الحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى. وإحداها هي ما سخره لنا في التعامل مع الحرارة. ولو تأملت في بعض من تلك النعم التي نتعامل معها بدون أن نتأمل في روائعها يوميا فستجد أنها أمامنا في مطابخنا. تخدمنا الثلاجات بإخلاص لعشرات السنين بدون ملل أو كلل. وتحفظ لنا بعضا من أهم الاحتياجات في هدوء وبدون دراما ولا طلبات كبيرة. ولا تشكل مصدرا للخطر فلا نسمع أن ثلاجة دهست، أو صعقت، أو سقطت فوق البشر. وبالإضافة إلى كل ذلك، فهي جميلة في قوتها، ونظافتها، ونعومة ملمسها من الداخل والخارج. ولا أقصد أن أتغزل في الثلاجات، ولكنها من الممتلكات الثمينة التي لا نعطيها حقها من التفكير. والثلاجة تتكون عادة من جزءين للاستخدام اليومي: السفلي الذى يحفظ الحرارة فوق الصفر بقليل... من ثلاث إلى خمس درجات مئوية، والجزء العلوى الذي مفروض أن تبقى درجة حرارته دون الصفر. لاحظ أن التصميم المعماري للمطبخ بأكمله يحوم حول هذا الجهاز العجيب. ولكن دورها الأهم هو أنها تجسد لنا إحدى روائع الخلق العظيم التي تعتبر من أساسيات الحياة في الكون بأكمله، وهي قوانين انتقال الحرارة. هناك أربعة قوانين أساسية تصف مفهوم الطاقة الحرارية وانتقالها من مكان لآخر بإرادة الله. وتعتبر هذه القوانين من أساسيات الثقافة للعلماء بمختلف تخصصاتهم. ومنها على سبيل المثال أن الحرارة تنتقل بمشيئة الله في الطبيعة من المكان الحار إلى الأقل حرارة... ولا يجوز العكس أبدا. وهناك المزيد فبداخل الفريزر نجد أحد أغرب الأسرار في الطبيعة؛ جميع المواد تصل إلى أعلى كثافة عندما تتجمد إلا الماء، فهو يصل إلى أعلى كثافة قبل أن يتجمد وتحديدا عند مستوى 4 درجات مئوية فقط. والمفروض والمنطقي هو أن يصل إلى أعلى كثافة عندما يتجمد عند درجة الصفر. ولذا فهو يكسر قاعدة علمية أساسية أمامك في الفريزر اليوم وكل يوم وسبحان الله. وهناك المزيد؛ فلو تأملت في تاريخ الفريزر فستجد أنه تكون بسبب متطلبات الشحن البحري، وبالذات بين المستعمرات الأوروبية في القارة الأمريكية وأوروبا. كان نقل السلع الزراعية واللحوم يشكل صعوبة عبر الرحلات البحرية العابرة للمحيط الأطلسي. وفي عام 1877 تم تطوير تقنية في غاية الذكاء باستخدام الوسائل الميكانيكية. وتحديدا فقد تم استخدام تقنية التبريد على الباخرة الفرنسية «فريجوري فيك» Frigourifique على وزن «ويش فيك»، حيث حملت نحو عشرين طنا من اللحوم البقرية الأرجنتينية من العاصمة بوينس أريس إلى الميناء الفرنسي «روين» على وزن «على فين». أمنية لو بحثنا اليوم في الأركان الداخلية بداخل الفريزرات في ثلاجاتنا، سنجد بعض النعم «المجمدة» المهملة نظرا لأن انشغالنا لم يسمح بإعطائها درجة الاهتمام التي تستحقها، أو تلك التي لم يسمح وقتنا بالاهتمام بها. ونجد مرادفات عجيبة ومحزنة لذلك ومنها أن القدس أصبحت في تلك الأركان الداخلية في قلوب البعض، وعقول البعض الآخر. أتمنى أن تكون هذه القضية المهمة لنا جميعا في الطليعة دائما. والله من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة