على العاقل أن يغض الطرف عن اعتراض لبنان واليمن على قرار الجامعة العربية بشأن سورية. لبنان وضعه محرج عندما تكون سورية موضوع الحديث أو الحدث، أما اليمن فمن الطبيعي أن يعترض الآن لأنه أصبح مؤخرا يسير بإصرار في الطريق نفسه الذي سلكه النظام السوري؛ مراوغة ولعبا على الحبال ورهانات على متخيلات، وفي الوقت نفسه تقوية وتسريع آلة القتل والقمع؛ أي أنه لا يستطيع أن ينهي عن المنكر وهو يقترفه.. على أية حال، ما قررته الجامعة كان مؤكدا أنه سيحدث؛ لأنه كان مؤكدا أن النظام السوري لن يقدم خطوة واحدة باتجاه انفراج الأزمة، ولأنه أصبح واقعا أنه لم يعد النظام الذي يرضى الشعب السوري ببقائه، فكيف يقبل الحوار معه.. عندما وجه الملك عبدالله بن عبدالعزيز خطابه التاريخي للنظام السوري قلنا لقد أسمعت لو ناديت حيا، وعلى الفور أكد النظام السوري أنه موغل في الجهل والصلف إذ أوعز لإعلامه ببدء حملة هجوم على المملكة مستخدما قاموسه العتيد الذي تأتي في مقدمته مفردات العمالة والخيانة. اليوم يعيد النظام السوري الأسطوانة نفسها، ولكن ليس بواسطة إعلامه وإنما بواسطة مندوبه الدائم في الجامعة العربية وفي مكان وزمان انعقاد الاجتماع. لقد كال المندوب سيلا من السباب والشتائم لرئيس اللجنة الوزارية وأمين عام الجامعة وكل الدول التي صوتت للقرار، دون اعتبار لبروتوكولات الديبلوماسية وآداب الحديث. الجميع كان يبحث عن مخرج لسورية منذ تشكيل اللجنة الوزارية واستمرارها في حالة انعقاد، وكنا متأكدين أن التفاؤل الذي أبداه وفد الجامعة بعد زيارته لسورية لا مكان له لأن الجيش كان يمعن في القتل أثناء اجتماع اللجنة مع بشار الأسد، وزاد في إمعانه بعد مغادرة الوفد. رسالة النظام السوري كانت واضحة منذ البداية، ويؤكدها كل يوم، بأنه لن يتوقف عن تنفيذ ما يريده، وأنه لا يعبأ بكل الجهود لحقن الدم السوري، فماذا كان يتوقع محتوى القرار الذي ستتخذه الجامعة.. منذ البداية كان واضحا أن النظام السوري هو الذي يكتب سيناريو نهايته ويخرجها. قرار الجامعة تضمن دعوة جميع أطراف المعارضة السورية لاجتماع في مقر الجامعة خلال ثلاثة أيام للاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة (الانتقالية) المقبلة في سورية، ما يعني أن القطار قد فات النظام، وأن المرحلة الجديدة قد بدأت، ولن يفيد النظام حماقته وعبثه بمقر السفارة السعودية والقطرية في دمشق ولن يقدم أو يؤخر قوله إن قرار الجامعة لا يساوي الحبر الذي كتب به.. هل يمكن لبشار أن يهاتف علي صالح ويسأله ما معنى فاتكم القطار؟؟ [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة