الانتحار السياسي الذي يمارسه النظام السوري بإصرار لم يسبقه إليه أي من الأنظمة التي كابرت وناورت وقاومت ثم سقطت، لأنه بأساليبه العبثية تجاوز خسارة الشعب السوري إلى خسارة الذين يريدون بإخلاص إيجاد مخرج لأزمة تتجه إلى نهاية كارثية تدفع سورية كوطن عربي، ويدفع السوريون كشعب شقيق ثمنها الباهظ.. المملكة أول من خاطب الرئيس بشار الأسد ونظامه بوضوح وصدق، وطالبته بتجنب المآلات السيئة التي تلوح في الأفق، حفاظا على سورية وشعبها، فبادر النظام السوري إلى الرد على ذلك النداء المخلص بلغة تخلو تماما من الإحساس بالمسؤولية والإدراك لخطورة الوضع، وتجاوزت ذلك إلى استخدام أسلوب غير لائق بحق المملكة. وبالتأكيد لم تعبأ المملكة برد فعل كهذا لأنها تنظر إلى مصلحة عليا، هي مصلحة الشعب السوري. بعد قرار المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية أثبت النظام السوري مرة أخرى أنه يستهدف أكثر المخلصين لسورية وخوفا عليها. قرار وافقت عليه 18 دولة، لكن سورية لم تستهدف سوى السفارة السعودية في دمشق بأسلوب همجي، إضافة للسفارة القطرية، متجاوزة كل الاتفاقيات والمواثيق التي تنظم العلاقات الديبلوماسية بين الدول.. لكن الأغرب من ذلك أن تتزامن هذه الحادثة مع حادثة أخرى أخطر، هي القبض على خلية من المأجورين في قطر كانت تستهدف سفارة المملكة في البحرين وجسر الملك فهد، ضمن أهداف أخرى، واتضح أن العصابة كانت تنوي التوجه إلى سورية ثم إلى إيران، وأعلن لاحقا أن لها علاقة بالحرس الثوري الإيراني، ما يعني أن سورية صعدت موقفها المشين تجاه المملكة بإشراك حليفتها ذات السوابق لكي توحي بأنها ستثير الزوابع وتسبب المشاكل، لمن؟؟ للدولة التي بذلت أكبر الجهود وأخلصها لإنقاذ الوطن السوري وشعبه المغلوب على أمره.. حماقات غير مسبوقة، ونزق صبياني وشيطاني يحرق كل المساعي الإيجابية التي تهدف لتجنيب سورية كارثة ستكون أسوأ مما يمكن تخيله.. ماذا يمكن لسورية أن تقول وهي تطلب قمة عربية طارئة؟؟ من سيصدق النظام السوري وهو يمارس الكذب الفاضح على الجميع؟؟ وماذا بقي له وهو يخسر المزيد من القريبين والبعيدين؟؟. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة