لا أحد ينسى أن المملكة أول من أعلنت موقفا واضحا لا يحتمل اللبس تجاه ما يحدث في سوريا، تضمنه الخطاب التاريخي لخادم الحرمين الشريفين، وأيضا لا أحد ينسى أن النظام السوري تفاعل مع ذلك الخطاب بما كان متوقعا منه من التفاف على الحقائق والخروج من صلب قضية الخطاب إلى أمور لا يليق أن يمارسها نظام يعيش مأزقا كبيرا والمخلصون يحاولون إيجاد مخرج لأزمة خانقة يعيشها شعب شقيق يواجه أبشع صنوف التنكيل.. ومنذ ذلك الوقت أظهر النظام السوري كل ما يؤكد أنه غير جاد في كل ما قدمه من وعود تجاه المبادرات التي تحاول إنقاذ سوريا من مصير مظلم.. أجهض النظام كل المحاولات، وأصر على الاستمرار في استغفال العالم الذي يشاهد ما يجري من بشاعة في سوريا.. وحين تبنت الجامعة العربية مشروعا لحل الأزمة عبر إرسال لجنة لمتابعة ما التزم به النظام السوري بدا من الوهلة الأولى أنه لن يقدم أي خطوة تؤكد مصداقيته، وأصبح مؤكدا أنه لن يتراجع أبدا عن قذف سوريا في قاع الجحيم.. كان أداء اللجنة مخجلا حين بدأت تحاول تحريف الواقع وتزييف الحقائق، اتضح ذلك من الأيام الأولى لعمل اللجنة ومن طبيعة تصريحات بعض أعضائها، بل ومن بعض التبريرات التي خرجت من أمانة الجامعة العربية، وأصبحت اللعبة مكشوفة لا تحتاج أدنى جهد لمعرفة حقيقتها.. الكل استمر في صمته، لكن المملكة التي كانت صاحبة السبق في إعلان أول موقف تجاه الأزمة السورية، ها هي تضطلع بمسؤوليتها الأخلاقية مرة أخرى وبلغة واضحة وحاسمة وكاشفة لحقيقة ما يجري، فحينما يعلن سمو وزير الخارجية أن المملكة قررت سحب مراقبيها من بعثة المراقبين العرب في سوريا فإنه بكل صراحة يعزو هذا القرار إلى أن المملكة لا تقبل بحال من الأحوال أن تكون شاهد زور على ما يجري في سوريا أو أن يتم استخدامها لتبرير الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري أو التغطية والتستر عليها، بعد أن قررت اللجنة الوزارية العربية تمديد أعمال البعثة لمدة شهر.. القضية مكشوفة منذ بداية عمل اللجنة، لكن الأمر يختلف حين يؤكد وزير خارجية المملكة وجود التزوير والتبرير والتغطية والتستر على الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري، فأي فضيحة سيسجلها التاريخ بحق من يمارسون هذه الأفعال الشائنة، ولمصلحة من يرتكبون هذه الجرائم، وأي مصير يرتبونه للشعب السوري؟؟.. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة