طالبت أكاديمية سعودية مختصة في التخطيط الاستراتيجي سرعة خصخصة الخطوط السعودية بعد أن شكلت عبئاً اقتصادياً يُرهق كاهل الدولة، منوهة بقرار خادم الحرمين الشريفين في إنشاء هيئة مستقلة للطيران المدني،َ وتعيين الامير فهد بن عبدالله بن محمد آل سعود رئيساً لهيئة الطيران الجديدة ومسؤولاً عن مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية السعودية في خطوة تعزز مسيرتها وتساعد على التعجيل بخصخصتها في ظل المنافسة الشديدة في صناعة الطيران. وقالت مستشارة التخطيط الاستراتيجي الدكتورة نوف الغامدي: اختيار السياسة المناسبة لخصخصة كل مشروع مهمة لضمان نجاحه ولا يمنع المواءمة والدمج والتنوع في أساليب الخصخصة لضمان نجاحها، وَلابد أن نَعي أن الخصخصة هي خيار إستراتيجي وتطبيقه على نطاق واسع في أغلب القطاعات الحكومية، مستعرضة مسيرة الخطوط السعودية منذ عام 2006 بتقسيم الشركة الى ست وحدات بهدف بيع كل منها على حدة مثل التموين والشحن والصيانة والرحلات واكاديمية الطيران والخدمات الارضية. واضافت ان هناك مطارات خليجية وعربية لا تملك نصف إمكانات مطاراتنا وتحقق أرباحاً عالية وتشغيلاً مُضاعفاً، داعية الى وضع الخطط الاستراتيجية الشاملة لتحويل المطارات السعودية الى قطاع ربحي يسهم في شريان الاقتصاد الوطني. واشارت الغامدي الى أن نقل كل مهام وَمسؤوليات الطيران المدني من وزارة الدفاع الى الهيئة العامة للطيران المدني التي تخضع مباشرة للملك، سيسهم في سرعة القرار والارتقاء بالناقل الوطني والتخلي عن مركزية القرار ما يعزز النمو الاقتصادي بعيد المدى مع إصلاح القطاع العام وتحسين أدائه وتحقيق إستقرار اقتصادي كلي عن طريق وضع سياسات تنموية شاملة . واكدت الخبيرة الاستراتيجية أن الامير فهد بن عبدالله بن محمد آل سعود رئيس هيئة الطيران المدني على دراية وعلم كاملين بالقطاع وتطوراته ما سيعطيه رؤية لمواجهة تحديات الخصخصة ومعالجتها وفق منظومة متكاملة الخدمات وتحرير سماء السعودية وَالسماح بالمنافسة وربما تحويل المطارات الى مراكز تحقق أرباحاً بنفسها. وتشير نوف الى أن من أهم أسباب تبني مفهوم الخصخصة هو تدني أداء القطاع العام كما أن للخصخصة تأثيرا مباشرا على مستوى الولاء الوظيفي والاتصال بين المستويات الإدارية بصورة كبيرة. وتظل الخصخصة مرهونة بكيفية تنفيذها وتطبيقها على أسس ومعايير صحيحة مع مراعاة الجودة وتطلعات العميل، في حين لابد أن يكون تقليل التكاليف ضمن أهداف الخصخصة وليس رؤيتها الأساسية.