للأسماء منا نصيب، والنصيب يعظم بفعل خارج عن حدود الاسم ومحتواه، وعندما يكون الاسم نادرا، فلا بد وحتما أن يكون الفعل نادرا. نادر صاحب الاثني عشر ربيعا، حاله في عمره، وابن الشهيد إضافة لحالة نادر، وضم نايف العطاء لنادر هي أصل الحالة. نادر علي غازي الحربي، اسم لفتى يتشابه في الملامح وربما الأسامي، إلا أن نادر يتفرد عن أقرانه أن صاحب السمو الأمير نايف بن عبدالعزيز زاره وأهله وذويه واجتمع مع إخوته، واحتضنه مواسيا في رحيل والده الذي استشهد في مواجهة «غضي»، شمال القصيم في منتصف عام 1424. وفي هذا السياق، قالت ل «عكاظ» العنود هليل الحربي زوجة الشهيد رئيس رقباء علي، أحد منسوبي قوة الطوارئ في القصيم، إن أبناء وأسر الشهداء يحفظون للأمير نايف بن عبدالعزيز تواصله الدائم معهم. وقالت نحن أسرة علي لم نشعر يوما باليتم ونايف خلف كل ما نريد، فقد كان الأب الحاني والعطوف فقد كانت زيارته لنا في منزلنا بعد استشهاد علي مباشرة وساما ألبسه الشهيد وأبناءه وخفف عن مصابنا ومصاب جد أبنائي ووالد زوجي، رحمه الله، الذي توفي قبل عامين وكان دائم الثناء على سمو الأمير نايف. وأضافت أن الأمير نايف له مواقف متواصلة معنا اذ عانت ابنتي عبير من مشاكل في القلب ونومت في مستشفى قوى الأمن في الرياض، وكان يتابعنا موظفون من قبل سموه، وعندما أبلغتهم برغبتي بنقلها إلى مركز الأمير سلطان لقسطرة القلب في المستشفى العسكري وصل توجيهه الكريم بنقلها وتم إجراء العملية هناك، بل إنه كلف موظفين للمتابعة وحتى حجز المواعيد وتسهيل جميع أمورنا، حيث بقيت مرافقة لابنتي شهرين حتى تعافت، وذكرت زوجة الشهيد أنها أجرت قبل أسابيع قسطرة إضافية لقلب عبير، وكان سموه متابعا لحظة بلحظة حتى نجح العمل الطبي وعدنا إلى منزلنا في بريدة. وذكرت أم عبدالعزيز أن ثقة ولي الأمر بالأمير نايف في محلها، فنحن من عايش عمله واهتمامه كما هم بقية الشعب، فقد كان نعم الأب ونعم المسؤول ولم ينس في الأعياد إرسال تهانيه ومعايدته، ولم يرفض لنا أسر الشهداء طلبا، بل إن الأمير نايف وجه في ذلك الوقت بنقل شقيقي زوجي من خارج القصيم إلى بريدة ليكونا قرب والدهما. زوجة الشهيد علي الحربي قالت إن أبناءها الستة كلهم كانوا في الصورة عندما زارنا ولي العهد بعد استشهاد والدهم وهم عبدالعزيز 20 عاما في جامعة القصيم، غازي 19 عاما يدرس التمريض وعبير 18 عاما ثالث ثانوي ورحاب وروابي أول ثانوي والصغير نادر في الصف السادس الابتدائي، وهو الذي احتضنه الأمير نايف حاملا إياه في مشهد أبوي. يذكر أن غازي الحربي كان مع الملازم أول سطام غزاي المطيري، وهما أول شهداء الواجب في مواجهة الفئات الضالة في القصيم في مواجهة غضي، التي تم خلالها قتل ستة من المطلوبين والقبض على آخرين.