كشف أحد مرافقي الأمير سلطان بن عبد العزيز موقفا مؤثرا له يرحمه الله عندما سمع عن امرأة أفريقية تبحث عن حبوب تقتات بها بالقرب من بيت النمل، ما جعل الأمير الراحل يبكي وتتساقط دموعه بغزارة، وأمر بالبحث عنها وعند العثور عليها طلب إغاثتها وقدم لها وبقية الفقراء في قريتها قوافل الغذاء والكساء والدواء حتى اغتنت، ولم يرتح الأمير الراحل حتى أفاده مندوبوه أن تلك المرأة وجميع فقراء بلدتها أصبحوا في رغد من العيش وذهب الفقر عنهم. وكان للشيخ علي بن أحمد المالكي الداعية الإسلامي المعروف قصة عن الفقيد، عندما عرض عليه حالة مواطن محتاج لشراء منزل له وأسرته، فأمر الأمير له بمليون ريال ليشتري بها منزلا، وعندما قدم المبلغ للمواطن عرفوا أنه اشترى منزلا وعند إعادة المبلغ للأمير سلطان رفض استرجاعه، وطالب بالبحث عن محتاج لإعطائه له. ولسعد بن صالح الغامدي مشرف خدمات الأسطول الملكي ذكريات مع الفقيد، وقال: بحكم عملي كنت قريبا من الأمير الراحل، وكان شديد الالتزام بالمواعيد عطوفا وحنونا إلى درجة لا يمكن تصورها، وكنا نحن الموظفين نلمس منه حب الخير والإبتسامة الدائمة، وطيلة عملنا معه خلال 30 عاما لم نسمع منه أية كلمة عتاب أو توبيخ رغم مهام مسؤولياته التي تجعله دائما مشغولا بممارسة مهامه في الطائرة ورغم ذلك كان يعتبر كل العاملين معه أبناءه وأضاف لم يسبق أن رد أي شخص كائنا من كان، فإذا وصل له طلب من أي مواطن لا يمكن أن يرجع خائبا، إضافة لذلك كان يرحمه الله يفرح بتحقيق مطالب المواطنين، وكأنه هو صاحب هذه المطالب، وكان حنونا عطوفا على الأيتام والمعاقين والمساكين. وزاد كنا نرصد حب الناس له حتى خارج الوطن، فكان كثير من المحتاجين وطالبي العلاج يتقدمون له من مختلف الجنسيات ولم يرد أيا منهم. ورصد سعد الغامدي موقف بعض الغربيين خلال رحلة خارجية، فقالوا: نغبطكم على هذا الأمير المبتسم دائما فنحن نراه أبا وصديقا وداعما لكم ولكل من يتجه إليه، كما أنه مصنف من دهاقنة العالم حنكة وسياسة. من جهته، قال الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور أحمد العمودي: ندعو الله أن يرحم سلطان بن عبد العزيز، فلم نسمع عنه إلا كل خير، أعماله الخيرة سمع بها الداني والقاصي، مضيفا أن من يحبه الله يحبه الناس وانتشار محبة الشخص في الدنيا بشرى خير، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته وأن يجزاه خير الجزاء على ما قدمه من أعمال خيرة لدعم الفقراء والمساكين والأيتام. وزاد أن من أحب الأعمال لله إدخال السرور في قلب المسلم، فقد أدخل الفقيد الفرحة في قلوب كثير من المسلمين. رصدت «عكاظ» امرأة تسمى أم خالد من محافظة بلجرشي في منطقة الباحة اغرورقت عيونها بالدموع منذ رحيل الأمير سلطان بن عبد العزيز، مجسدة بذلك محبة بنات وأبناء الوطن لنصير الأيتام والمعوقين والمساكين.