«اتجهت بقلبي وحواسي إلى الخالق عز وجل لأطلب منه العون والتوفيق والسداد، وأشكر أبناء الملك عبد العزيز يرحمه الله وكل أفراد العائلة المالكة وأصحاب الفضيلة، والمواطنون جميعا، وأشعر بالمسؤولية الكبيرة نحو الوطن برجاله ونسائه، التي يجب تحملها تحت توجيهات قائدنا وولي أمرنا، خادم الحرمين الشريفين، وأدعو الله أن أؤدي هذه الأمانة بصدق وولاء ووفاء». مع هذه الخطوط العريضة، لأول كلمة للأمير نايف بعد مبايعته وليا للعهد خلفا للأمير سلطان يرحمه الله، يرسم الأمير نايف المرحلة المقبلة من عهد الدولة السعودية كعضد أمين للملك عبد الله، الذي اختاره، وفق قواعد نظام هئية البيعة، حيث بارك الشعب الاختيار، وبايعه على الكتاب والسنة. في أدبيات القيادة، يقال إن القيادة فن، والقائد هو الشخص الذي يحسن التصرف في الأزمات ويتقن معالجتها، وأمام شخصية كاريزمية من وزن الأمير نايف، فنحن أمام شخصية حكيمة من الطراز الرفيع، تتمثل فيها الحنكة والحكمة، فنحن نتحدث عن شخصية ذات إرث سياسي وأمني عتيد، ليس على المستوى المحلي، بل العربي والعالمي. فمن يستعرض تجربة الأمير نايف من خلال المهمات التي أوكلت إليه، يرى أنه أمام فكر استراتيجي متنوع، رجل دولة أتقن إدارة المؤسسة الأمنية في مملكة مترامية الأطراف، وفي ظروف بالغة الدقة والخطورة تشهدها المنطقة، ولا يمكن أن نستعرض مكافحة الإرهاب على المستوى العالمي، إلا ونذكر دوره في قهر التطرف، وكسر ظهر الأرهاب واجتثاث بؤره، الأمر الذي ساهم بشكل فعال في تعزيز دعائم الأمن في المملكة. وما اختيار الملك عبدالله للأمير نايف، وليا للعهد إلا ترجمة لهذه الإمكانيات القيادية الاستراتيجية الماهرة التي نهلها من ملك الحكمة، خادم الحرمين الشريفين. ومن يستعرض العقود الثلاثة الماضية في إنجازات الأمير نايف، يعيش قصصا بطولية لشخصية حقا، تستحق التوقف فالداخلية التي تسلم زمام أمورها منذ العام 1975 أسس فيها الأمير نايف مدرسة علمية وعملية حقيقية، إذ بات الإرهاب تحت المطاردة، أينما حل نايف، وهو الأمر الذي جعل الغرب يحاكي تجربة المملكة في التعامل مع التطرف والإرهاب. إن ما يميز فكر الأمير نايف في مكافحته للإرهاب، هو الثنائية المتبعة الضرب بيد من حديد لكل أدوات التطرف والإرهاب، وفتح باب الحوار والمناصحة مع من ضلوا الطريق. هذه هي «الثقافة النايفية» بكل معانيها، لا تتهاون في أمن الوطن ولا تساوم عليه، تعمل بصمت دون ضجيج أو ضوضاء، تحقق بهدوء ما تصبو إليه تصنع للوطن هيبته التي تليق به، هي الحزم، الثقة، القوة، ومزيج من الحب والوفاء. إن اختيار الأمير نايف وليا للعهد زاد من طمأنينة المواطن، من أن المملكة ماضية على في طريق التنمية والاصلاح والاستقرار، وما رايناه خلال اجتماع أعضاء هيئة البيعةالتي يعتبر إنشاءها نقلة نوعية، إذ أجتمعت بهدوء في صورة عسكت الانتقال السلس والشفاف لولاية العهد من الأمير سلطان رحمه الله، إلى الأمير نايف، الأمر الذي جسد العمل المؤسساتي لنظام الحكم في المملكة، وبهذا فعل الملك عبد الله أمره بإنشاء هيئة البيعة التي التأمت، لأول مرة لاختيار ولي عهد جديد. والحمد لله أعطينا درسا محكما في الحكم والسياسة والوحدة الوطنية، ولم نكترث ولم نعط أي اهتمام لما تناقله الإعلام الغربي ومحاولته الفاشلة لتشويه الصورة. أسبوع حزين، وحاسم، ودعنا فيه الأمير سلطان رحمه الله، قدم فيه الملك عبد الله دروسا في التضحية، غادر المستشفى لكي يكون في مقدمة مستقبلي جثمان أخيه سلطان، رغم ظروف مرضه، شاهدنا مناظر مؤثرة وحزينة، الأمير نايف يحمل نعش أخيه، وسلمان الوفاء يخفي حزنه ويجفف دموعه. الحمد لله عوضنا الرحمن، بنايف، خير خلف لخير سلف. الحمد الله لقد استوت السفينة السعودية على الجودي.. نبايعك نايف وليا للعهد في السراء والضراء.