارضين قولا آخر «ونسمات الصباح تحب قربك»، فعبق الغاز المنبعث من المصنع القابع بينهم أصبح يهدد حياتهم إما بالاختناق أو الموت المحقق حرقا. وما أن يفيق ساكنو الحي إلا وتنطلق تركيبة أكسجين غريبة ممزوجة بالضرر لتباغت أنوفهم، فتجبرهم على تكميمها خشية الاختناق، ولا مكان للهواء النقي إلا على قارعة الطريق العام. ولم يكتف التلوث المركب من الغاز بالتحرش بأنوف السكان، بل تحول إلى قنبلة موقوتة تداعب بسخف مشاعرهم، إذ ربما تنفجر في أي لحظة ويذهب ضحيتها أسر وتسرد الروايات أنه كان هنا حي، وأحياء. تتلخص القصة في مصنع غاز يسكن بين البشر منذ زمن، فشل الجميع في طرده من المكان بعد أن تمادى في بث السم وتهديد أجهزة الأهالي التنفسية، لكنه أصر وتحدى فأجبر إدارة التعليم على نقل الطلاب من المدارس المحيطة به، والتي يفصل بينها وبينه 300 متر إلى مواقع أخرى، خشية أن تنفجر قنبلة الغاز وتكون الكارثة مأساوية يذهب ضحيتها الطلاب. مصنع الغاز المقيم في الحي كابوس يهدد حياة قاطني المكان في النوم واليقظة، إذ أن مجرد عبث طفل أو عقب سيجارة متسللة حتما ستؤدي بالحي ومن فيه إلى نكبة حقيقية عواقبها كارثية، وسبق أن أوصى الدفاع المدني بنقل مصنع الغاز من مكانه لكن دون جدوى. وبالعودة إلى تعليمات الدفاع المدني فإنه يمنع بشكل قاطع أن تنشأ مصانع أو محال مرتبطة بالغاز داخل الأحياء السكنية، نظرا لخطورتها على حياة السكان، لكن المصنع المذكور غير آبه بتلك التعليمات بل ضرب بها عرض الحائط. إن الجهات المعنية بهذا الشأن يتوجب عليها التحرك السريع لنزع الجار المزعج من الحي حفاظا على أرواح السكان، والرجوع لمعرفة الضرر الصحي ووضع نصب أعينهم أن الأسر في ذلك الحي أمانة في أعناقهم فإن كان تعليم جدة أسرع بالتصرف وأحسن، للحفاظ على أرواح الطلاب، فهل يعقل أن يغادر السكان الحي خشية الموت!. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات، 636250 موبايلي ، 737701 زين تبدأ بالرمز 368 مسافة ثم الرسالة