مسألة تنوع القدرات المتعددة المصحوبة بمفاهيم إدارية واجتماعية وعلاقات ثقافية واسعة الأرجاء ليست بالأمر الهين أن تجدها عند فرد معين إلا في حالة توفر {الخبرة والحنكة} التي تصقل تعدد هذه المزايا، وأحسب أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، قد توافرت وتضافرت لدى سموه هذه المفاهيم النادرة لكونه يمتلك خبرة وحنكة مبهرة ومبكرة قادته لنجاح رائع لإدارة شؤون إمارة الرياض فخلق منها عاصمة عربية مدنية حضارية، اكتسب من خلالها علاقات اجتماعية كانت مضرب المثل وبمثل ما قيل الرياض سلمان نعم إنه سلمان الذي جعل من الرياض العاصمة لؤلؤة متلألئة في صحراء نجد، تهفو لها الأفئدة والتقرب من سلمان أميرها الشهم.. لذلك كان المكون الاجتماعي يدين بكل الحب لسلمان، الذي خلد حبه بقلوبهم الناجم عن بساطة ووداعة سموه ومدى علاقته الأسرية بمجتمعه حينما يذهب إليهم ليشاركهم أفراحهم وأتراحهم، ويتلمس رغباتهم ويسعى جاهدا لتحقيقها، وذاك لعمري هو منتهى تواضع الحاكم الإداري المحنك، الذي تربطه أواصر اللحمة الوطنية بأبناء شعبه وهو ما تمثل بالحاكم النزيه!! فماذا نقول والحال مماثلة وماثلة للعيان في مدى علاقات سلمان مع الثقافة ورجالها ليس في بلادنا وحسب، وإنما في كافة البلاد العربية، وما يتمتع به سموه الكريم من أريحية متعددة الأرجاء والأجواء في فضاءات العالم العربي الثقافي، والدليل أنني كلما قرأت لمثقف عربي إلا ويأتي على سيرة سموه العطرة، وإن أتى ذلك فهو ليس من باب المجاملة والمحاباة، ولكنه من منطلق ما يتمتع به سلمان من خلفية ثقافية كانت هي محور إعجاب الكثير من المثقفين والكتاب العرب، وهو ما قامت عليه علاقة أخوية صادقة بقيت ندية رغم تقلب الظروف والمتغيرات في الوطن العربي!! واليوم إذ يودع سمو الأمير سلمان، الرياض كحاكم إداري لها، فإن عينه وقلبه ليس هما ببعيدين عنها فهي ديرته ودرته ومداره وإن اختلفت المواقع.. طالما الشأن يصب في مصلحة الوطن، فإن سموه الكريم في تقلده مهمته الجديدة، هو امتداد لبذل همته ذات العزيمة القوية المتينة لمواصلة عطائه لخدمة مليكه ووطنه وشعبه، فيالها من مهمة تشريفية سامية اختصه بها ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ليكون سموه وزيرا {للدفاع} فتلك مهمة صعبة ومن المهمات الجسام التي لا يقوم بها إلا ذوو الخبرة والحنكة والمهارة في قيادة الجيوش، لا سيما ومنصب وزير الدفاع ليس بالأمر الهين لكي يحظى به أي فرد عادي.. وأحسب أن سموه يملك الخبرة والكفاءة التي أهلته لهذا المنصب البالغ الحساسية، فما بالكم ونحن نمر بمرحلة دقيقة للغاية، نتيجة ما يمر به الوطن العربي من مخاطر مهددة للكيان والإنسان، حمى الله بلادنا الغالية من كل شر ومكروه!! اليوم تتقلد {وزارة الدفاع} وساما من الدرجة الرفيعة، أنعم عليها به خادم الحرمين الشريفين، وما هذا الوسام إلا رمز من رموز التكريم لها، ممثلا بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وزيرا لها، خلفا لخير سلف شقيقه الراحل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله الذي طور وأبدع في وزارة الدفاع، لذلك كان اختيار سلمان وزيرا للدفاع اختيارا موفقا وفق كل المقاييس الإدارية والاجتماعية والثقافية، مثلما كان يتحلى بها الراحل العزيز الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله. سلطان وسلمان، كلاهما لهما مقامة وقيمة قل نظيرها، اللهم ارحم سلطان برحمتك الواسعة، وأعن سلمان في القيام بمهامه وأنزله منزلة مباركة فيما تمثل بعمله الجديد حيث {وزارة الدفاع} وأن يكون عونا لإخوته من الأسرة المالكة وعونا لوطنه وشعبه.