أعلنت الدول الغربية أن الأمر لم يقف عند تجميد قضية سورية بالفيتو الصيني والسوفيتي وأشارت إلى إمكانية التحرك ضد النظام السوري لو لم تنجح الوساطات العربية وهو تحرك خارج مجلس الأمن، وعقب هذا التصريح أو التلميح تحركت الجامعة العربية بمبادرتها (وكان تدخلها مصدر تعجب لمعرفة بنيتها الهشة إضافة إلى فشل مجلس الأمن في هذا المشوار)، المهم أنها تحركت والكل يتمنى فشل تلك المبادرة أو تعنت النظام السوري في قبولها كي تتمكن الدول الغربية من التدخل مرة أخرى لإعادة الأوراق إلى يدها، وقد نجح النظام السوري مرحليا في نزع فتيل مبادرة الجامعة لكنه نجاح مؤقت حيث لم يلتزم ببنود المبادرة مما عجل باجتماع وزراء خارجية الدول العربية وتقرير تجميد عضوية سورية (مع أن مثل هذا القرار لابد أن يؤخذ بالإجماع وعلى مستوى ملوك ورؤساء الدول العربية لكنه حدث وباجتماع وزراء الخارجية العرب) حدث تعليق العضوية مع بند ملحق بهذا التجميد يعطي الجامعة العربية الحق بالاتصال بالمنظمات الدولية من أجل نجدة الثوار السوريين (وهو المطلوب إثباته)، فهذا البند يعطي دول الناتو الحق في التحرك من خلال المنظمات الدولية التي تسيطر عليها وتستطيع من خلال هذا التدخل (قد يكون عسكريا أو غير ذلك يؤدي في النهاية إلى سقوط النظام السوري) لكن الميزة الأساسية لتدخل الناتو أن التغير سيكون تحت سمع وبصر الدول الغربية. إلى هنا والفرصة كانت سانحة لتدخل سريع وبالطرق الملائمة من قبل الناتو إلا أن دخول إيران في الخط من خلال رأسها المدبب حزب الله وإعلانه بتثوير المنطقة وتحويلها إلى قطعة من جهنم سيجعل التحرك للأمام من قبل الناتو محفوفا بالمخاطر وهو الأمر الذي سيجعل خيار دعم الثوار من الخارج هو الوسيلة المثلى. ومهما كانت التهديدات الخارجة من أفواه حسن نصرالله أو من خلال إيران مباشرة وسواء تدخل الناتو أو لم يفعل فإن الثورة السورية ماضية لتحقيق هدفها بإسقاط النظام ولن تعد بعد اليوم ثورة سلمية بل ستدخل إلى عسكرة الثوار من أجل الخلاص من النظام المستبد والمحروق شعبيا ودوليا. لكن نتيجة هذه الثورة تعني الغرب كثيرا (وإسرائيل في المقام الأول)، فهل انتصار الثورة وظهور رجل لا يخضع للأجندة الغربية سيكون هو الجحيم الحقيقي على إسرائيل خاصة وأن مرتفعات الجولان هي أراض محتلة فأول متطلبات منتصري الثورة السورية تحرير الجولان.. وهو الأمر الذي أبقى حافظ الأسد وابنه على سدة الحكم كونهم نسوا أراضيهم المحتلة ومنعوا أي خروج على إسرائيل. وأمنية الشارع العربي والإسلامي إيجاد أرض يضعون أقدمهم عليها ويعلنون الجهاد الحقيقي. بهذه النتيجة المرعبة للغرب ستكون نقلات قطع اللعب بطيئة للغاية خوفا من كلمة «قفلة باليك». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة