لو عمل كل مسؤول ربع عدد تصريحاته الصحفية ساعات إنجاز فعلية لصلحت حال وزارته خلال دقائق، فقديما كانت تصريحات الوزراء و الوكلاء لوسائل الإعلام عن المشاريع والمنجزات تقتصر على التعريف بمنجز قد ولد فعلا وظهر على أرض الواقع، وما التصريح عنه للصحف إلا لهدفين: إما لتبشير من لم يعلم بولادته أنه ولد حيا سليما معافى، وكاملا غير منقوص، أو للتعريف بطريقة الاستفادة من المنجز والتعامل معه، وكان الرد على من يطالب (أنذاك) بعدم إشغال ورق الصحف بأخبار المنجزات والمشاريع والتصريحات المرتبطة بها جاهزا ومقنعا وهو أنه لتعريف الناس بمنجزات الوطن وللحديث عن نعمة ( وأما بنعمة ربك فحدث). اليوم الوضع اختلف أو قل انعكس تماما فنحن أمام سيل من التصريحات الوزارية عن أماني لم يبدأ العمل بها، ووعود مستقبلية لا تتوفر أدواتها، و جمل إنشائية يقولها من لايدرك أبعادها وربما لا يعرف معناها، خطط كاملة ومتكاملة، و استراتيجيات شاملة، ومنظومات عمل مؤسسي، وأحلام خيالية ووعود براقة و مشاريع كبيرة يعد بها المسؤول، ويمني بها المواطن وهو أعلم الناس باستحالة تحقيقها، لكنه يراها وسيلة للبقاء أو مواصلة البقاء و التجديد وحسب، ولا يحسب الحساب لنتائجها على مصداقية التصريح و نفسية المواطن وتأثيرها في خلق بيئة عمل متبلدة وبليدة عندما يقرأ كل موظف في مؤسسة ووزارة تصريحا لمسؤولها الأعلى يعد فيه بشيء يعلم الموظف أن لا أساس قائما لتحقيقه، وأن مصيره التندر به. العيب الأكبر والأخطر لتصريحات الوعود الزائفة المستهلكة الكثيرة والمتكررة أنها تؤثر سلبا على التصديق بوعود حقيقية لها أساس من الصحة و تطمينات صادقة تتأثر مصداقيتها لدى المواطن سلبا بسبب السيل الجارف من التصريحات والوعود التي يمر عشرات أضعاف زمنها الموعود ولم تتحقق، ويحتفظ المواطن بقصاصات الصحف التي نشرت فيها وقد غير الزمن لون ورقها ولم تتغير الحال ولم يصدق الوعد. لنجرب ونمنع منعا باتا التصريح بوعود أيا كانت ونقصر الحديث الصحفي على مؤتمرات صحفية لما تم إنجازه و أخبار تبشر بما تمت ولادته فعلا و سنجد أن الورق قد قل والأرق قد اضمحل و أن البقاء للأصلح. www.alehaidib.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة