كشف أستاذ العلوم اللغوية المشارك في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز عبدالكريم التويجري عن تسرب ظاهرة التصحيف والتحريف إلى اللغة العربية بشكل تصعب السيطرة عليه بالرغم من جهود العلماء الكبيرة لدرء خطر تلك الظاهرة. وقال التويجري الخميس المنصرم في محاضرته في خميسية حمد الجاسر الثقافية تحت عنوان "التصحيف والتحريف في العربية" إن ما دعاه للحديث عن مسألة التصحيف والتحريف بالعربية هو إغفال القدامى والمحدثين لهذه الظاهرة ما دفعه لأن يفرد لها كتاباً مستقلاً في طريقه للنشر. وذهب التويجري إلى أن اللغويين القدامى بيّنوا معنى هذه الظاهرة، وعللوا وقوعها، وشرحوا أسبابها، منوّهين إلى سبل علاجها، إلى أن قاد خطر التصحيف طائفة من العلماء للتناظر والتنابز، حيث إن الرواية المصحّفة هي عرضة دائماً للفحص فيما أن صاحبها عادة ما يكون هدفا للسخرية والتجريح والتعريض به كلما حانت مناسبة. وأرجع التويجري أسباب الوقوع في هذه الظاهرة إلى عدم التلقي مباشرة من المشايخ نظراً لكون اللغة والثقافة العربية في أصلها شفهية، يضاف إلى ذلك أن تشابه رسم الحروف في العربية سبب رئيس في وقوع التشابه بين الحروف التي لا تختلف إلا بعدد النقط أو باختلاف مواضع تلك النقط، إضافة إلى جهل كثير من الوراقين النساخين الذين جعلوا من هذه المهنة مصدر رزق ومورد تجارة، وكذلك اختلاف الرسم الكتابي للحرف العربي بين المشارقة والمغاربة. ولم يكتف التويجري بالحديث عن هذه الظاهرة بل كشف عن نماذج متعددة من التصحيف الذي وقع عند القدماء ونماذج مما هو عند المحدثين.