«كان طفل بات يهذي قبل أن ينام، بأن أمه التي أفاق منذ عام فلم يجدها وحين لج في السؤال قالوا له بعد غد تعود لا بد أن تعود»، مقطع من أنشودة المطر لبدر شاكر السياب لا يزال أربعة أطفال يرددونها بعد أن تاهوا عن ذويهم أثناء تأدية مناسك الحج. أربعة أطفال تاهت خطواتهم بين 3.5 مليون حاج وغاب ذووهم عنهم ولم يبق لهم سوى الانتظار على أمل اللقاء من جديد في رعاية وزارة الحج التي رعت ذويهم أثناء تأدية الفريضة والآن ترعاهم بعد أن ضاعوا في المشاعر. وسط الزحام وتوحد الأجناس تاه 68 طفلا، أعيد منهم 64 وبقي في حضانة وزارة الحج أربعة ينتظرون بزوغ نور ذويهم، وبحسب رئيس مرشدات المملكة مها أحمد فتيحي فإن البلاغ عن الأطفال التائهين يتضمن بلاغات مسجلة عن مفقودين يتم التعامل معها بالإيعاز لمركز عمليات الكشافة التي بدورها تبدأ رحلة البحث. ولأنه الحج يأتيه الناس من كل فج عميق بدت أجناس الأطفال التائهين مختلفة ولغاتهم شتى، وزادت رئيس مرشدات المملكة إلى أن غالبية الأطفال التائهين من حجاج الداخل أو المقيمين من جنسيات مختلفة، وأفصحت أن العام المقبل سيشهد استغلال الشاشات الكبيرة المنتشرة في ساحات المشاعر المقدسة لوضع صور الأطفال التائهين وموقعهم ورقم البلاغ ليتسنى لذويهم الوصول إليهم وذلك بالتنسيق مع وزارة الحج. واقترحت أن تضطلع القنوات السعودية الإعلامية بالمشاركة من خلال بث رسالة يومية تتضمن صور الأطفال ليسهل الوصول إليهم.