جاء تعيين الأمير فهد بن عبدالله بن محمد رئيسا للهيئة العليا للطيران المدني ممثلا لاختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، إذ أنه من أمهر القادة في تنظيم النقل الجوي في المملكة، وأحد أبرز الوجوه التي قادت إلى صناعة النقل الجوي داخليا وخارجيا إلى التميز. ولأن الأمير فهد بن عبدالله يمتلك رؤية مضيئة في عالم الطيران فإنه سيعمل على تجاوز قصور بعض شركات النقل وتجسيد مبدأ التنافسية في تقديم الخدمة بين شركات الطيران، من أجل أن تكون رحلات الجو في مملكتنا الحبيبة الأولى بين نظيراتها في الشرق الأوسط. وسيسعى الأمير فهد بن عبدالله إلى تطبيق بنود وبرامج وطموحات نابعة من فكر مضيء لأنه قضى أعواما طويلة في فضاءات الهيئة يرسم ويخطط ويحمل في حقيبته استراتيجية تنظيم صناعة النقل الجوي في 27 مطارا في المملكة تشرف عليها الهيئة إشرافا مباشرا بناء وتنظيما وتشغيلا وصيانة، وتضع أسسا لبيئة جاذبة للاستثمارات، وتفعيل دور المطارات في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، ليس هذا فحسب بل تعزز لضمان جودة الخدمة والرقابة الحصيفة لتتجاوز كل العقبات والعراقيل وتضع خريطة طريق تحاسب وتعاقب كل مقصر، هذه الاستراتيجية لأول قائد للطيران المدني رئيسا للهيئة ورئيسا لمجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية السعودية بعد إعلانها هيئة مستقلة يتولى مهمات ومسؤوليات إعادة تشكيل الهيئة بما يكفل تعزيز الجانب المشرق للخطوط الجوية في وطن مترامي الأطراف يعتمد اعتمادا كليا بعد النقل البري على النقل الجوي في الأسطول الأكبر مقارنة بالناقلات الجوية في دول المنطقة، استراتيجية الهيئة استطاعت أن تحقق تجربة ناجحة بتشغيل ستة مطارات داخلية في ينبع، الطائف، تبوك، أبها، القصيم في النقل الدولي بين المملكة والدول المجاورة لتخفيف الضغط على المطارات الدولية الأربعة في مدن الرياض، جدة، المدينةالمنورة، الدمام، كما أنجزت ثلاثة مطارات في تبوك، العلا، نجران، بتكلفة بلغت 640 مليون ريال. وأثمرت جهود الأمير فهد بن عبدالله الرامية إلى رفع مستوى الخدمة بوضع لائحة حماية المستهلك ليقطع الطريق أمام كل من تسول له نفسه الإساءة للجهود الكبيرة التي تعكف عليها وتنفذها هيئة الطيران المدني، وكأنما بذلك يريد إيصال رسالة للمجتمع السعودي بأن الناقل الجوي في المملكة قريب جدا من العالمية.