يستعيد أهالي قرى تهامة عسير طقوس توديع واستقبال الحجاج في كل عام، ودهن واجهات المنازل وتغيير الأثاث الداخلي قبيل عودة الحجاج من رحلة العمر. وقال يحيى غرامة، 76 عاما، من أهالي بلدة أخمرين «عندما يذهب أحد من أبناء البلدة إلى الحج يدعو أهله الأقارب والجيران إلى وليمة ليلة ذهابه إلى مكةالمكرمة، وهي عادة قديمة جدا في تهامة عسير». فيما أوضح علي أحمد أنه عند عودة الحجاج من أبناء القرية يجري استقبالهم على مشارف البلدة ويجري نحر الذبائح فرحة بعودتهم. وتتذكر فاطمة عبدالعزيز أنه قبل نحو 30 عاما ذهبت لأداء مناسك الحج، وأثناء وقوفها في عرفات دهم سيل عارم قريتهم وجرف كامل قطيع أغنامها، فجمع أهل قريتها مبلغا من المال وجرى شراء قطيع أغنام وتعويضها عن قطيعها الذي نفق في السيل. وقالت عرفة سعيد، 40 عاما، إن والدتها وضعتها على صعيد جبل عرفات، وأطلق عليها أبوها اسم عرفة، موضحة أن أهالي قرى تهامة عسير ما زالوا يحرصون على العادات القديمة التي ورثوها عن آبائهم في توديع واستقبال حجاج قراهم.