بعد ظهور الإعلام الرقمي أو ما يسمى بالصحافة الإلكترونية، أخذ بعض المثقفين ينعون الصحافة الورقية والكتاب ويؤكدون أن أي شيء يعتمد على الورق هو في طريقه إلى الانقراض، فيما عارض هذا الرأي وبحدة مثقفون آخرون وأعلنوا أن البقاء بعد الله للكتاب وللصحافة الورقية وأنه سيظل من البشر من لا يستغني عن صحبة الكتاب في سفره وحضره وليله ونهاره وأنه إذا كان هناك من يفضل الجلوس أمام شاشة الحاسب الآلي أو أي شاشة أخرى مماثلة لمتابعة آخر ما استجد من أنباء وحوادث ومخترعات وكتب رقمية وصحف إلكترونية ومعلومات عامة، فإنه في المقابل يوجد من لا يستغني عن الصحافة الورقية والكتاب الورقي صاحبا وسميرا ومصدرا من مصادر العلم والمعرفة، ويبدو أن الأديب الأستاذ حمد القاضي قد تفاعل مع ما يدور في الساحة الثقافية حول هذا الموضوع فانبرى من خلال محاضرة سبق له أن ألقاها في نادي الأحساء الأدبي تحت عنوان «الثقافة الورقية في زمن الإعلام الرقمي» ولما لمس ردود فعل حسنة لمحاضرته قام بطبعها في كتيب صغير الحجم أهداني نسخة منه وقد خلص في محاضرته إلى أن الصحافة الورقية والكتاب الورقي باقيان لوجود ارتباط عاطفي بينهما وبين الإنسان امتد عبر التاريخ وأن مما يعزز من ثقافة القراءة والاطلاع لدى الشعوب تعودها على اقتناء الكتب والمطبوعات الورقية، وحتى في أوروبا وأمريكا والعالم الأول عموما التي سبقت في اختراع واستخدام أجهزة الاتصال والمعلومات الحديثة من حاسوب وإنترنت وغيرها، فإن توزيع الكتب والصحف لم يزل يسجل حضورا في تلك الساحات مع أنهم «أهل الصنعة» في مجال الإعلام الرقمي لا مجرد متلقين ومستخدمين وقد تفاعل مع المحاضرة الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد الوزير الأسبق للتربية والتعليم فكتب للقاضي رسالة يؤكد فيها أنه معه قلبا وقالبا في موقفه الداعم للقول بأن الكتاب والصحافة الورقية ليسا معرضين للانقراض كما يروج «الإنترنتيون» وغيرهم من المرجفين! وقد استشهد الأستاذ القاضي بأبيات من الشعر لم يدقق في روايته لبعضها خلال إلقائه محاضرته أو أنه قد حصل تصحيف أو زيادة في البيت أثناء طباعة الكتيب فقد أورد القاضي بين شعر يقول: «إن كنت قد عبرت عما دار في خلدي فما رميت ولكن الإله رمى» وصدر البيت غير موزون، ويصبح كذلك لو تم حذف الحرف «قد» ليصبح هكذا: «إن كنت عبرت عما دار في خلدي»، أما الخطأ الثاني فقد جاء في بيتين استشهد بهما الأستاذ الدكتور الرشيد من قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي حيث ورد صدر البيت الأول هكذا: أنا من بدل الكتب الصحابا وصحته: أنا من بدل بالكتب الصحابا وفي صدر البيت الثاني ورد خطأ مطبعي إذ نشر هكذا: «صاحب إن عبته أول لم تعب» وصحته كالتالي «صاحب إن عبته أو لم تعب».. ودمتم!!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة